رام الله الإخباري
موقع رام الله الاخباري :
تاريخ روسيا تاريخ حافل بالهزائم والخسائر، لدرجة أن روسيا والاتحاد السوفييتي سابقا تلقيا عشرات الضربات، ومنيا بسلسلة من الهزائم قديما وحديثا، ولم تحقق روسيا أي نصر حقيقي خلال القرن الأخير إطلاقا، نتيجة لأطماعها غير المشروعة ودخولها بحروب غير محسوبة النتيجة
ومحاولتها إخضاع شعوب الغير بالقوة والعدوان، وقد كانت أكبر هزيمة تلقاها الاتحاد السوفييتي هي تفككه إلى دويلات وقوميات، ليصبح خلال عشية أو ضحاها أثرا بعد عين، حيث انتهزت الدول التي كان يتألف منها أقرب فرصة ضعف لينفضوا عن الاتحاد الذي تتحكم فيه موسكو، وهذا التقرير يرصد أبرز 5 هزائم منيت بها روسيا والاتحاد السوفييتي خلال القرن الماضي كما يلي:
الهزيمة الروسية في الشيشان: وهي حرب تحطم فيها كبرياء الروس بعدما تمكن الثوار الشيشانيون من صد العدوان الروسي على أراضيهم وجبالهم التي حاول الروس ضمها.
ودارت الحرب بين عامي 1994 و 1996، وأدت إلى استقلال فعلي للشيشان عن روسيا. ورغم القوة العسكرية الروسية المذهلة، ورغم المجازر والممارسات الوحشية بحق المدنيين الشيشانيين إلا أن حرب العصابات التي اتبعها الثوار والهجمات على الأرض، ألحقت خسائر فادحة في صفوف الروس، ودحرتهم عن أرض الشيشان وأجبرت حكومة “بوريس يلتسين” على إعلان وقف إطلاق النار في 1996 وتوقيع معاهدة سلام بعدها بسنة.
الهزيمة الروسية في أفغانستان: بعد عشر سنوات عجاف من الحرب السوفييتية المنهكة في أفغانستان، خرج الجيش السوفييتي بهزيمة نكراء بقي يعاني من آثارها حتى انهيار الامبراطورية السوفيتية عام 1990.
وقد حصل الثوار المعارضين للسوفييت في أفغانستان على دعم من مجموعة من الدول، منها الولايات المتحدة، السعودية، باكستان والصين، وقد كانت أول خطوة للتورط السوفييتي بالمستنقع الأفغاني عام 1979، استمرت حتى 1988، وكان الدافع الأساسي للحرب السيطرة على الموارد الطبيعية في البلاد ونهبها والوصول للمياه الدافئة.
خسارة الحرب الباردة: وهي حرب رعب غير عسكرية، دارت رحاها بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة منذ مطلع خمسينيات القرن العشرين وحتى عام 1985 تقريبا، وقد تمكنت الولايات المتحدة خلالها من خداع الخصم السوفييتي وجعله في حالة تسلّح دائم، بل وصل السوفييت لحالة هستيريا التسلح، ونتيجة لذلك فقد أهمل السوفييت الجانب الاقتصادي والجوانب الأخرى الأمر الذي نتج عنه في نهاية المطاف سقوط مدو للاتحاد، وتفكك غير متوقع.
الحرب العالمية الثانية مذبحة الروس العظمى: كلف انخراط روسيا في الحرب العالمية الثانية نحو 20 مليون قتيلا بين عسكري ومدني، وقد استبيحت الأرض السوفييتية من قبل الألمان، وسُوي عدد منها بالأرض نتيجة للقصف النازي المدمر، منها “ستالين غراد” و”لينين غراد”، ورغم أن دول المحور خسرت نهاية الحرب إلا أن الخسائر الروسية الفادحة على شتى الأصعدة كانت أكبر من أن تحتمل أو تؤرخ كحدث عادي، بل تعد أقسى ضربة تلقاها الروس في تاريخهم على الإطلاق.
الحرب الأهلية الروسية، التي تعتبر الفصل الأخير من الثورة الروسية، تميزت بالشراسة والوحشية الشديدة خصوصا ضد المدنيين مما أودي بحياة ما يقرب من ثلاثة عشر مليون نسمة وتهجير ما يقرب من مليون نسمة هجرة شبه دائمة.
استمرت تقليديا في كتابة التاريخ السوفياتي فترة 1918-1921، ولكن الحرب كمناوشات امتدت فعلا بين 1917-1923 مما جعل الموعد المحدد لها من الأمور المثيرة للجدل بين المؤرخيين. كانت بين الجيش الأحمر ومجموعات غير متجانسة من المحافظين الديموقراطيين والشيوعيين المعتدلين والقوميين والروس البيض.
وقد خاضت الامبراطورية العثمانية حروبا طاحنة مع روسيا، كبدتها خسائر مذهلة، وكانت الدولة العثمانية تخرج منتصرة من معظم تلك الحروب التي عادة ما يشعلها الروس.
وتتخبط موسكو في سياستها الخارجية منذ اشتعال موجة الثورات العربية عام 2010، وذلك بوقوفها الى جانب الأنظمة الديكتاتورية وضد الشعوب التواقة للحرية، فهي وقفت الى جانب العقيد المقتول معمر القذافي الذي قتل عشرات الآلاف من شعبه، وها هي تقف إلى جانب نظام الأسد الذي ذبح نحو 400 ألف إنسان من شعبه، وشرد الملايين، وأحرق سوريا.
ويرى مراقبون أن وقوف روسيا الى جانب نظام الأسد في حربه ومذابحه اليومية ضد شعبه يعتبر مغامرة، ومشاركة في حرب خاسرة لا محال، حيث لا مستقبل للأسد في سوريا وإن طال مسلسل مجازره بحق شعبه، فهل تكون المغامرة الروسية في سوريا سببا لهزيمة سادسة تضاف الى الهزائم الخمس السابقة عما قريب؟
من الجدير بالذكر في هذا السياق أن أحد أهم أسباب انهيار الاتحاد السوفييتي وسقوطه الضعف الاقتصادي، حيث قال مفكرون غربيون في وصف الاتحاد السوفييتي زمن الانهيار إن “روسيا التي تصنع صاروخا يمكن أن يدمر بلدا بأكمله يعجز عن انتاج رغيف خبز تأكله”.
TRT