بسبب الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، تعيش المخيمات الفلسطينية بالضفة الغربية وخاصة مخيمي نور شمس وجنين، ظروفا اقتصادية واجتماعية صعبة جدا، خاصة مع اقتراب نهاية شخر رمضان المبارك، حيث يواجه الفلسطينيون هناك تحديات معيشية قاسية بسبب الظروف الاقتصادية المتردية وتصاعد الأوضاع الأمنية.
وهذا ليس كلامي انا، إنما كلام مسؤولون في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الذين أكدوا مؤخرا أن آلاف العائلات لجأت إلى مؤسسات اتحاد عمال غزة للحصول على المساعدات الغذائية والسكن، وسط توقعات بعدم تحسن الوضع في المستقبل القريب، فيما تعاني العائلات الفلسطينية في هذه المخيمات من ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، حيث يجد الكثيرون صعوبة في تأمين الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والمأوى.
ومع تزايد الضغوط الاقتصادية، أصبح الحصول على وجبة الإفطار والسحور تحديًا يوميًا، مما دفع العديد من الأسر إلى الاعتماد على المساعدات المقدمة من المؤسسات الإنسانية والجمعيات الخيرية، وهو ما تؤكده تقارير الأونروا التي أشارت مؤخرا إلى أن معدلات الفقر في المخيمات الفلسطينية قد بلغت مستويات غير مسبوقة، حيث تعتمد آلاف الأسر على المساعدات الغذائية، ملمحين إلى أن هناك نقصًا حادًا في الموارد، مما يهدد بزيادة المعاناة إذا لم يتم توفير دعم إضافي من الجهات المانحة.
الحقيقة، هي أن التحدي في المخيمات الفلسطينية لا يقتصر على الأوضاع الاقتصادية فقط، بل يمتد ليشمل الأوضاع الأمنية المتوترة، حيث تشهد بعض المناطق مواجهات مستمرة تؤثر على حركة السكان وتزيد من تعقيد الأوضاع المعيشية، وهو ما يؤثر على قدرة العائلات على التنقل بحرية والبحث عن فرص عمل أو تلقي الخدمات الصحية والتعليمية.
الصحيح أن المنظمات الإغاثية، بما في ذلك الأونروا، تبذل جهودًا كبيرة لدعم السكان، لكن استمرار الأزمة ونقص التمويل يشكلان عقبة أمام تلبية الاحتياجات المتزايدة، حيث طالب المسؤولين في هذه المنظمات المجتمع الدولي بتقديم دعم عاجل لضمان استمرار تقديم المساعدات الإنسانية في المخيمات.
وما كشفه المسؤولين، حول صعوبة الوضع في المخيمات وحاجتها لتدخل فاعل من الجهات المانحة والمجتمع الدولي، وأن استمرار الأوضاع السياسية غير المستقرة يزيد من تعقيد المشهد، يضع الفلسطينيين أمام مستقبل غير واضح المعالم.
إن مواصلة سكان المخيمات الفلسطينية في نور شمس وجنين عيش ظروفًا معيشية صعبة خصوصا في الأيام الأخيرة من شهر الخير والبركة، يتطلب استجابة إنسانية عاجلة، من دول الإقليم وجميع العالم الصامت تجاه الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، لكن يبقى الأمل معلقًا على تكاتف الجهود المحلية والدولية للتخفيف من معاناة اللاجئين وتوفير حياة كريمة لهم..بئسا لهذه الحياة إن لم يكن هناك حس انساني من العالم تجاه شعب اعزل يموت يوميا في كل بقاع فلسطين من شمالها في جنين الى جنوبها في غزة..سحقا لهذا العالم المتخاذل الصامت..