نشر تفاصيل اجتماعات نتنياهو حول انهيار السلطة وموقف الشاباك والاستخبارات الاسرائيلية من خليفة ابو مازن

NETNEYHUUUU-660x330

رام الله الإخباري

موقع رام لله الاخباري - كتبت “هآرتس” ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قال خلال جلسة المجلس الوزاري السياسي – الأمني، امس الأول الاحد، ان على اسرائيل الاستعداد لاحتمال انهيار السلطة الفلسطينية. وقال: “يجب منع حدوث ذلك قدر الامكان، والاستعداد، في المقابل، لإمكانية حدوث ذلك”.

وقالت شخصيات مطلعة ان المجلس الوزاري المصغر، عقد خلال العشرة أيام الأخيرة، اجتماعين لمناقشة احتمال انهيار السلطة، على خلفية الجمود السياسي، والتصعيد الأمني والأزمة الاقتصادية في الضفة الغربية والأزمة السياسية للقيادة الفلسطينية. وجاءت هذه الاجتماعات في اطار سلسلة من النقاشات التي بدأت في اواخر تشرين الثاني 2015 في اعقاب فشل زيارة وزير الخارجية الامريكي جون كيري.

وحسب مسؤول اسرائيلي رفيع، فان النقاش في موضوع انهيار السلطة جاء في اعقاب وجهة النظر الخطية والشفوية التي حولها الجهاز الأمني الى القيادة السياسية خلال الشهرين الأخيرين. وحذرت وجهة النظر من احتمال عدم تمكن السلطة من اداء مهامها، وعدم قدرتها على تسديد ديونها. واشار الى ان الجهاز الامني حذر من أنه في وضع كهذا يمكن للسلطة “ان تنهار على اسرائيل، مع كل ما يعنيه ذلك من الناحيتين الامنية والمدنية.

وقال مصدر مطلع ان “الجهاز الامني اوصى المجلس الوزاري بتبني سياسة رسمية تمنع انهيار السلطة، “ولكن ليس القول فقط بأننا لسنا معنيين بالانهيار وانما القيام بلفتات وتدابير على الأرض تمنع تحقق مثل هذا الأمر”.

وقرر نتنياهو تبني موقف الجهاز الأمني، وتبنى عمليا، سياسة منع انهيار السلطة. وكان نتنياهو قد صرح امام الصحفيين خلال مؤتمر الاقليم الدولي في باريس، في مطلع كانون الأول، انه لا يتمنى انهيار السلطة لأنه يمكن للبديل ان يكون أسوأ. ويرغب نتنياهو بالقيام بتدابير على الأرض تمنع انهيار السلطة، ولهذا الغرض عقد اجتماعات لمناقشة هذه المسألة بمشاركة رئيس الشاباك يورام كوهين، ومنسق عمليات الحكومة في المناطق يوآب مردخاي، وجهات اخرى. ومع ذلك، وبسبب الضغوط السياسية من جانب عدد من وزراء المجلس الوزاري، لا يقوم نتنياهو بتطبيق غالبية التوصيات التي عرضها الجهاز الأمني. فبعض الوزراء، من امثال زئيف الكين ويسرائيل كاتس، ليسوا شركاء في موقف نتنياهو، الذي يقول انه يجب منع انهيار السلطة. ولا يدعم وزير التعليم نفتالي بينت القيام بخطوات لتشجيع انهيار السلطة، لكنه يعارض القيام بخطوات ملموسة لمنع حدوث ذلك.

وتم خلال الجلسات التي عقدها نتنياهو لمناقشة هذه المسألة، عرض سيناريوهات تقول انه حتى اذا قامت إسرائيل باتخاذ خطوات ميدانية لتدعيم السلطة، فانه من المحتمل انها لن تستطيع صد الانهيار. ويعتقد الجهاز الأمني ان انهيار السلطة يمكن ان يحدث لأسباب داخلية لا ترتبط بإسرائيل، او كتلك التي تملك اسرائيل قدرة صغيرة في التأثير عليها. فمثلا، خلال نقاشات المجلس الوزاري تمت مناقشة امكانية انهيار السلطة كنتيجة لموت الرئيس محمود عباس. ويمكن في مثل هذه الحالة حدوث صراع على وراثته يقود الى ازمة شديدة في السلطة، تؤدي الى شلها.

في الشاباك والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لا يوجد أي تقييم بشأن شخصية فاعلة يمكنها احتلال مكان عباس. والاسماء التي تطرح خلال النقاشات الداخلية هي ذات الأسماء المشبوهة والمعروفة، مثل مروان البرغوثي، المعتقل في اسرائيل، ومسؤول فتح السابق محمد دحلان، او رئيس الاستخبارات مجد فراج. مع ذلك تقر الجهات الإسرائيلية بأن أي تقييم في هذا الموضوع حاليا لا يتعدى “التكهن”.

وتشعر الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وجهات اخرى في المجتمع الدولي، بالقلق ازاء امكانية انهيار السلطة والفوضى التي يمكن حدوثها بعد ذلك. وكان هذا الموضوع من بين القضايا التي ناقشها وفد الرباعي الدولي، خلال زيارته الى إسرائيل قبل اسبوعين. وقال دبلوماسيون غربيون، ان الوفد الذي التقى مع مبعوث رئيس الحكومة يتسحاق مولخو، والمدير العام لوزارة الخارجية، دوري غولد، فهم بأنه طالما تواصلت العمليات، فان إسرائيل لن تتمكن من القيام بلفتات على الأرض، خاصة بسبب الضغوط السياسية الداخلية.

وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قد حذر من انهيار السلطة خلال خطابه في مؤتمر صبان في واشنطن في مطلع كانون الأول. وقال انه “اذا استمر الوضع الحالي فليس من الواضح كم من الوقت تستطيع السلطة الصمود”. وقال انه “يوجد في المؤسسة الامنية الإسرائيلية من يعتقدون انه يجب القيام بخطوات لدعم السلطة، وان تدعيم ابو مازن هو مسألة مصيرية لأمن إسرائيل”. كما حذرت المرشحة للرئاسة الامريكية هيلاري كلينتون من انهيار السلطة، وقالت: “اعرف بأن الكثير من اعضاء حكومة اسرائيل لا يعتبرون عباس شريكا للسلام، لكنني اريد سؤالهم: ما هو البديل؟ من هو الافضل من عباس. انا اعرف مشاكل عباس، لكنه من المؤسف انهم يدفعونه نحو الهامش. بديل عباس يمكن ان يكون الاعلام السوداء لداعش”.

ترجمة : فلسطين الاخبارية