كيف يفر مراهقون من غزة إلى إسرائيل؟

موقع رام الله الاخباري - نشرت صحيفة \"لوفيجارو\" الفرنسية

تقريرا حول أكثر من 180 شابا فلسطينيا أوقفوا منذ شهر سبتمبر الماضي بينما كانوا يحاولون التسلل إلى إسرائيل، مشيرة إلى أن هؤلاء المراهقين يجدون أنفسهم غالبا أمام اتهامين اثنين الأول \"التخابر\" من قبل إسرائيل والثاني \"الخيانة\" من قبل حماس. وأوضحت الصحيفة أن استمرار النزاعات المسلحة وارتفاع البطالة هما السببان الرئيسيان وراء رغبة هؤلاء الشباب في الذهاب إلى إسرائيل في ظل ارتفاع معدلات البطالة التي تصل إلى 60 في المائة بين فئة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 سنة. غير أن الصحيفة أشارت إلى أن معظم الفلسطينيين يرون أن الفقر المدقع والبؤس الذي يعانيه سكان المناطق الفلسطينية الحدودية مع إسرائيل ليس مبررا لهروب هؤلاء الشباب إلى دولة العدو إسرائيل. نور الحسن الزوارة أحد الشباب الذين فروا إلى إسرائيل – تقول الصحيفة- مع صديق له في أكتوبر 2014 دون أي سابق إنذار، حتى وصل إلى الجدار العازل بين إسرائيل وقطاع غزة . وتوضح الصحيفة أن هذا الشاب يقطن مع أسرته التي لجأت إلى غزة عام 1948 في قرية جحور الديك، في بيت متواضع مبني بكتل خرسانية، بابه يتحرك مع الريح وسط غابة من أشجار الليمون بينما يرتفع أزيز الطائرة من دون طيار الإسرائيلية. ووالد نور مقاتل سابق في صفوف فتح أمضى 7 سنوات في السجن، وهو عاطل شأنه شأن أبنائه الـ 14 من زوجتيه. نور الحسن الشاب الهزيل البالغ من العمر 20 عامًا يروي قصته قائلا: تسلقنا الجدار بعد انتظرنا مرور دورية إسرائيلية في الجانب الآخر، حيث بدت العملية بسيطة في البداية. ويضيف \" في هذا المكان ارتفاع الجدار لا يزيد عن 3 أمتار، لكنه مجهز بأجهزة استقبال إلكترونية قادرة على تحديد أي حركة مشتبه فيها\". \"بعد دقيقتين من عبورنا – يقول نور الحسن- وجدنا أنفسنا محاطين بنحو 10 جنود أطلقوا النار في الهواء، وأمرونا بخلع ملابسنا، ووجهت إلينا فيما بعد تهمة (الدخول غير الشرعي إلى إسرائيل)، وقضينا 7 أشهر في السجن قبل أن نقاد يوم 28 مايو إلى قطاع غزة \". في إسرائيل حققوا معنا لفترة طويلة دون تعنيفنا يؤكد الشاب الفلسطيني \"أرادوا أن يعرفوا ما إذا كانت حماس أو داعش وراء إرسالنا. وجهوا لنا العديد من الأسئلة حول أحد أبناء عمومتي المشتبه في انتمائه إلى جماعة مسلحة، أرادوا أن أعمل لصالحهم مقابل المال لكني أخبرتهم ببساطة بأنني غير مهتم\". وأوضح الشاب الفلسطيني أنه بعد ترحيلهم إلى غزة \"كنا ندرك أن فرص القبض علينا قوية، لكن لا شيء يمكن أن نخسره\"، مشيرا إلى أجهزة الأمن الداخلي حققت معه وتستدعيه من وقت إلى آخر. \"حماس مهووسة بالخوف من الجواسيس، لذا تشكل موجة الرحيل هذه من وجهة نظرها تحديًا كبيرًا\"، يقول المحلل السياسي مخيمر أبو سعدة. \"لو أدركت هذا ما غامرت\".. جملة رددها محمد مراهق آخر حاول قبل عامين التسلل إلى إسرائيل، لكن بعد فشله لم ينجح في محو بصمات فراره. يقول محمد في يناير 2013، إنه تسلل إلى إسرائيل بصحبة رفيق له كان يحمل سكينا وعند اعتقالهما أخذ منحى سيئا، فعندما نقلت إلى مركز الشرطة، سئلت عن كل بيت، وكل عائلة في حينا\". ويتابع \" بين الإذلال الذي تعرضت إليه في السجون الإسرائيلية، والتحقيقات المتكررة منذ عودتي، لا أنصح أحدًا بمحاولة الرحيل\". \"لم يعرض نفسه إلى احتمال القتل فقط، بل جلب العار إلى أسرتنا البؤس المخيم على البلدات الحدودية لا يبرر ما قام به من سبب يدفع إلى الفرار نحو العدو\" يقول والد محمد الغاضب مما فعله ابنه الذي رد عليه بـ الـ\" لا مستقبل هو أسوأ عدو\".