أعلن الدكتور بسام زقوت، مدير الإغاثة الطبية في غزة ، عن تدهور كارثي في الأوضاع الإنسانية والصحية بالقطاع، حيث ارتفع عدد وفيات المنخفضات الجوية إلى 25 مواطناً، بينهم 6 أطفال، نتيجة البرد القارس وانهيار الخيام.
وكشف الدكتور زقوت في حديث لإذاعة "صوت فلسطين"، عن مخاوف حقيقية من انتشار وباء يسمى "ليبتوسبيروز" (Leptospirosis)، وهو مرض ينتقل عبر أبوال الفئران والقوارض التي انتشرت بكثافة بين خيام النازحين.
وأوضح أن هذا المرض ينتقل إلى الإنسان عند اختلاط مياه الفيضانات الملوثة بفضلات القوارض مع جروح الجلد، خاصة لدى الأطفال الذين يلعبون في المياه حفاة الأقدام.
أعراض المرض المشتبه بها:
ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة.
احمرار شديد في العين.
ظهور حالات "اصفرار" (يرقان)، والتي قد تختلط مع أعراض الكبد الوبائي المنتشر أصلاً في القطاع.
ولفت إلى أنه تم سحب عينات من المصابين عبر منظمة الصحة العالمية لفحصها في الخارج لعدم توفر المختبرات اللازمة في غزة.
وأشار زقوت إلى أن الخيام لم تعد قادرة على حماية الناس من الرياح العاتية والأمطار، حيث انهارت العديد من النقاط الطبية والخيام في الأيام الأخيرة. وأضاف أن انعدام الوقود والوقاية يمنع الطواقم الطبية من تقديم الإغاثة اللازمة، في ظل انتشار حاد للإسهالات والتهابات الجهاز التنفسي.
ووصف مدير الإغاثة الطبية ما يحدث في غزة بأنه استخدام لـ "أدوات إبادة جماعية أكثر ليونة"، حيث يعوض الاحتلال ضجيج القصف بالقتل الصامت عبر الحصار. وأوضح أن منع دخول حليب الأطفال، وتعطيل أنظمة تعقيم المياه، ومنع مواد الإعمار والتدفئة، هي أدوات تؤدي جميعها إلى الموت البطيء للمواطنين الذين فقدوا القدرة على حماية أنفسهم من المخاطر البيئية والصحية.

