زكريا الزبيدي: غزة أعادتني لأهلي وسجون إسرائيل مراكز قتل وتعذيب

SQH1u.jpeg

وصف الأسير الفلسطيني المحرر زكريا الزبيدي، قائد "كتائب شهداء الأقصى" المحسوبة على حركة "فتح" بالضفة الغربية المحتلة، سجون إسرائيل بأنها مراكز قتل وتعذيب يومي، معتبرا أن صمود قطاع غزة في وجه الإبادة كان دافعا لإطلاق سراحه.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع الزبيدي في مجمع رام الله الطبي وسط الضفة، بينما كان يجري فحوصا طبية بعد إفراج إسرائيل عنه من سجن عوفر، مساء الخميس، ضمن الدفعة الثالثة من صفقة التبادل مع حركة حماس.

وبدا الزبيدي ابن مخيم جنين شمالي الضفة، والذي عرف بعناده وحمله سلاحه لسنوات في مواجهة إسرائيل، متعبا ومنهكا يسير على قدميه بصعوبة، ويتحدث بصوت خافت.

 شكرا غزة

وقال الزبيدي، وهو أحد الأسرى الفلسطينيين الستة الذين تمكنوا من الفرار من سجن جلبوع الإسرائيلي في 2021: "رحم الله الشهداء في قطاع غزة والضفة الغربية، وشافى الجراح، وأعاد كل أهلنا في القطاع إلى بيوتهم بعد أن هجرهم الاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف: "غزة الآن بحاجة إلى إعادة إعمار، ويجب أن تتكاتف كل المستويات في الشعب الفلسطيني لإنجاز ذلك، وإعادة أبناء شعبنا إلى البيوت سالمين".

وعن ظروفه في السجون الإسرائيلية، أضاف الزبيدي أنه عزل عن الأسرى منذ 3 سنوات، ولا يعلم إلا القليل وعبر معلومات شحيحة من السجانين عما جرى في غزة من إبادة إسرائيلية، وما يجري في مخيم جنين من عدوان تنفذه تل أبيب لليوم العاشر على التوالي.

وتابع: "اليوم أقول شكرا لغزة التي حررتني وأخرجتني إلى عائلتي"، ثم يميل الزبيدي على فتاة دون سن العشرين ويقبلها، ويقول: هذه ابنتي.

ومستذكرا سنوات التعذيب، أضاف الزبيدي: "كنت معزولا وتعرضت للتعذيب والضرب، كما تعرضت وبشكل متكرر للإهانة، وحال كل الأسرى مثلي".

وعن لحظات إطلاق سراحه، قال: "تعرضت للضرب حتى آخر لحظة، والقيود لم تفك عن يدي حتى لحظة صعودي في حافلات اللجنة الدولية للصليب الأحمر".

ولخص الواقع كله بالقول، إن "السجون الإسرائيلية عبارة عن مراكز قتل وتعذيب يومي".

وطالب قائد "كتائب شهداء الأقصى" كل المؤسسات المعنية للتدخل من أجل الإفراج عن كل الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل.

عملية أسطورية

وأفرجت إسرائيل الخميس عن 110 أسرى فلسطينيين بينهم 66 للضفة الغربية ضمن الدفعة الثالثة من المرحلة الأولى لصفقة التبادل مع حركة حماس، المتضمنة في اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة.

واعتقل الجيش الإسرائيلي الزبيدي عام 2019، ووصفه مسؤول كبير بالمخابرات الإسرائيلية بأنه "قط الشوارع الذي وقع أخيرا في المصيدة".

ونجح الزبيدي بالهروب من زنزانته عبر نفق مع 5 من رفاقه في الأسر من سجن جلبوع الإسرائيلي في 6 سبتمبر/ أيلول 2021، في عملية وصفها مراقبون بـ"الأسطورية" ليعاد اعتقاله بعد ذلك بأيام.

ومقابل هذه الدفعة من الأسرى الفلسطينيين، أطلقت فصائل فلسطينية في غزة، في وقت سابق اليوم، 3 إسرائيليين كانوا محتجزين في القطاع، وهم الأسيرتان ‏أغام بيرغر وأربيل يهود، والأسير جادي موشي موزسس.

والتبادل الثاني للأسرى جرى السبت الماضي، حيث شهد إطلاق سراح 4 مجندات إسرائيليات من غزة، مقابل إفراج إسرائيل عن مواطن أردني و199 فلسطينيا بسجونها.

فيما جرى التبادل الأول مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بغزة في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، حيث شمل الإفراج عن 3 أسيرات مدنيات إسرائيليات مقابل 90 من المعتقلين الفلسطينيين، من النساء والأطفال، وجميعهم من الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس.

وفي المرحلة الأولى من الاتفاق، المكون من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، تنص البنود على الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين والعرب يُقدر بين 1700 و2000.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.