ردود فعل دولية واسعة بعد سقوط الأسد في سوريا

تتوالى ردود الفعل الإقليمية والدولية بعد إعلان المعارضة السورية دخولها دمشق وإسقاط حكم الرئيس بشار الأسد، اليوم الأحد، وسط تحذيرات من الفوضى أو انتشار الإرهاب في البلاد.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن «الأسد غادر سوريا عبر مطار دمشق الدولي»، قبل أن ينسحب عناصر الجيش والأمن من المطار.

ترمب: الأسد فر

وفي أول تعليق له على التطورات في سوريا، قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، اليوم الأحد إن الرئيس السوري بشار الأسد “فرّ من بلاده” بعدما فقد دعم حليفته روسيا.

وكتب ترمب عبر منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال إن «الأسد رحل. لقد فر من بلاده. إن حاميته، روسيا التي يرأسها فلاديمير بوتين، لم تعد تكترث لحمايته بعد الآن».

واعتبر أن روسيا «فقدت أي اهتمام بسوريا بسبب أوكرانيا حيث أصيب أو قتل قرابة 600 ألف جندي روسي، في حرب لم يكن ينبغي أن تبدأ مطلقا ومن المحتمل أن تستمر إلى الأبد».

وأشار ترامب إلى أن «روسيا وإيران في حالة ضعف حاليا، إحداها بسبب أوكرانيا والاقتصاد المتردي والآخرى بسبب إسرائيل ونجاحاتها في المعارك».

كما أعلن البيت الأبيض في بيان أن الرئيس الأميركي الحالي جوبايدن وأعضاء فريقه يتابعون عن كثب الأحداث غير العادية في سوريا «وهم على اتصال دائم مع الشركاء الإقليميين».

منع ظهور داعش

من جانبه، قال دانييل شابيرو نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط في مؤتمر حوار المنامة الأمني ​​في العاصمة البحرينية، اليوم الأحد إن الولايات المتحدة ستظل موجودة في شرق سوريا وستتخذ الإجراءات اللازمة لمنع عودة ظهور تنظيم داعش.

ودعا شابيرو جميع الأطراف إلى حماية المدنيين وخاصة الأقليات والالتزام بالمعايير الدولية والعمل على التوصل لتسوية سياسية شاملة.

حرب أهلية شاملة!

جاء ذلك فيما نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف، اليوم الأحد، قوله إن على السوريين أن يتعاملوا بأنفسهم مع حرب أهلية شاملة.

وتدخلت روسيا الحليفة القوية للأسد في 2015 لدعمه خلال الحرب الأهلية السورية التي بدأت في 2011.

نظام الأسد انهار

أكّد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الأحد أن الحكومة السورية “انهارت”، وذلك بعدما أعلنت فصائل المعارضة المسلحة دخولها دمشق وإسقاط نظام بشار الأسد و”هروبه” من العاصمة.

وقال فيدان في منتدى الدوحة في قطر إن “نظام الأسد انهار والسيطرة على البلاد تتغير”، مضيفا أن “هذا لم يحدث بين عشية وضحاها. على مدى السنوات الـ 13 الماضية، كانت البلاد في حال من الاضطراب” منذ بدأ النزاع مع قمع الأسد الاحتجاجات المناهضة له في عام 2011.

أمل حذر

بدوره، أبدى مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن “أملاً حذرًا” بعد سيطرة الفصائل المعارضة على دمشق، قائلا إنها «لحظة فاصلة» أنهت حكم عائلة الأسد الذي امتد على أكثر من خمسة عقود.

وقال بيدرسن في بيان اليوم الأحد، إن حوالى 14 عاما من النزاع في سوريا كانت «فصلا قاتما خلّف ندوبا عميقة. اليوم، ننظر إلى المستقبل بأمل حذر لفتح فصل جديد، فصل السلام والمصالحة والكرامة لجميع السوريين».

وحث جميع السوريين على إعطاء الأولوية للحوار والوحدة واحترام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان في سعيهم لإعادة بناء دولتهم، مضيفا أنه على استعداد لدعم الشعب السوري في رحلته نحو مستقبل مستقر وشامل.

عودة الاستقرار

ومن بكين، أعربت الصين عن أملها في أن تستعيد سوريا «الاستقرار في أسرع وقت ممكن». وأفادت وزارة الخارجية الصينية في بيان، اليوم، بأن بكين “تتابع عن كثب تطور الوضع في سوريا وتأمل في أن تستعيد سوريا الاستقرار في أسرع وقت ممكن”.

كما قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن الحكومة ساعدت بعض مواطني البلاد على مغادرة سوريا. وأضاف أن على سوريا ضمان أمن الأفراد والمؤسسات الصينية فيها وأن السفارة الصينية في سوريا مستمرة في العمل.

اهتمام بالغ

ومن روما، كتب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، على إكس قائلاً: «أتابع باهتمام بالغ تطورات الوضع في سوريا. وأنا على اتصال دائم بسفارتنا في دمشق ومع مكتب رئيسة الوزراء. دعوت إلى اجتماع طارئ في الساعة 10:30 في وزارة الخارجية».

ودعت الفلبين جميع الأطراف المعنية إلى ضبط النفس والإحجمام عن المزيد من العنف لتجنب سقوط قتلى ومصابين بين المدنيين. وقالت وزارة الخارجية في بيان «نعبر عن قلقنا بشأن وضع مواطنينا في سوريا وننصحهم باتخاذ الاحتياطات اللازمة والبقاء على اتصال مع السفارة الفلبينية في دمشق».

وكانت فصائل المعارضة أعلنت في رسالة بثّتها عبر التلفزيون الرسمي السوري صباح الأحد إسقاط بشار الأسد و«تحرير» مدينة دمشق، عقب هجوم سريع أنهى حكم عائلة الأسد الذي امتد على أكثر من خمسة عقود.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن «الأسد غادر سوريا عبر مطار دمشق الدولي، قبل أن ينسحب عناصر الجيش والأمن من المطار.