رام الله الإخباري
موقع رام الله الاخباري :
بدأ الإنهيار يهدّد الصحف اللبنانية العريقة بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية والمالية المتردية في لبنان.وهكذا فإن الصحافة اللبنانية التي تُعتبر أم الصحافة العربية وأكثرها عراقة منذ منتصف القرن التاسع عشر، بدأت تعاني اليوم من خطر الإقفال ورقياً والاكتفاء بالصدور الكترونياً، وهذا ما عبّرت عنه أمس مذكرات مفاجئة وقّعها رؤساء تحرير صحف لتحوّل يوم 15 آذار/مارس إلى تاريخ أسود حُفر في ذاكرة الصحافة اللبنانية المكتوبة.
وقد فوجىء موظفو صحيفة «السفير» أمس بكتاب معمّم على العاملين موقّع من رئيس التحرير طلال سلمان يطرح خيار التوقف عن الصدور بسبب الظروف السياسية والاقتصادية. وجاء حرفياً في الرسالة ما يلي «يهمّ رئيس التحرير أن يحيط الزملاء في أسرة «السفير» بأننا عشية العيد الثالث والأربعين لإطلاق هذه الصحيفة المميزة وذات الدور التاريخي نواجه ظروفاً وتحديات صعبة.
صحيح أن «السفير» قد عاشت في قلب الصعوبة دائماً، إلا أن الظروف قد اختلفت خاصة في ظل ثورة المعلومات (مواقع التواصل)، فضلاً عن تبدل الأحوال في طول الوطن العربي وعرضه، ونحو الأسوأ، مع الأسف. كذلك فإن الظروف السياسية والاقتصادية فاقمت الأزمة، لا سيما وأنها قد انعكست على الدخل الإعلاني وعلى الاشتراكات وصولاً إلى البيع. في مواجهة هذا الواقع الصعب والمرشح بأن يزداد صعوبة، في المرحلة المقبلة، كان من الطبيعي أن يبادر مجلس الادارة في «السفير» إلى طرح الإحتمالات جميعاً للنقاش بما فيها خيار التوقف عن الصدور… وفي انتظار تبلور القرار تستمر «السفير» في الصدور حاملة شعاراتها مواصلة التزامها بخدمة وطنها وأمتها. ويهمني أن أطمئن العاملين جميعاً أن أي قرار يُتخذ سيُصار إلى إبلاغكم به فور تبلوره، مؤكداً أن حقوق العاملين مصانة بل مقدسة، كما كانت «السفير» مع أسرتها عبر تاريخها الطويل».
تزامناً مع خطوة «السفير» فإن رئيس تحرير صحيفة «اللواء» صلاح سلام أبلغ الموظفين من خلال مذكرة عن فتح باب الاستقالات، وجاء في المذكرة «عطفاً على إجراءات شد الحزام وخطوات التقشف الأخيرة، وافساحاً للمجال أمام الزملاء والزميلات لاتخاذ الخيار المناسب لكل منهم، وحرصاً على عدم تحميل أعباء المرحلة الصعبة لمن لا يرغب المشاركة في تحملها، تقرر فتح باب الاستقالة أمام من لا يستطيع الاستمرار في العمل في هذه الظروف القاسية».
وعمّمت الإدارة على الموظفين أن هناك توجهاً بخفض الرواتب ومن يعترض على هذا القرار في إمكانه الاستقالة.
وليس بعيداً فإن صحيفة «النهار» التي تُعتبر الأعرق والتي بدأت قبل سنوات التخفيف من حجم الأعباء من خلال التخلي عن بعض الأقلام لديها، فهي عمدت قبل أشهر قليلة ومع تزايد الضغوط المالية عليها إلى تقليص عدد الصفحات الورقية ما جعل بعض الصحافيين الذين تأخروا عن قبض رواتبهم لسبعة أشهر أمام خيار الرحيل الطوعي.
وفي تصريح إلى «القدس العربي» قال مدير التحرير غسان الحجار «نحن نجري إعادة تقييم للوضع لاستكشاف المداخيل ومدى القدرة على الصمود، ولكن ليست لدينا لائحة باسماء ولا بأعداد لا بـ40 ولا بـ50 إسماً كما يردّد البعض». وعن تعزيز الموقع الالكتروني للصحيفة قال «لقد تمّ تعزيز هذا الموقع منذ العام 2011 وهو بات موقعاً هاماً ومنافساً ولكن هذا ليس معناه إقفال الجريدة الورقية».
تجدر الإشارة إلى أن وسائل إعلام تيار المستقبل ليست أفضل حالا فقناة «المستقبل» والصحيفة و«إذاعة الشرق» يتقاضى العاملون فيها رواتبهم مرة كل 3 أو 4 أشهر. وقد قام رئيس تيار المستقبل سعد الحريري قبل أيام بزيارة تفقدية للعاملين في تلفزيون «المستقبل» ووعدهم بإنهاء رحلة العذاب.-
القدس العربي