شهدت تل أبيب ومحيطها، مساء اليوم ، هجومًا صاروخيًا واسعًا وُصف بأنه الأعنف من حيث الاتساع والشدة، في تطور خطير يعكس تصاعد التوتر غير المسبوق بين إيران و"إسرائيل".
وقال قائد شرطة لواء تل أبيب في تصريح عاجل: "ما حدث هو هجوم كبير شمل عددًا من المواقع، وهناك مبانٍ انهارت وأخرى دُمرت فيها طوابق كاملة. قوات الإنقاذ تعمل حاليًا على الوصول إلى المحتجزين". وأكدت مصادر الإسعاف الإسرائيلي إصابة 41 شخصًا، من بينهم اثنان في حالة خطيرة، نتيجة سقوط الصواريخ على مناطق مأهولة.
وفي تطور لافت، نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية أن الصواريخ الإيرانية دمّرت 9 مبانٍ بشكل كامل في مدينة رمات غان قرب تل أبيب، وألحقت أضرارًا بمئات المباني الأخرى، ما يزيد من حجم الدمار الذي لحق بمنطقة تل أبيب الكبرى.
وأفادت القناة 13 العبرية نقلًا عن مسؤولين بأن "الدمار الذي لحق بمنطقة تل أبيب الكبرى غير مسبوق"، فيما قالت القناة 12 إن "إسرائيل لم تشهد هجمات صاروخية بهذه الكثافة والانتشار في تاريخها الحديث". وأشارت تقديرات أولية إلى أن عشرات المباني والمركبات تعرضت لأضرار مباشرة سواء من صواريخ إيرانية أو من شظايا صواريخ اعتراض.
في المقابل، أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أنه "يمكن للمواطنين الخروج من الملاجئ، مع ضرورة البقاء على مقربة منها في جميع أنحاء البلاد"، في ظل استمرار التوتر وتوقعات بتجدد الهجمات.
سياسيًا، اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، إيران بتجاوز الخطوط الحمراء عبر السماح بإطلاق صواريخ من غزة على تجمعات مدنية إسرائيلية، متوعدًا برد "قاسٍ" على ما وصفه بـ"العدوان". وقال: "النظام الإيراني سيدفع الثمن باهظًا". من جهته، وجّه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دعوة علنية للشعب الإيراني للخروج ضد نظامه، قائلاً: "النظام في أضعف حالاته، اخرجوا واسمعوا صوتكم".
إيران من جهتها أكدت أن "أي دعوات لضبط النفس مرفوضة من جانبنا"، حسب ما نقلته وسائل إعلام إيرانية. فيما قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي: "ردّنا على إسرائيل بدأ، وسيكون قويًا جدًا. إسرائيل لن تنجو بسلام من هذه الجريمة، وقواتنا المسلحة ستتحرك بكل قوة وستجعل الكيان في حال من الانهيار والعجز".
وفي خضم هذا التصعيد، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤول إسرائيلي تأكيده أن "الولايات المتحدة تشارك في صدّ الهجمات الصاروخية".
وعلى الصعيد الدولي، عبّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تعازيه لنظيره الإيراني بضحايا الهجوم الإسرائيلي، وأدان الهجوم بشدة، معلنًا نيته لعب دور الوسيط بين "إسرائيل" وإيران لتجنب تفاقم الأزمة.