هل تُنجز صفقة تبادل أسرى قبل تنصيب ترامب؟

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي كان قد منح فريق التفاوض الذي غادر إلى الدوحة قبل يومين للمشاركة في محادثات صفقة تبادل الأسرى تفويضا كاملا.

ويأتي ذلك في ظل اقتراب موعد تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في البيت الأبيض حيث سيتم تنصيب الرئيس الجديد في الولايات المتحدة في 20 من الشهر الجاري.

وكان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قد هدد بأنه سيحول "الشرق الأوسط لجحيم" في حال لم يُفرج عن المحتجزين الإسرائيليين قبل تنصيبه في البيت الأبيض، فهل تُنجز صفقة قبل هذا الموعد؟

ويقول المحلل السياسي والكاتب أمير مخول، "حديث نتنياهو أنه أعطى تفويضا كاملا لفريق التفاوض بشأن الصفقة قد يكون صحيحا وقد يكون موجها لاستهلاك الرأي العام الإسرائيلي، العامل الرئيسي اليوم بالمفاوضات هو دخول ترامب للبيت الأبيض، وموعد الصفقة منوط بترامب قبل أي شيء آخر".

ويتابع للجرمق، "إذا طالب ترامب أن تكون الصفقة قبل دخوله للبيت الأبيض ستبرم وستكون جزئية، وبالنسبة لإسرائيل الموضوع قائم وهناك نضوج للفكرة بمستوى التقديرات الأمنية والسياسية، ولكن فيما يخصّ ترامب، إذا طلب أن تكون الصفقة قبل دخوله للبيت الأبيض ستتم قبل دخوله بأيام بسيطة وإن لم يكن ذلك شرطه ستؤجل إلى حين دخوله للبيت الأبيض".

ويضيف، "هناك نوع من التفاؤل تجاه ترامب في إسرائيل لدى اليمين الحاكم، وهناك أيضا نوع من القلق هل سيسير ترامب وفقا لحروب نتنياهو أم وفقا لمصالح الولايات المتحدة العليا بالتوصل لتهدئة معينة من أجل الحصول على مكاسب استراتيجية في المنطقة وهذا ما لا يستطيع نتنياهو دفع ثمنه لهذا هناك نوع من القلق، وهذا يعجّل الصفقة كي يصبح الموضوع تهدئة في غزة وقد تبدأ الأمور بهذه الطريقة".

ومن جهته، يقول الكاتب والباحث جمال زحالقة، "الآن الذي يضغط نتنياهو والوسطاء والجميع هو اقتراب دخول ترامب للبيت الأبيض وكأنه يجب التوصل لصفقة قبل ذلك وعندها سيكون هناك جحيم في الشرق الأوسط، ما يريده نتنياهو الآن في هذه اللحظة أن يُبرّئ ساحته، بمعنى أن يُظهر للأمريكيين أنه يقدم ’تنازلات’ التي يقدر عليها والمشكلة عند حماس".

ويتابع للجرمق، "هو يريد صفقة وفق شروطه أو أن تتحمل حماس المسؤولية الكاملة عن فشل الصفقة، هذه هي لعبة نتنياهو وهو يتكتك بناء على ذلك، وظهر هذا من خلال تصريح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي قال إن حماس تتحمل المسؤولية مع أن الأمريكان يُحملون نتنياهو المسؤولية في الجلسات الخاصة، وباعتقادي أن نتنياهو حظي بهذه اللحظة بدعم الديموقراطيين وهو ينظم الأمور حتى يكون في 20 يناير في البيت الأبيض ليقول إنه قام بكل ما يستطيع وأن المشكلة عند حماس".

ويضيف، "وسائل الإعلام الإسرائيلية بدأت تروّج لتعبير أن الصفقة جاهزة وهي تحتاج  كلمة نعم من حركة حماس".

صفقة جزئية وليست شاملة

ويقول الكاتب أمير مخول للجرمق، "من المستبعد أن تكون الصفقة شاملة، فالصفقة الكاملة تعني عودة الأسرى والمحتجزين إذا كانت الإمكانية في غزة متوفرة حاليا، بالإضافة لانسحاب إسرائيلي من غزة إما بمراحل أو بوضع مخطط إسرائيلي لإدخال هيئة تدير شؤون غزة، وحتى الآن لا يوجد قرار إسرائيلي بشأن من سيدير غزة، هل ستديرها حماس وتستعيد قدراتها الحاكمة، أم ستديرها السلطة الفلسطينية من خلال إطار عربي دولي وهذا احتمال وارد وهذا ما تطالب به المؤسسة الأمنية، أو إقامة حكم عسكري إسرائيلي وعندها ستكون إسرائيل ستكون مسؤولة عن توفير كل متطلبات الحياة للفلسطينيين".

ويردف، "الاتجاه الإسرائيلي الآن في غزة هو تصعيدي إبادي بمفهوم أن من لاحظ شاشات التلفزة الإسرائيلية كلها تقارير تتحدث عن كيفية تغيّر شكل الأفق في مستوطنات ’غلاف غزة’ أو مستوطنات النقب الغربي المحاذي لغزة، وكيف "السواتر" في غزة زالت، وما هي السواتر؟ هي الأحياء والمباني الفلسطينية والوجود المعماري الفلسطيني، كما أن إسرائيل بدأت تتحدث عن مشاريع أكبر من ذلك، مشروع مد سكة الحديد في هذه المنطقة، إلى بئر السبع والمشروع الإقليمي بالتجارة العالمية من الهند لأوروبا برا وبحرا ومشروع الغاز الطبيعي الفلسطيني في المياه الإقليمية الفلسطينية التي لا تعترف بها إسرائيل أنها إقليمية فلسطينية".

ويوضح أن، "الأمور لا تبدو أنه سيكون هناك انسحاب من غزة، قد نرى انسحاب من محور صلاح الدين ’فيلادلفي’ ولكن ليس في نتساريم حيث ستتوغل إسرائيل أكثر فأكثر وستعزز تواجدها العسكري ويبدو هذا تمهيدا للحركة الاستيطانية في تلك المنطقة، بناء على كل ذلك أستبعد إبرام صفقة شاملة".

ماذا لو دخل ترامب للبيت الأبيض ولم تُنجز الصفقة؟

ويقول الباحث جمال زحالقة، "لا نعرف ماذا سيفعل ترامب وما هي أدواته، ولكن الواضح أن الإسرائيليين يتحدثون أن ترامب لن يضغط على إسرائيل بشيء بكل ما يتعلق بالحرب على غزة وإسرائيل تنوي وتجهز لتقليص المساعدات الإنسانية لغزة وهذا ما سيفعله ترامب هو دعم إسرائيل بما تفعله، لا يستطيع أن يفعل شيء".

ويتابع، "ترامب سيزيد ضغطه على الدول العربية، على مصر وقطر لأنه لا يستطيع أن يضغط على إسرائيل، وربما يزيد ضغوطه على تركيا لتضغط على حماس ولن نرى أي ضغط على إسرائيل".

ويضيف للجرمق، "نتنياهو لا يتأثر بضغوط عائلات المحتجزين في غزة وبدأت وسائل الإعلام المتربطة به أنه ليس المشكلة بتعطيل الصفقة وإنما المشكلة حماس، على الرغم من أن هناك أصوات قوية في المجتمع الإسرائيلي تقول دعونا من الصفقات المرحلية ولنذهب لصفقة شاملة والموافقة على الشروط، وهذه الأصوات لا تؤثر على نتنياهو ولا يمكنه أن يتخذ هذه الخطوة مع الائتلاف الحالي، ولكن هناك حديث عن تغيير الائتلاف في سبيل التوصل لصفقة شاملة ولكن لا أعتقد أن نتنياهو شخصيا مقتنع بها".

وبدوره، يقول مخول للجرمق، "الصفقة ستنجز قبل أو بموازة دخول ترامب للبيت الأبيض ولكن الجحيم قائم في غزة ولا أحد يستطيع أن يهدد غزة بالجحيم حين تكون في خضم الجحيم لذلك التهديد لا معنى له وترامب لا يملك العصا السحرية ولا يملك القدرة على تغيير المنطقة وأعتقد هناك توقعات أكثر من الواقعية بقدرات ترامب، فترامب سيجد أن المنطقة تغيرت وأن وزن إسرائيل تراجع إقليميا ووظيفيا وليس بالضرورة أن يعود لسياسته السابقة في البيت الأبيض".