أعلنت إدارة العمليات العسكرية لمعركة “ردع العدوان”، فرض سيطرتها على 7 بلدات في محيط مدينة حماة وسط سوريا، بعد تبنيها عملية اغتيال رئيس فرع الأمن العسكري في محافظة حماة العميد عدي غصة، مؤكدة استهدفت عدة أهداف حساسة واستراتيجية لقوات النظام في مناطق العمليات العسكرية في حماة.
وقال المتحدث العسكري باسم عملية “درع العدوان”، التي تضم فصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام، المقدم حسن عبد الغني، استهداف اجتماع لضباط من قوات الحرس الجمهوري، ونقطة تجمع لضباط من القوات الخاصة التابعة للنظام السوري في جبل زين العابدين، ومنطقة مصياف بريف حماة الشمالي والغربي.
وقال عبد الغني إن فصائل المعارضة هاجمت “اجتماعا في مدينة مصياف بريف حماة كان يخطط فيه لإعادة ترتيب نقاط دفاعية خلفية بعد تقدم قواتنا”.
يجري ذلك تزامنا مع مفاوضات مكثفة مع أقليات دينية في مدن ريف حماة أهمها مدينة السلمية، لتسليم بلداتهم وقراهم وفق شروط وضمانات، وبدء تنفيذ اتفاق انسحاب سلمي لقوات سوريا الديموقراطية برعاية أمريكية، بحسب مصدر سياسي وآخر عسكري لـ “القدس العربي”.
وأكد مصدر عسكري واسع الاطلاع من فصائل الجيش الوطني لـ “القدس العربي” التوصل لاتفاق مع قوات سوريا الديموقراطية يقضي بانسحاب المسلحين فقط دون الأهالي والمدنيين الكرد من مدينة حلب، حيث بدأ تنفيذ الاتفاق فعلا.
وقال: لم يتم الانسحاب بشكل كامل، وحتى الآن تنشر قسد قناصين في حيي الأشرفية والشيخ مقصود، لرصد منطقة واسعة جدا تصل حتى دوار الليرمون وأحياء الصاخور والشعار، وتتم هناك عمليات قنص، لذلك لا يمكن الحديث عن انسحاب كامل حتى يخرج جميع المسلحين.
وحول الشروط قال: نص الاتفاق على خروج المسلحين فقط، لكن ما يحصل هو خروج عائلات هؤلاء المقاتلين مع أبنائهم، أما بالنسبة للمدنيين الكرد في مدينة حلب فهم في بيوتهم وضمن مناطقهم حالهم حال باقي المدنيين من كل الأطياف.
وأكد أن قوات قسد انسحبت بشكل كامل من مدينة تل رفعت والقرى المحيطة بها في قطاع تل رفعت باتجاه شرق الفرات.
وقال مصدر سياسي مطلع على المفاوضات في مدينة حلب لـ”القدس العربي” إن قوات “قسد” بدأت بالانسحاب الأولي من المناطق التي دخلتها في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، بعد مفاوضات انتهت بالتوصل لاتفاق يقضي بانسحاب سلمي إلى مواقعها في منبج ومناطق شرق سوريا.
وقال المصدر: إن انسحاب “قسد” من حيي الأشرفية والشيخ مقصود وفي إقليم الشهباء داخل مدينة حلب وريفها الشمالي، يجري بإشراف أمريكي، مؤكدا أن التحالف الدولي لا يدعم استثمار قسد الظروف الحالية لتحقيق مكاسب.
وأضاف: رغم أن غرفة عمليات “ردع العدوان” بقيادة هيئة تحرير الشام ومشاركة فصائل المعارضة، عرضت على “قسد الانسحاب قبل حصارها، إلا أنها رفضت بداية، لكن موافقتها جاءت في إطار “استسلام” بعدما سيطرت الفصائل على مطار كويرس العسكري شرق مدينة حلب، وقطع الطريق الدولي السريع بين مدينة حلب ومحافظة الرقة.
ووفقا للمصدر، فإن قوات “قسد” استغلت انهيار النظام ودخلت مناطق كبيرة ليست كردية ولا وجود لهم فيها، مثل حندرات وحيان وباشكوي وكفر حمرا وحريتان، وأحياء ضمن حلب مثل الصاخور والجندول وبني زيد وهي أحياء عربية، إضافة إلى أحياء الهلُّك وبستان الباشا والشيخ خضر وهي أحياء ذات غالبية تركمانية.
وقال: المفاوضات نفذت عبر وسطاء من الطرفين، حيث طلبت منهم الفصائل العودة إلى مناطق سيطرتهم القديمة – جزء من حي الأشرفية – والشيخ مقصود – فرفضوا وبدأوا بقتل وأسر عناصر عمليات ردع العدوان و بعض وعناصر الجيش الوطني الذين عادوا لبيوتهم، فكان لا بد من مهاجمتهم.
وبحسب المصدر المطلع، فقد عرضت “غرفة العمليات العسكري على قوات قسد العودة إلى مناطقهم شرق سوريا، ثم فتح المفاوضات مجددا وهو ما يتم تنفيذه لكن بعد خسارتهم لمناطق واسعة، فقد استسلموا”.
وحول المفاوضات وشروطها قال المصدر: من المفترض أن يخرج عناصر قسد المسلحين نحو المنطقة الشرقية، دون أن يخرج الأهالي الأكراد من المنطقة كونهم جزء من هذا الشعب ولهم ما لنا وعليهم ما علينا. وتعهدت الفصائل بأنه لن يكون هناك أعمال انتقامية، كما تعهدت بعدم شن حملات اعتقال على أساس عرقي أو ديني أو سياسي.
في غضون ذلك، أصدرت إدارة العمليات العسكرية، بيانا الإثنين، أكدت فيه أن للأكراد السوريين “الحق الكامل في العيش بكرامة وحرية، شأنهم شأن كافة أبناء الشعب السوري، إنهم جزء من الهوية السورية المتنوعة التي نعتز بها جميعًا في سوريا المستقبل، نؤمن أن التنوع هو قوة وليس ضعفًا”.
وأكدت الرفض “القاطع للممارسات الهمجية التي ارتكبها تنظيم الدولة ضد الأكراد بما في ذلك السبي وغيرها من الأساليب المسيئة لإسلامنا وعاداتنا وتقاليدنا تلك الأفعال التي لا تمت لتعاليم ديننا الحنيف ولا قيمنا الثورية الأصيلة”.
وقال البيان: لن نسمح لأحد أن يعبث بهذا النسيج المتكامل، أو أن يعكر صفو الأخوة والتعاون بين جميع المكونات السورية، نحن نقف مع الأكراد كما نقف مع جميع فئات الشعب السوري في بناء سوريا المستقبل التي تسودها العدالة والكرامة للجميع.
ودعت إدارة العمليات الأكراد إلى البقاء في بيوتهم “فإننا ندعوهم ونكفل بقاءهم في مناطقهم الأصيلة في مدينة حلب التي ستكون أكثر تألقا وحضارة بمكوناتها وثقافاتها المتعددة”.
وفي المقابل: طالبت قوات سوريا الديمقراطية، الجناح العسكري للإدارة الذاتية الكردية، الإثنين، بإجلاء المدنيين الأكراد من محيط مدينة حلب إلى معاقلها في شمال شرق البلاد.
وقال مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيا والتي يشكل الأكراد عمودها الفقري، في بيان، “نعمل على التواصل مع كافة الجهات الفاعلة في سوريا لتأمين حماية شعبنا وإخراجه بأمان من منطقة تل رفعت والشهباء” في ريف حلب الشمالي “باتجاه مناطقنا الآمنة في شمال شرق البلاد”.
وأوضح عبدي أن قواته تدخلت بعد “انسحاب الجيش السوري وحلفائه” من حلب، من أجل “فتح ممر إنساني بين مناطقنا الشرقية وحلب ومنطقة تل رفعت لحماية شعبنا من المجازر، لكن هجمات المجموعات المسلحة المدعومة من الاحتلال التركي قطعت هذا الممر.
وتل رفعت في الأساس مدينة ذات غالبية عربية، لكن مع شنّ أنقرة والفصائل الموالية لها هجوما على منطقة عفرين عام 2018، ثم سيطرتها عليها، تدفّقت عشرات آلاف العائلات الكردية إليها.
وتقع المدينة في جيب يسيطر عليه المقاتلون الأكراد في ريف حلب الشمالي، حيث يقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان وجود أكثر من مئتي ألف كردي محاصرين فيها حاليا من قبل الفصائل السورية الموالية لأنقرة.
بموازاة ذلك، قال مسؤول من الإدارة الذاتية، الإثنين، إنهم جهزوا مراكز إيواء أولية لاستقبال نازحي عفرين من ريف حلب الشمالي، في مدينتي الطبقة والرقة، بشمالي سوريا.
وقال شيخموس أحمد، مدير مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية، إنهم جهزوا المدينة الرياضية (الملعب البلدي) في الطبقة، بالإضافة إلى بعض المدارس، كما تعمل الإدارة “على تجهيز مراكز إيواء إضافية في مدينة الرقة”.
وتضم القافلة الأولى التي ستصل إلى معبر الطبقة تضم أكثر من 120 ألف شخص، كما من المتوقع أن تصل القافلة في وقت متأخر من اليوم.