تضامن القدس مع غزة والردود المتباينة!

488927179_1084685003685165_2443377665341411601_n.jpg

أثار إعلان عدة مؤسسات في مدينة القدس الشرقية، عن انضمامها إلى الاحتجاج العام تضامناً مع قطاع غزة، أمس الاثنين، ردود فعل متباينة على المستوى الشعبي بين سكان المدينة المحتلة، حول جدوى وتأثير هذه التحركات في السياق المحلي، خصوصا وأن الاحتجاج شمل إغلاق بعض المدارس والمؤسسات التجارية.

ولم تمر هذه الخطوة دون اثارة حالة من الجدل بين المواطنين، حيث عبّر العديد من سكان المدينة عن تخوفهم من تأثيرها السلبي، خصوصًا في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تعاني منها القدس الشرقية، وتحديدًا البلدة القديمة، حيث عبر عدد من التجار عن استيائهم من الإغلاق، في ظل الأزمة الحقيقية التي يعيشونها منذ أكثر من عام ونصف بسبب تراجع السياحة، ولا يحتملون مزيدًا من الخسائر.

ووفقا لما نراه من تصريحات تجار القدس، فإنهم وعلى الرغم من تفهمهم لدوافع التضامن مع اشقائهم بغزة، إلا أنهم لا يملكون ترف التوقف عن العمل، فكل يوم إغلاق هو خسارة جديدة لهم ولعائلاتهم، وبالتالي ينبغي البحث عن طريقة أخرى للتضامن ودعم أهل غزة.

وفي ذات السياق، فإن العديد من الأمهات في القدس الشرقية يعبرن عن قلقهن بعد أن أُغلقت المدارس ضمن الاحتجاجات، ما أدى إلى ترك الأطفال في المنازل بدون رقابة في وقت يضطر فيه الأهل إلى الذهاب لأعمالهم، فهم يقفون مع غزة، لكنهم بحاجة إلى طرق تضامن لا تُعرّض أبنائهم للخطر أو تضيف أعباءً جديدة على كاهلهم.

ورغم هذه التحفظات، أصرّ عدد من القائمين على الحراك على أهمية المشاركة الشعبية في القضايا الوطنية، مؤكدين أن الاحتجاجات تذكّر العالم بمعاناة غزة وتوحّد الصف الوطني في وجه الأزمات.

بين التأييد والتحفظ، تظل القدس الشرقية مرآة لواقع مركب، حيث تتداخل الوطنية مع هموم المعيشة اليومية، ويُطرح السؤال مجددًا: كيف نوازن بين التضامن والمصلحة المباشرة في مدينة تعيش على حافة الصراع والتحديات؟

إن التضامن أصبح أكثر وضوحا من الأيام الماضية، وأكثر اقترابا من واقع غزة وأهلها، فأهل القدس يناجون أهل غزة حينا، ويتحدثون معهم بصوت جليّ أحيانا، ويحدثونهم عن الغد المشرق، ويحثونهم على الصبر والصمود، وأن الإنسان هو الذي ينتصر في المعركة، وليس السلاح، وأن إرادة الشعوب لا تقهرها الأسلحة، إن أهل القدس يقفون مع غزة مثل أي فلسطيني في أي مكان على وجه الأرض ويتمنون لهم بالنصر مع الصبر.