"عصابات" حماس تحكم غزة وتقتل من يعارضها!!

علاء مطر

يعاني الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من حروب كثيرة، غير الحرب الإسرائيلية الطاحنة التي يعرفها العالم، ويشاهدها عبر شاشات التلفاز، والمستمرة منذ أكثر من 14 شهرا، حيث يعاني من حرب أخرى لا تقل شناعة من هذه، والتي يمكن التعبير عنها بأنها حكم غزة تحت إمارة "العصابات"، التي تحكم المواطنين بالحديد والنار، بل وتطلق النار وتقتل كل من يعارضها أو يحاول أن يرفع من صوته ضدها.

آخر هذه الجرائم الشنيعة، هي ما حدثت مع المواطن زياد أبو حية من خانيونس جنوب قطاع غزة، والذي تم قتله غدرا وخيانة عن طريق اطلاق النار على رأسه من الخلف، وإذا كان السبب وراء اتهام الجميع لحماس بأنها هي التي قتلته، فإن الجواب يكون في الفيديو الذي ظهر فيه أبو حية قبل أيام من مقتله ويقول فيه "احمونا من حاس قبل إسرائيل".

ووفقا لشهود عيان نشروا شهاداتهم عبر مواقع التواصل، فإن عناصر حماس قد اختطفوا أبو حية قبل أيام وقاموا بتكسيره، وبعدها سرقوا هاتف ابنته ونشروا صورها وشهروا بها، وأخيرا قتلوه وهو ذاهب ليبحث عن طعام لأهله، مؤكدين أنه كان لا يخشى في قول الحق لومة لائم.

إن زياد لم يكن الوحيد الذي يتعرض لظلم العصابات التي تحكم غزة بالحديد والنار، فقد انتشرت مؤخرا الكثير من مقاطع الفيديو لعدد من الملثمين يطلقون النار على أقدام شبان، لكن لدينا سؤال طبيعي: من هؤلاء الملثمين ومن هذه العصابات؟ ومن الذي أعطاهم الأمر بإطلاق النار وتطبيق ما يسمى "القانون" بحق المواطنين الذين لا يجدون الطعام؟ وهل من الجائز في الدين -الذي يتغنون به- أن يتم اطلاق النار عليهم وقتلهم بهذه الطريقة؟

أليس من الغريب أن يتم اطلاق النار على الناس ومحاسبتهم فورا، وترك المجال أمام التجار الفجار برفع أسعار السلع الى 1000 بالمئة، أن هؤلاء الملثمين من الاستغلال الموحش للتجار في أسعار السلع التي أصبحت في العلالي وتضاهي أسعار أوروبا؟ أين عصابات حماس من رفع سعر كيس الطحين من 20 شيكل الى 1000 شيقل؟؟

الصحيح هو الإجابة عن سؤال، ما الذي دفع الشاب زياد أبو حية وآخرين مثله كثر إلى رفع صوته وقوله "احمونا من حماس"، لولا الأوضاع الصعبة التي يعيشونها وانغلاق الأفق في حياتهم، أليس من حق المواطن الفلسطيني ان يعبر عن رأيه السياسي بحماس وفتح وغيرهم، أم أن مجرد قول الرأي صار يرعب الحركة الربانية؟

على حركة حماس وجهاز الامن الداخلي التابع لها، أن تترك الناس تقول رأيها على الأقل، وتذهب الى الاستغلاليين والتجار الفجار، وحماية الناس فعلا من الاستغلال والاحتكار، وتطلق النار على التجار الذين يبيعون الخيمة الواحدة هذه الأيام بأكثر من 3400 شيقل أي 1000 دولار أمريكي، رغم أنها قد وصلت مساعدات ومجانا للناس النازحين، والأمر مستمر بالنهج ذاته منذ أشهر دون أي تحرك.

والأدهى من ذلك كله، لماذا تصمت حماس على الحرام بعينه الظاهر في استغلال أصحاب محلات الصرافة للناس، عبر أخذهم "خاوة" نسبة تصل إلى 35% على أي حوالة تصل من الخارج، أو من الموظفين الذين يتلقون رواتبهم من البنوك الفلسطينية، بذريعة عدم وجود سيولة نقدية؟ رغم استمرار الأمر منذ أكثر من 8 أشهر؟

أليس من المعقول أن يكون كل هذا منظم ومتوافق عليه مع حماس، وهناك مكاسب من خلفه وأشخاص مسؤولين متورطين مسكوت عنهم من قادة الحركة التي تتباهى بأنها "ربانية" رغم بعدها الكثير عن الدين في هذه المعاملات؟

لقد عادت الأسعار للارتفاع الجنوني، فيما تحدثت مصادر مطلعة، أن تجارا تابعين لحركة حماس، يقفون فعليا وراء هذا الارتفاع في الأسعار، ليؤكدوا أنهم "تجار الحروب" كما وصفهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في وقت سابق.

يبدو أن معاناة الناس من حصار إسرائيلي ظالم على مدار 16 عاما، وصبرهم على 5 حروب سببها حماس ذاتها، لم يكن كافيا للحركة، لترحم شعبها في ظل حرب ضروس وتهجير جديد لم تشهدها فلسطين منذ 1948، لذلك لابد على حماس وقادتها النظر الى الواقع الفلسطيني في قطاع غزة جيدا، وان يتقربوا من الناس ويساعدونهم، وبدلا من اطلاق النار على الشبان، عليهم أن يوقفوا الحرب وفتح أفق أمام مستقبل هؤلاء الغلابة، أو أن يرحلوا عن وجوههم، فلقد وصل السيل الزبى.