بالرغم من التحذيرات المبكرة والمتتالية للنازحين بقطاع غزة، والتي تسبق اللحظات الأولى للمنخفض الجوي، إلا أنّ هشاشة البنية التحتية واستمرار وجود آلاف الأسر بمناطق إيواء مؤقتة، ينذر بتجدد كارثة الغرق والبرد.
وتتأثر المنطقة بمنخفض جوي ماطر هو الثالث منذ بدء موسم الشتاء، حيث ستكون الأجواء ماط بغزارة حتى يوم الإثنين، حسبما توقعت الأرصاد الجوية.
ويؤكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة خلال حديث لوكالة "صفا"، أنه في ظل هشاشة البنية التحتية الناتجة عن الإبادة والتدمير المستمر الذي شنه الاحتلال، فإن التحذيرات من الكارثة واردة.
ويشير إلى أن غزارة الأمطار وشدة الرياح واحتمالية تشكّل السيول بالمناطق المنخفضة، وتجمع المياه في المناطق السكنية القريبة من مجاري الأودية والمصارف، يُعقد الوضع مع دخول المنخفض.
ويبين أن الجهات الحكومية المختصة، وبالتنسيق مع المؤسسات الشريكة، قامت بإيواء عدداً من الأسر التي تضررت من المنخفض الجوي السابق وفق الإمكانيات المتاحة.
ويستدرك بأن الإيواء جاء في ظل محدودية الإمكانيات وشح الموارد بشكل هائل، بسبب حالة التدمير الواسع.
ولذلك يشدد على أن أوضاع المتضررين ما تزال صعبة ومعقدة، في ظل استمرار العدوان وتداعياته المباشرة.
وحسب الثوابتة، فإن عدد كبير جداً من العائلات لا يزال يقيم في مراكز إيواء مؤقتة تفتقر للحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة.
ويضيف "هناك تضرر البنية التحتية بشكل واسع، بما في ذلك شبكات الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار، واستمرار المخاطر الصحية والبيئية نتيجة الاكتظاظ، والرطوبة، وانخفاض درجات الحرارة".
الاستجابة ضعيفة
ويشدد على أن كافة الجهات ضعيفة القدرة على الاستجابة الشاملة بسبب الحصار وإغلاق المعابر ومنع إدخال مواد الإيواء خصوصاً، وهو ما من شأنه تجديد مأساة منخفض "بيرون"، الذي أدى لانهيارات وغرق ووفاة مواطنين.
وتشير التقديرات الفنية إلى أن أكثر المناطق عرضة لمخاطر الغرق هي المناطق المنخفضة طبوغرافيًا والتجمعات السكنية القريبة من مجاري الأودية ومناطق تصريف المياه، والمناطق التي تضررت فيها شبكات الصرف الصحي خلال العدوان.
كما تقف مناطق النزوح العشوائي التي تفتقر للبنية التحتية المناسبة، على رأس المناطق التي تتجدد فيها مأساة الغرق.
ويطالب الإعلامي الحكومي بضرورة رفع مستوى الجاهزية المجتمعية والالتزام الكامل بالإرشادات الصادرة عن الجهات المختصة.
ويدعو لتعزيز التنسيق بين المؤسسات العاملة ميدانياً والبلديات والجهات الإنسانية لتقليل المخاطر، وتوفير دعم عاجل من المؤسسات الدولية والمنظمات الإنسانية لتأمين مستلزمات الإيواء والطوارئ.
كما يشطط على ضرورة الضغط لفتح المعابر والسماح بإدخال المواد الأساسية اللازمة للاستجابة الإنسانية.
يُذكر أن 19 مواطنًا ارتقوا وأصيب آخرون وغرقت مراكز بأكملها نتيجة منخفض "بيرون" الذي ضرب المنطقة قبل نحو أسبوعين.

