أعضاء كنيست يطالبون وزير الجيش بتدمير مصادر الماء والغذاء والطاقة في غزة

طالب 8 أعضاء من لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، ينتمون إلى أحزاب الائتلاف الإسرائيلي الحاكم، وزير الجيش يسرائيل كاتس، بإصدار توجيه واضح للجيش يقضي "بتدمير كافة مصادر الماء والغذاء والطاقة" في قطاع غزة، أو ما يعرف فعليًا بـ"خطة الجنرالات"، بهدف القضاء على حركة حماس.

ووفقًا لموقع صحيفة "هآرتس"، وقّع على الرسالة الموجهة لكاتس أعضاء الكنيست: عميت هليفي، نيسيم فاتوري، أريئيل كالنر، وأوشير شكليم من حزب الليكود، وتسيفي سوكوت، وأوهاد تال من حزب "الصهيونية الدينية"، وليمور سون هار ميلخ من حزب "عوتسما يهوديت"، وأبراهام بتسلئيل من حزب "شاس".

واعتبر الموقِّعون على الرسالة الموجّهة لوزير الجيش، أنّ العمليات العسكرية الحالية "لا تحقق الأهداف التي وضعها المستوى السياسي"، والتي تتمثل في القضاء على البنى السلطوية والعسكرية لحركة حماس. ولم تتطرق الرسالة إلى قضية تحرير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، رغم أن الحكومة الإسرائيلية سبق وأعلنت أن هذا الملف أحد أهداف الحرب.

وأشار أعضاء الكنيست إلى أن خطة تهجير سكان شماليّ قطاع غزة نحو الجنوب "لا تُنفذ بطريقة فعّالة"، وزعموا أن الجيش الإسرائيلي لا يتعامل مع من تبقى في المنطقة الشمالية كـ"أعداء"، ما يعرّض حياة الجنود الإسرائيليين للخطر أثناء العمليات في المناطق المأهولة.

كما طالبوا كاتس بإعادة النظر في خطط الحرب، موضحين أنه بعد إغلاق شمال القطاع وتهجير سكانه، ينبغي على القوات الإسرائيلية تدمير جميع مصادر الطاقة والمياه والغذاء في المنطقة. وأضافوا أنه يجب استهداف أي شخص يتحرك في هذه المناطق دون رفع راية بيضاء، ومن ثم الدخول تدريجيًا لـ "تطهير" المنطقة بالكامل من العناصر المسلحة.

وأكدوا على ضرورة تطبيق هذه الاستراتيجية ليس فقط في شمال القطاع، بل في أي منطقة أخرى يتواجد فيها عناصر معادية. وأوضحوا أن اللجنة لم تتلقَ أي ردود من الجيش الإسرائيلي حول استفساراتهم المتعلقة بهذه الخطة أو الخطط المستقبلية.

وأوردت الصحيفة أن الوضع الإنساني في شمال قطاع غزة يتدهور بسرعة، حيث تعاني المناطق المتبقية من انهيار في الخدمات الأساسية، مثل المياه والكهرباء. كما أفادت بأن المستشفى الإندونيسي، الذي كان المستشفى الوحيد العامل في المنطقة، توقف عن تقديم الخدمات الطبية تمامًا. وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي يُهجّر السكان إلى الجنوب، ويمنعهم من أخذ أمتعتهم الشخصية، ما أدى إلى نقص شديد في الملابس الدافئة بين النازحين.

من جهتها، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن الأعضاء الثمانية في لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست تقدموا برسالة إلى وزير الجيش، يطالبونه فيها بتنفيذ ما يُعرف بـ "خطة الجنرالات" في قطاع غزة، لتهجير الفلسطينيين من شمال قطاع غزة قسرًا، بعد محاصرتهم وتجويعهم، ووضعهم أمام خيارين؛ الموت أو الاستسلام، ومن ثم توسيع الخطّة لتشمل باقي مناطق قطاع غزة. وجاء في نص الرسالة: "نطالب بتجريد قطاع غزة من السلاح وفرض حكم عسكري عليه للقضاء على حركة حماس"، وفق زعمهم.

ولجنة الشؤون الخارجية والأمن التي وقّع أعضاء منها على الرسالة، هي لجنة برلمانية حيوية في الكنيست الإسرائيلي، مكونة من 17 عضوًا، وتعتبر واحدة من أهم اللجان التي تختص بالقضايا الأمنية والسياسية الخارجية. وتتولى هذه اللجنة مسؤولية الإشراف على القضايا المتعلقة بالأمن القومي والسياسات العسكرية، بما في ذلك التشريع الذي يتعلق بالأمن، كما تراقب أداء وزارة الجيش وجهاز المخابرات الإسرائيلية الشاباك، وتُعنى اللجنة بدراسة الاقتراحات التشريعية المتعلقة بالقضايا الخارجية، حيث تقدم المشورة حول قضايا الدفاع والتعاون الدولي.

ومنذ فجر الخميس، اليوم الثاني من العام الجديد، أسفرت الغارات الإسرائيليّة المستمرّة على قطاع غزة عن استشهاد ما لا يقلّ عن 90 فلسطينيًا، بحسب مصادر طبيّة.