من المقرر أن يستقبل الرئيس السوري، اليوم الأحد، وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على وقع التقدم الميداني المفاجئ الذي تحققه فصائل المعارضة السورية المسلحة في محافظتي حلب وإدلب، شمال غرب البلاد.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي قال أمس إن "عراقجي سيزور دمشق لإجراء مباحثات مع كبار مسؤوليها، ومنها سيذهب إلى أنقرة للتشاور مع السلطات التركية، وبعدها سيغادر إلى وجهة أخرى"، دون أن يحددها.
وفي غضون ذلك، أكد الأسد أن سوريا مستمرة في الدفاع عن استقرارها ووحدة أراضيها في وجه كل الإرهابيين وداعميهم.
جاء ذلك خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه الأسد، أمس السبت، مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، حيث بَحَثا خلاله التطورات الأخيرة في سوريا وعددًا من الملفات الإقليمية.
وشدد الأسد خلال الاتصال على أن بلاده "قادرة وبمساعدة حلفائها وأصدقائها على دحر الإرهابيين والقضاء عليهم مهما اشتدت هجماتهم الإرهابية".
وفي السياق ذاته، بحث الرئيس السوري، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مساء أمس السبت، التطورات الأخيرة في سوريا، والتعاون المشترك بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، وعددًا من القضايا العربية والدولية.
وأكد رئيس الوزراء العراقي، خلال الاتصال، أن أمن سوريا والعراق هو أمن واحد، مشددًا على استعداد العراق لتقديم كل الدعم اللازم لسوريا لمواجهة الإرهاب.
إلى ذلك كشفت صحيفة الوطن السورية الخاصة، شبه الرسمية، أن الأسد زار يوم الجمعة الفائت روسيا في زيارة عمل غير معلنة.
ونقلت الصحيفة السورية عن مصادر إعلامية قولها إن "الأسد أجرى محادثات مهمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين يوم الجمعة، وذلك خلال زيارة عمل غير معلنة".
وكشفت المصادر أن "الرئيسين الأسد وبوتين بَحَثا ملفات سياسية وعسكرية والهجمات الأخيرة على مدينة حلب، وأن الرئيس بوتين أكد الدعم الروسي التام والمستمر لسوريا في محاربة التنظيمات الإرهابية حتى القضاء عليها.
وفي موازاة ذلك، أكد وزير الخارجية السوري بسام صباغ، خلال اتصال هاتفي أمس السبت مع نظيره المصري بدر عبد العاطي، عزم سوريا وتصميم جيشها على التصدي للإرهاب، والعمل على استعادة الأمن والاستقرار في حلب وإدلب.
ومن جهته، عبَّر عبد العاطي عن القلق إزاء منحى هذه التطورات، مؤكدًا موقف مصر الداعم لسوريا.
تأتي هذه الجهود الدبلوماسية المكثفة على وقع التقدم الميداني الذي تحققه فصائل المعارضة السورية المسلحة، وسط ما سمي بـ"الانسحاب الآمن" للجيش السوري من مواقعه ومقراته في حلب وإدلب وبعض المناطق في محافظة حماة، وسط البلاد.
ووسط تضارب الأنباء، أصدر الجيش السوري الحكومي أمس السبت بيانًا أكد فيه أن القوات المسلحة عملت على تنفيذ عملية إعادة انتشار بهدف تدعيم خطوط الدفاع والتصدي للهجوم الإرهابي الذي شنته التنظيمات الإرهابية المسلحة على جبهتي حلب وإدلب.
من جانبه، أكد مركز التنسيق الروسي في سوريا أن الجيش السوري وبمساعدة القوات الجوية الروسية يصد هجمات الإرهابيين، وعلى مدار الـ24 ساعة، قُتل ما لا يقل عن 300 مسلح باستهداف مناطق تجمعهم ومراكز قيادتهم ومستودعاتهم، والعملية مستمرة.