شهد سعر صرف الشيكل الإسرائيلي تراجعا جديدا أمام الدولار في مستهل تعاملات الأسبوع، إذ قفز الدولار بنسبة 1.7% ليصل إلى 3.79 شيكل، وهو أعلى مستوى له منذ تشرين الأول/أكتوبر 2024، كما سجل الدينار 5.36 شيكل، في حين ارتفع اليورو بالنسبة ذاتها إلى 4.18 شيكل، في أعلى مستوى منذ سبتمبر الماضي، وذلك في وقت يتراجع فيه الدولار عالميا.
يأتي هذا التراجع في ظل ترقب الأسواق لقرار بنك إسرائيل بشأن الفائدة، المتوقع صدوره مساء الأحد، وسط توقعات بعدم خفضها، لكنه سيعلن عن توقعات اقتصادية محدثة، يعقبها مؤتمر صحفي لمحافظ البنك أمير يارون.
تراجع الشيكل رغم ضعف الدولار عالميا
على الصعيد العالمي، انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.5% إلى 102.5 نقطة، فيما ارتفع اليورو إلى 1.101 دولار والجنيه الإسترليني إلى 1.290 دولار، بينما تراجع الدولار أمام الين الياباني بنسبة 0.9% إلى 145.5 ين.
ويرى محللون أن من أبرز أسباب التراجع الحاد للشيكل: توقعات خفض الفائدة الأمريكية في وقت أقرب من المتوقع، وانخفاض حاد في الأسواق العالمية، ما أدى إلى تراجع قيمة المحافظ الاستثمارية الخارجية للمؤسسات المالية الإسرائيلية، التي اضطرت إلى زيادة احتياطاتها عبر شراء الدولار، تصاعد التوترات الأمنية، مع تسجيل إطلاق صواريخ من غزة الليلة الماضية صوب "أسدود"، ما أثر سلبا على ثقة المستثمرين.
توجه لشراء الدولار تحسبا لتقلبات السوق
يقول ران سيني، كبير الاقتصاديين في شركة "ألترا فاينانس" وفق ما نقلت عنه صحيفة كالكاليست الإسرائيلية، إن "ارتفاع الدولار مقابل الشيكل ناتج عن رغبة المتداولين في التحوط عبر شراء العملات الأجنبية، وسط توقعات بأن يستقر سعر الصرف عند مستويات مرتفعة في الفترة المقبلة".
وأشار إلى تأثير التغيرات الفنية في تركيبة صناديق المؤشرات، الناتجة عن تراجع الأسواق في الأيام الأخيرة، مما استدعى شراء أوراق مالية جديدة للحفاظ على توازن المؤشرات.
من جانبه، حذر أليكس زبجينسكي، كبير الاقتصاديين في "ميتف"، من أن تصاعد الحرب التجارية العالمية سيؤثر على الاقتصاد الإسرائيلي من خلال: تراجع التجارة الخارجية، وانخفاض الاستثمارات في قطاع التكنولوجيا، وتراجع التأثير الإيجابي لثروات السوق على المستهلكين (ما يعرف بـ "تأثير الثروة").
وأضاف زبجينسكي: "خفضنا توقعات نمو الاقتصاد الإسرائيلي لعام 2025 من 4% إلى 3.5%، بسبب تدهور آفاق النمو العالمي والتطورات الداخلية". كما حذر من تأثيرات محتملة على الطلب، وسوق العمل، ومدخرات المواطنين، والمزاج العام.
في غضون شهر، تراجع الشيكل بنسبة 4.5% أمام سلة العملات، وفقد أكثر من 6% من قيمته أمام اليورو، و3% أمام الدولار. ويعتقد زبجينسكي أن الحرب التجارية ستضغط على التضخم في إسرائيل نحو الانخفاض، خاصة مع تراجع أسعار النفط.
أما بنك "ليدر" بقيادة الخبير الاقتصادي يوناتان كاتس، فقد توقع تضخمًا بنسبة 2.3% خلال العام المقبل، مشيرًا إلى أن تباطؤ الاقتصاد العالمي وتوفر فائض في السلع قد يخفض أسعار الواردات. وتوقع محللوه ثلاث خفضات للفائدة خلال الـ12 شهرًا المقبلة.