كشف مصدر فصائلي مطّلع خلال حديث مع "الترا فلسطين"، عن إبلاغ الوسطاء، للفصائل الفلسطينية أنهم يضغطون باتجاه البدء في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة من خلال اتصالات مستمرّة بين الوسطاء في اتفاق وقف إطلاق النار، قطر، ومصر، وتركيا، والضامن الأميركي. خاصّة وأن مصر تلقّت ردًا من حركة حماس حول استعداد الحركة والفصائل المضي قدمًا نحو تنفيذ التزامات المرحلة الثانية من الاتفاق.
وبحسب المصدر فإن لقاءً فصائليًا عقد قبل أمس الاثنين، ضمّ 7 فصائل في العاصمة المصريّة القاهرة، وهي: حماس، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية، ولجان المقاومة الشعبية، والمبادرة الوطنية، وتيار الإصلاح الديمقراطي (تيار دحلان). وناقشت الفصائل آلية صياغة موقف فلسطيني موحّد من معالم المرحلة الثانية للمفاوضات، على أن تستمر المشاورات الفصائلية بشكل ثنائي وبين كل فصيل على حدى.
وجاء اللقاء بعدما اجتمعت قيادة حركة حماس مع رئيس جهاز المخابرات المصرية حسن رشاد، الأحد الماضي، حيث وضعت الحركة الفصائل في صورة التفاصيل التي نوقشت مع المخابرات المصرية. وبحسب المصدر، فإن الوسطاء متوافقون مع "حماس" على ضرورة البدء بخطوات تنفيذية للمرحلة الثانية من الاتفاق، ولا سيما ما يتصل بترتيبات الحكم وإدارة القطاع. وقد طلبت الحركة إيضاحات محددة بشأن عدد من القضايا المرتبطة بمفاوضات هذه المرحلة، وهي تنتظر ردًّا مصريًا يوضّح ملامح هذه القضايا تمهيدًا للانتقال إلى نقاشات أكثر تفصيلًا حول شكل الترتيبات المقبلة وآليات تطبيقها على الأرض.
وكان "الترا فلسطين" في وقت سابق قد كشف عن زيارة رفيعة المستوى لقيادة حركة حماس في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، تضمّ أعلى هيئة قيادية في الحركة برئاسة محمد درويش "أبو عمر حسن" إلى القاهرة؛ لبحث الخروقات الإسرائيلية المستمرّة لاتفاق وقف إطلاق النار وبحث ترتيبات الانتقال إلى المرحلة الثانية، وعقد لقاءات فصائلية، وذلك ما تمّ بالفعل.
ووفق المصدر، تُجمع الفصائل الفلسطينية على وجود ملاحظات جوهرية بشأن المرحلة الأولى من الاتفاق، وقد عبّرت جميعها عن مخاوف حقيقية من الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، مؤكّدة في الوقت نفسه حرصها على تثبيت الهدنة، ولا سيما حركة حماس، لأن أحدًا لا يريد العودة إلى الحرب.
ويضيف المصدر: "يجري حاليًا تبادل لوجهات النظر واتصالات سياسية يتمّ من خلالها التأكيد على أهمية بلورة موقف وطني موحّد تجاه قضايا حكم غزة، والقوات الدولية، وملف السلاح الفلسطيني وكيفية التعامل معه". خصوصًا في ظل صدور قرار مجلس الأمن رقم 2803 بشأن قطاع غزة وإنهاء الحرب. وأشار المصدر إلى أن الفصائل عبّرت خلال اللقاء أن "الفلسطينيين غير قادرين على مواجهة العالم بأسره، ولا يستطيعون التصدّي لقرار دولي يحظى بإجماع عالمي". وقال إن "القرار أصبح أمرًا واقعًا، والفصائل تدرس كيفية الحد من مخاطره".
وبحسب المصدر، تبدي الفصائل استياءً واضحًا من تجاهل قيادة السلطة الفلسطينية الدعوة إلى حوار وطني شامل يضمّ جميع القوى.
وحول سؤال عمّا إذا كانت مصر تتفهّم غياب حركة فتح والسلطة الفلسطينية عن هذه الحوارات، أجاب المصدر متسائلًا: "هل تعتقدون أن مصر، لو لم تكن متفهمة، ستسمح بعقد لقاءات فصائلية من دون حضور السلطة؟ لو لم يكن هذا التوجه قائمًا لديها، لما سمحت بعقد هذه الاجتماعات. وهذه من المرات النادرة التي توافق فيها القاهرة على اجتماعات فصائلية بغياب فتح والسلطة. وكان لقاء الفصائل أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي مؤشرًا على قراءة مصر للمشهد. هل يشكل ذلك ضغطًا على السلطة؟ هل هناك تشاور غير معلن معها؟ لا أحد يعلم".
وأضاف المصدر: "نحن الفلسطينيون في مأزق شديد، ولسنا الفاعل الرئيسي للأسف. ومن خلال لقاءات الفصائل، تدرك حركة حماس خطورة المرحلة". وأوضح أن الفصائل أبلغت حماس استعدادها لتشكيل "مظلّة وطنية" تساعدها على الخروج من مأزق المفاوضات الراهن. كما "ناقشت الفصائل استعدادها بلورة موقف وطني مشترك يضمّ حركة فتح وقيادة السلطة، وإن لم يتحقق ذلك، فسيتم التوجه نحو موقف فصائلي واسع يضم أكبر قدر من الاصطفاف الوطني، غير أن هذا الأمر يستدعي نقاشات متواصلة"، وفق قوله.
وأشار المصدر إلى وجود قنوات اتصال محددة عبر الوسطاء مع حماس كونها تمثل الفصائل في المفاوضات والتي تجري مشاورات مع جميع القوى السياسية. ومن المتوقع عقد لقاءات فصائلية موسعة قريبًا، في ظل الاتصالات القائمة بين حماس والوسطاء. وختم المصدر: "نحن في حالة تشاور دائم، ومن الممكن أن تصدر دعوة لعقد لقاء فصائلي موسّع في أي لحظة".

