تقرير عبري : إسرائيل تتجه إلى انهيار متسارع عقب هجوم الـ،7 من اكتوبر

F240527YS276.webp

رام الله الإخباري

كشف تقرير استقصائي لموقع "واللاه" العبري، نُشر اليوم الأحد، عن تفاصيل صادمة حول طريقة إدارة التعيينات العسكرية والأمنية في إسرائيل، مشيرًا إلى أن القرار السياسي والعسكري بات يُتخذ من داخل "فيلا عائلة نتنياهو في قيصرية"، وليس من غرف العمليات أو المؤسسات الرسمية.

التقرير، الذي أعدّه باراك سري – مستشار وزير الدفاع الإسرائيلي السابق – يربط بين هذه الحالة وبين الانهيار الداخلي الذي أصاب الجيش الإسرائيلي عقب هجوم "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023، مشيرًا إلى أن إسرائيل تدخل مرحلة "انهيار متسارع"، على المستويين العسكري والمؤسساتي.

من مجلس الوزراء إلى "مجلس العائلة"

بحسب مصادر مطلعة على دوائر القرار، فإن التعيينات الأمنية تُدار فعليًا من قبل ما يسمى بـ"مجلس العائلة"، ويضم:

سارة نتنياهو، صاحبة الكلمة الأقوى.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يتبع توجيهات زوجته.

يائير نتنياهو (الابن)، يشارك عبر الهاتف من إقامته في ميامي.

تُتخذ القرارات بناءً على اعتبارات شخصية، وفق ما ورد في التقرير، وليس على أساس الكفاءة أو الضرورة العسكرية، ومن بين الأسئلة المطروحة عند التعيين: "هل يخدم مصالح العائلة؟ هل يقمع المتظاهرين؟ هل يسهل تدفق الأموال؟"

صراع رئاسة الأركان: زامير مقابل زيني

بعد استقالة رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي في مارس 2024، برز اللواء إيال زامير كمرشح طبيعي لخلافته، إلا أن علاقته بوزير الدفاع السابق يوآف غالانت، الذي تُعاديه عائلة نتنياهو، أطاحت بحظوظه.

في المقابل، دعمت سارة نتنياهو تعيين اللواء ديفيد زيني، وهو ضابط سابق في وحدات النخبة، بدعم من الملياردير شمعون فاليك، أحد أبرز ممولي عائلة نتنياهو. لكن وزير الدفاع الحالي إسرائيل كاتس رفض التعيين، معتبرًا أن زيني غير مؤهل لقيادة الجيش في وقت الحرب.

الخطة البديلة: رئاسة "الشاباك"

بعد فشل تعيين زيني رئيسًا للأركان، دفعت العائلة لتعيينه رئيسًا لجهاز الأمن العام "الشاباك"، رغم تحفظات داخلية واسعة. زيني أثار الجدل بتصريح علني قال فيه: "أنا ضد صفقات الرهائن.. هذه حرب أبدية"، ما أثار استياء عائلات الأسرى الإسرائيليين.

ويرى مراقبون أن هذا التعيين يندرج ضمن ما وصفوه بـ"حرب المؤسسات" التي يقودها نتنياهو لتصفية خصومه السياسيين وإشعال صدام مع المحكمة العليا، خاصة في حال رفضت الأخيرة المصادقة على تعيين زيني، مما سيُستخدم لتعزيز خطاب "الاضطهاد" الذي يروّجه اليمين المتطرف.

وثائق مسرّبة وتورط الملياردير فاليك

أشار التقرير إلى وثائق مسربة من القناة 12، تؤكد أن سارة نتنياهو كانت تشارك في الاجتماعات الأمنية عبر تطبيق "زووم"، فيما كان نجلها يائير يقدّم ملاحظات على تعيينات الضباط من خارج البلاد.

كما كشفت صحيفة "كالكاليست" في مارس 2024 عن ضغوط مارسها شقيق زيني (شموئيل) بدعم من شمعون فاليك، لتمرير تعيينه مقابل تمويل حملات نتنياهو الانتخابية.

تحذيرات قانونية وأمنية

مذكرة سرية حصلت عليها القناة 14 حذرت من تعيين زيني بسبب مخالفاته السابقة لأوامر عسكرية، وضعف خلفيته في التخطيط الاستراتيجي.

كما أشار المحامي إيلاي مالك إلى احتمال أن تلغي المحكمة العليا التعيين، لعدم استيفائه الشروط القانونية، خصوصًا في ظل غياب لجنة تعيينات مستقلة بعد إقالة المستشارة القانونية للحكومة.

أزمة قيادة وتحذيرات من الانهيار

يصف البروفيسور أوري بار جوزيف من جامعة حيفا ما يجري بأنه "تفكيك منهجي للمؤسسة العسكرية"، مؤكدًا أن الولاء الشخصي أصبح المعيار الأساسي للتعيين، وهو ما ينذر بكوارث أمنية.

ويشير استطلاع أجراه معهد "داحاف" إلى أن 84% من الإسرائيليين فقدوا الثقة بقيادة الجيش بعد هجمات 7 أكتوبر، في وقت باتت فيه القرارات المصيرية تُتخذ داخل "دولة عائلية" حسب وصف التقرير.

في الختام: إسرائيل في مسار تصادمي داخلي

يرى المراسل الأمني في "هآرتس"، عاموس هارئيل، أن ما يجري اليوم قد يدفع إسرائيل نحو "صراع داخلي غير مسبوق"، مشيرًا إلى أن الجيش لم يعد تحت سيطرة قادته، بل "تحكمه فيلا في قيصرية".

ويختم موقع "واللاه" تقريره بتحذير صريح: إسرائيل تتجه نحو انهيار متسارع، حيث تحوّلت الدولة إلى مزرعة خاصة تُدار بمعايير الولاء الشخصي والصراعات العائلية، لا بحسابات الأمن القومي.

موقع وللا العبري