لليوم الثالث، تغلق مخابز وسط قطاع غزة أبوابها أمام النازحين، بسبب نفاد الطحين جراء الحصار الإسرائيلي وحرب الإبادة المستمرة منذ 14 شهرًا.
مؤخرًا بات النازحون في وسط وجنوب قطاع غزة يواجهون أزمة غير مسبوقة منذ بداية الحرب في توفّر الطحين، بعد أن كانت أزمة التجويع تنحصر في شماليّ قطاع غزة في الأشهر الأولى من الحرب.
وارتفعت أسعار الطحين بصورة كبير جدًا في الآونة الأخيرة وسط القطاع، ووصلت سعر كيس الطحين (وزن: 25 كيلوغرامًا) إلى 700 شيقل أي ما يعادل نحو 200 دولار، ويباع الكيلوغرام الواحد من الطحين -إن توفّر- بسعر 30 شيقلًا "( دولارات تقريبًا)، وتباع الأربعة أرغفة متوسطة الحجم بـ 10 شواقل تقريبًا (3 دولارات).
وأسهمت قيود الاحتلال المشددة على دخول الطحين إلى جنوب قطاع غزة بعرقلة توزيعه على النازحين قبل وكالة الأونروا، فيما تساهم العصابات المسلحة التي تعمل بغطاء من الاحتلال على تعميق الأزمة، عبر استيلائها على الكميات القليلة التي يتم إدخالها، ثم بيعها بنظام التقطير بأسعار باهظة.
وبالتزامن مع ارتفاع أسعار الدقيق التي بدأت في بدايات شهر أكتوبر/ تشرين أول بسبب إغلاق الاحتلال للمعابر بصورة شبه كاملة بذريعة الأعياد اليهودية، ارتفعت أسعار الأرز والبرغل والسكر وغالبية المواد الأساسية والمتوفرة بكميات قليلة، بمبالغ تفوق قدرة النازحين على الشّراء.
ومع بدء نذر المجاعة في كافة مناطق قطاع غزة، اضطر النازحون إلى تقليص وجباتهم الغذائية، فيما اضطر آخرون لاستخدام الدقيق منتهي الصلاحية والذي تنتشر فيه الحشرات التي يطلق عليها محليًا اسم "السوس" وذلك بعد تنقيته.
وصباح اليوم الأحد، أعلن المفوّض العام لوكالة أونروا فيليب لازاريني، إيقاف تسليم المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، المعبر الرئيس لنقل للمساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأضاف في منشور على منصة "اكس": "حاولنا أمس إدخال عدد قليل من شاحنات الأغذية من معبر كرم أبو سالم غير أن عصابات استولت عليها".
وأوضح لازاريني أنّ قرارهم الصعب بوقف إدخال المساعدات يأتي في وقت يتفاقم فيه الجوع في غزة بسرعة. وبين أن مسؤولية حماية عمال الإغاثة والإمدادات الإنسانية تقع على عاتق إسرائيل باعتبارها القوة المحتلة.وذكر أن العملية الإنسانية أصبحت مستحيلة في غزة بسبب الحصار المستمر والعقبات من قبل السلطات الإسرائيلية.
والجمعة، كانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، قالت إنه وفي ظل حاجة المنتفعين الماسّة للدقيق، ستبدأ الأونروا بتوزيع كيس دقيق لكل عائلة وذلك حسب الكميات الواردة إليها، ونجاحها في تأمين وصولها إلى مراكز ونقاط التوزيع.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، قبل يومين، أن جميع المخابز في وسط قطاع غزة أغلقت أبوابها بسبب نقص الإمدادات".
وأضاف على منصة إكس: "الخبز يعتبر شريان حياة للعديد من العائلات، وهو غالبًا الغذاء الوحيد الذي يمكنهم الوصول إليه والآن أصبح بعيدًا عن متناولهم". ودعا البرنامج إلى توفير وصول آمن للمساعدات الإنسانية الحيوية في غزة.
وقُتلت ثلاث سيدات، الأسبوع الماضي، في حادثة إطلاق نار، أمام أحد المخابز الرئيسية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، خلال محاولتهن الحصول على الخبز، بعد انفلات رصاصات من سلاح شخص كان يقوم بمحاولة تنظيم المواطنين، فيما قُتلت امرأتان أخريان وفتاة تبلغ من العمر (17 عامًا) أول أمس الجمعة، خلال تدافع آخر أمام نفس المخبز.
وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، صرح ستيفان دوجاريك المتحدث بلسان الأمين العام للأمم المتحدة أن 7 مخابز فقط تعمل من أصل 19 يدعمها الشركاء الإنسانيون في غزة ما زالت قائمة، بسبب الهجمات والعراقيل الإسرائيلية.
وبيّن أن السبب وراء توقف معظم المخابز عن العمل هو منع "إسرائيل" وصول المواد الضرورية إليها.