شهر من الهدوء: لماذا توقفت هجمات الفصائل العراقية ضد "إسرائيل"؟

مرّ شهر على آخر الهجمات التي نفّذتها "المقاومة الإسلامية" في العراق، إسنادًا لغزة، ضدّ "إسرائيل"، مع ما تقول مصادر لصحيفة "العربي الجديد" إنّ ضغوطًا كبيرة تواجهها الحكومة العراقية والقوى الشيعية الحاكمة ضمن تحالف "الإطار التنسيقي" لوقف هذه الهجمات، وسط تهديدات إسرائيلية بشن عدوان على العراق.

أوقفت "المقاومة الإسلامية في العراق" هجماتها ضدّ "إسرائيل" منذ نحو شهر، واستبعدت مصادر مطلعة لصحيفة العربي الجديد عودة هجمات الإسناد لغزة في الفترة الحالية بسبب ضغوط كبيرة على الحكومة العراقية والقوى الشيعية الحاكمة، بالإضافة إلى التهديدات الإسرائيلية

ونفذت "المقاومة الإسلامية في العراق" عشرات الهجمات ضد أهداف إسرائيلية بصواريخ وطائرات مسيّرة من العراق وسوريا. وكان آخر هجوم لها في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي باستخدام طائرات مسيّرة، أعلنت الجماعة أنها أصابت "هدفًا حيويًا جنوبي الأراضي المحتلة".

ونقلت "العربي الجديد" عن عضو بارز في تحالف "الإطار التنسيقي" الحاكم في العراق، أنّ "عودة هجمات الفصائل العراقية أمر مستبعد في الفترة الحالية"، مبيّنًا أنّ "الوضع في المنطقة حاليًا، خطير وقابل للمفاجآت، وأي هجمات للفصائل سواء على إسرائيل أو داخل العراق سيعرضها إلى رد أميركي أو إسرائيلي وقد يعرض العراق أيضا لهجوم".

ويشير المصدر إلى أن انكشاف ظهر المقاومة بعد أحداث سوريا، وعدم وجود مواقف داعمة من إيران، دفع الجماعة إلى عدم التفكير في تنفيذ هجمات جديدة. وأوضح أن الفترة الحالية حرجة بالنسبة للمقاومة، وأن الضغوط التي تواجهها الحكومة لسحب سلاحها تفرض معطيات جديدة تجعلها مجبرة على الالتزام بالتوجيهات الحكومية لتجنب أي هجوم محتمل.

من جهتها، أكدت جماعة كتائب "سيد الشهداء"، وهي إحدى فصائل المقاومة الإسلامية في العراق، أن عودة هجماتها مرتبطة بالوضع في لبنان. وقال المتحدث باسمها كاظم الفرطوسي، إن "عمليات الفصائل العراقية ضد إسرائيل كانت مرتبطة بعمليات حزب الله اللبناني، وعند حصول وقف إطلاق النار في لبنان توقفت عمليات الفصائل العراقية". وأضاف أن "إيقاف العمليات لا يعني إلغاءها نهائيًا، بل هي في حالة تعليق مؤقت".

وأشار الفرطوسي إلى أن أي انهيار في وقف إطلاق النار في لبنان قد يؤدي إلى استئناف الهجمات العراقية فورًا، مؤكدًا أن قرار إيقاف العمليات اتُخذ دعمًا للمقاومة اللبنانية.

تشهد الحكومة العراقية تصعيدًا وضغوطًا أميركية لسحب سلاح الفصائل وحلّ "الحشد الشعبي"، الذي يضم نحو 70 فصيلاً مسلحًا مرتبطين بإيران. ولم تعلن حكومة بغداد عن أي إجراءات رسمية بهذا الصدد، رغم اعتراف مستشار لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني بوجود تلك الضغوط، مؤكدًا أن أميركا قد تلجأ للقوة إذا لم تستجب بغداد لحل "الحشد".

وتلتزم الفصائل العراقية حاليًا بالصمت السياسي والميداني، إذ انسحبت من سوريا قبل انهيار نظام بشار الأسد، وأوقفت هجماتها ضد "إسرائيل" منذ نحو شهر، إثر اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.