اتخذت كندا اجراءات جذرية لتجنب انتقال ايبولا الى اراضيها بتعليق منح تأشيرات دخول الى مواطني ثلاث دول تشهد اكبر انتشار للفيروس الذي اودى بحياة 4951 شخصا حتى الآن حسب منظمة الصحة العالمية، بينما اقرت 34 دولة في الاميركيتين خطة عمل بالهدف نفسه. وفي برشلونة صرح مسؤول في منظمة اطباء بلا حدود على هامش مؤتمر طبي في برشلونة ان الوضع اقرب الى كارثة في سيراليون حيث قضى وباء ايبولا على سكان قرى باكملها، مشيرا الى ان حصيلة الوفيات بالحمى النزفية التي يسببها الفيروس اكبر مما اعلن. ومنذ انتشار الموجة الاخيرة التي تعد الاسوأ منذ رصد هذا الفيروس في 1976، تركزت الاصابات والوفيات في ثلاث دول في غرب افريقيا هي ليبيريا وسيراليون وغينيا. وبعد اوستراليا، اصبحت كندا ثاني بلد غربي يتخذ القرار النادر باغلاق الحدود لمحاولة منع انتقال الحمى النزفية اليه. وينص قرار نشر في الجريدة الرسمية ان هيئة \"المواطنة والهجرة في كندا لن تنظر في اي طلب جديد للحصول على تأشيرة ولن تتابع اي طلب مقدم\" حاليا للاشخاص القادمين من دول غرب افريقيا التي اعلنت منظمة الصحة العالمية انتشار المرض فيها. وقالت وزارة الهجرة الكندية ان \"الاجانب الذين زاروا دولة ينتشر فيها ايبولا\" في الاشهر الثلاث السابقة لتقديم طلب تأشيرة لن يمنحوا تأشيرات ايضا، مبررة قرارها بان \"دخول او انتشار الفيروس يشكل خطرا وشيكا على الصحة العامة في كندا\". واكدت انه اجراء صحي \"للمساعدة على منع انتقال الفيروس وانتشاره في كندا\". ايبولا تقتل نحو 5000 شخص ونشرت منظمة الصحة العالمية الجمعة حصيلة معدلة لوفيات ايبولا تشير الى وفاة 4951 شخصا في ثمانية بلدان. لكنها تحدثت عن عدد اقل من الاصابات لانه تبين ان عددا من المرضى في غينيا لم يكونوا مصابين بالفيروس. وقالت المنظمة ان 13 الفا و567 شخصا اصيبوا بالحمى النزفية التي يسببها ايبولا توفي منهم 4951 شخصا حتى 29 تشرين الاول. وكانت حصيلة سابقة نشرت الاربعاء اشارت الى 13703 اصابات و4922 وفاة. وتشير ارقام المنظمة الى ان 6535 شخصا اصيبوا بايبولا في ليبيريا توفي منهم 2413 مريضا بينما بلغ عدد الاصابات في سيراليون 5338 والوفيات 1510. اما في غينيا التي انتشر منها المرض فقد اصيب 1667 بالفيروس توفي منهم 1018. من جهته، قال الطبيب في منظمة اطباء بلا حدود روني زاخاريا لوكالة ان الوضع اقرب الى كارثة في سيراليون حيث قضى وباء ايبولا على سكان قرى باكملها، مشيرا الى ان حصيلة الوفيات بالحمى النزفية التي يسببها الفيروس اكبر مما اعلن. واضاف ان \"مرضى توفوا ومجتمعات زالت ولم يظهر ذلك في الاحصاءات\"، معتبرا ان الارقام الرسمية المتعلقة بضحايا هذا الوباء \"اقل بكثير من الواقع\". وتابع ان \"الوضع كارثي\"، موضحا ان \"بعض القرى زالت عن الخارطة\". وتحدث عن \"قرية كانت تضم اربعين نسمة توفي منهم 39 ولم ينج سوى شخص واحد\". كما تحدث عن قرية اخرى \"اودى المرض فيها بـ12 فردا من اسرة واحدة من الجدين الى الوالدين الى الاحفاد\". وعبر عن اسفه لان \"ايا من هذه الحالات لم تدرج في الاحصاءات\". وفي هافانا، اقرت 34 دولة في الاميركيتين بينها كوبا والولايات المتحدة خطة عمل تتضمن ثلاثين نقطة لتجنب انتقال المرض الى اراضيها. وقال البيان الختامي لهذا الاجتماع ان مسؤولين في قطاع الصحة في كل دول القارة اوصوا \"بوضع آلية لمراقبة الوباء\" لمتابعة الاشخاص \"القادمين من مناطق الوباء\". كما اقترحوا خصوصا التعاون في \"نقل العينات البيولوجية عبر الحدود\" الى المختبرات المرجعية لمنظمة الصحة العالمية والمنظمة الاميركية للصحة. وقال وزير الصحة البوليفي خوان كارلوس كالفيمونتيس \"نحن قادرون على مواجهة هذا المرض\". وستنظم دورات تأهيل دولية حول ايبولا في معهد الطب الاستوائي بترو كوري في هافانا الذي قام بتدريب اكثر من 250 محترفا في القطاع الصحي ارسلتهم كوبا للمشاركة في مكافحة الوباء في افريقيا. ولم تسجل في القارة الاميركية سوى اصابتين بالمرض لممرضتين عالجتا مريضا قادما من افريقيا في تكساس. وقد شفيتا من المرض.