نتنياهو : لن نقبل بالتطبيع مع السعودية مقابل اقامة دولة فلسطينية

netanyahu_119391_97b4e89c10e21b76542413cd8a19ab4e_1_105499.png

أعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عن "تفاؤل حذِر" بشأن إمكانيّة تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض، عادّا أن وليّ العهد السعوديّ، محمد بن سلمان، لم يحصل على كلّ ما أراده من الرئيس الأميركيّ، دونالد ترامب.

وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها لقناة إسرائيلية عبر "تليغرام"، مساء اليوم: "تحدثتُ مع (وزير الخارجية الأميركي، ماركو) روبيو، أمس (الأربعاء)، وتلقيتُ تعهّدا بالحفاظ على التفوّق النوعيّ" لإسرائيل.

وأضاف نتنياهو في انتقاد مبطّن للإدارة الأميركية بشأن بيع الطائرات المُقاتلة للسعودية: "لم نُسأَل بشأن ذلك، قبل بيع طائرات F-35، ولكن منذ اللحظة التي حدث فيها ذلك، تحدثتُ معه (روبيو)، وتأكدتُ من ذلك".

وعَدّ رئيس الحكومة الإسرائيلية أن "بن سلمان، لم يحصل على كل ما أراده من ترامب"، غير أنه أضاف: "لا أزال متفائلًا بحذر بشأن التطبيع".

وقالت ناطقة باسم مكتب نتنياهو في إحاطة إعلامية لوسائل إعلام أجنبية، اليوم، إن هناك "تفاهمًا واضحًا بين إسرائيل والولايات المتحدة على أن تحافظ إسرائيل على تفوّقها العسكريّ النوعيّ".

وأضافت: "كان هذا صحيحًا بالأمس، وهو صحيح اليوم، ويعتقد رئيس الحكومة، نتنياهو، أن هذا سيظلّ صحيحًا أيضًا في المستقبل".

وفي سياق ذي صلة، وضمن التصريحات ذاتها، قال نتنياهو بشأن تركيا، إنّ "تزويدهم بطائرات F-35 ليس أمرًا قريبًا، إن كان سيحدث أصلًا".

وأضاف: "موقفنا بالنسبة لذلك، هو موقفنا ذاته من مسألة الإمدادات (صفقة الطائرات) إلى السعودية، بل هو موقفٌ أكثر تشددًا".

وفيما أفادت مصادر سياسية إسرائيلية، خلال الأيام الماضية، بأن الاتصالات الجارية بشأن اتفاق أمنيّ مُحتمَل مع سورية، قد وصلت إلى "طريق مسدود"، وسط خلافات تتعلّق بمطالب تقدّم بها الجانب السوري بشأن المناطق التي سيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد سقوط نظام الأسد، ذكر نتنياهو أنه "من الأفضل التوصل إلى اتفاق مع سورية، لكن مبادئ حماية حدودنا وأصدقائنا، ستبقى قائمة في جميع الأحوال، سواءً باتفاق أو بدونه"، على حدّ قوله.

وأضاف نتنياهو: "لسورية مصلحة أكبر من تلك التي لدى إسرائيل، للتوصّل إلى اتفاق أمنيّ، فإسرائيل دولة قويّة جدا، والترتيبات التي من شأنها منع أيّ احتكاكات بيننا وسورية، تصبّ في مصلحة سورية، ليس أقلّ من إسرائيل".

وتطرّقت المقابلة إلى الجولة التي أجراها نتنياهو، برفقة عدد من وزرائه وقادة الأجهزة الأمنية إلى منطقة الجولان السوري المحتل، أمس الأربعاء، ثم عبروا إلى الأراضي التي تحتلها تل أبيب منذ كانون الأول/ ديسمبر 2024 في جنوب سورية.

وبشأن ذلك، قال نتنياهو: "زرت المنطقة لسبيين، الأوّل هو أن نتأكّد من ألا يحصل هجوم مثلما حصل في 7 أكتوبر، وعند كلّ حدودنا، بما في ذلك سورية؛ وقد كُنت هناك لأتأكّد من أنّ سياستنا بشأن ذلك، تُطبَّق، وهي تُطبَّق".

وفي لقاء بن سلمان وترامب قبل يومين، وعلى وقع استعداد واشنطن بيع الرياض مقاتلات F-35، تطرّق الجانبان إلى جهود انضمام السعودية إلى "اتفاقات أبراهام" وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، إذ عبّر بن سلمان عن رغبة مزدوجة ومرتبطة بشأن إنضمامه إلى "اتفاقيات أبراهام" وقيام دولة فلسطينية.

وصرّح ترامب للصحافيين لاحقًا بأنّ السعودية ستحصل على مقاتلات إف 35 من الطراز ذاته الذي تملكه إسرائيل، وقال إن السعودية "حليفة رائعة، مثل إسرائيل"، مؤكدًا أن إسرائيل ستكون "سعيدة جدًا" بهذه الصفقة، رغم القلق الإسرائيلي الواسع من فقدان التفوّق الجوي النوعي في المنطقة.

ووصل وليّ العهد إلى واشنطن كذلك لإبرام تفاهمات أمنية أوسع، إذ أعلن ترامب التوصّل إلى اتفاق دفاعي مع السعودية، قبل أن يوضح البيت الأبيض أن الاتفاق يشمل بيع نحو 300 دبابة أميركية للمملكة.

وفي ما يتعلق بالانضمام المحتمل إلى "اتفاقات أبراهام"، قال بن سلمان إن الرياض ترغب في ذلك، لكنها أيضًا "تريد ضمان مسار للدولة الفلسطينية"، وتؤمن بحل الدولتين وبالسلام "للإسرائيليين والفلسطينيين".