مع قدوم فصل الشتاء، نعود جميعنا لنتذكّر جائحة كورونا والتي بدورها تذكرنا بجائحات أخرى أثرت علينا فيما مضى. والحقيقة، يزداد القلق عند انخفاض درجات الحرارة بشأن ضعف المناعة وزيادة احتمالية الإصابة بالأمراض.
ولكن لا داع للقلق، فبعض الأطعمة يمكن أن تكون حليفك الأول في تعزيز صحتك خلال هذه الفترة الباردة. وفي هذا المقال لم ننس إضافة أفضل الأطعمة لتقوية المناعة خلال فصل الشتاء لتحرص على تناولها! لكن ليس قبل أن نستعرض تلك الأمراض وأسبابها الأبرز.
فهم الأمراض التي تنتشر في فصل الشتاء
جميعنا ندرك تزايد معدلات الإصابة بالعديد من الأمراض الموسمية إبان فصل الشتاء. يرجع ذلك بشكل رئيسي إلى التغيرات المناخية، وزيادة التجمعات في الأماكن المغلقة، وضعف المناعة لدى البعض.
وسنستعرض أبرز الأمراض الشتوية وأسبابها وأعراضها. ولكن في البداية لماذا تزداد الأمراض في الشتاء؟ ربما تتلخص الأسباب فيما يلي:
انخفاض الرطوبة: يؤدي الهواء الجاف في الشتاء إلى جفاف الأغشية المخاطية في الأنف والحلق، وذلك بدوره يجعلها أكثر عرضة للعدوى.
التغيرات في الضغط الجوي: قد تؤثر التغيرات المفاجئة في الضغط الجوي على الجهاز التنفسي وتزيد من فرص الإصابة بالأمراض.
انتشار الفيروسات: تنتشر الفيروسات بشكل أسرع في الأجواء الباردة والجافة.
قلة التعرض لأشعة الشمس: يؤثر سلبًا على إنتاج فيتامين د، وهو عنصر أساسي لصحة الجهاز المناعي.
قلة النشاط البدني: يؤدي إلى ضعف المناعة وزيادة خطر الإصابة بالأمراض.
ووفقًا للأطباء، فإن أبرز الأمراض الشتوية الشائعة تضم:
نزلات البرد: تتميز بسيلان أو انسداد الأنف، العطس، التهاب الحلق، السعال الخفيف، وارتفاع طفيف في درجة الحرارة.
الأنفلونزا: أكثر حدة من نزلات البرد، وتسبب حمى عالية، صداع شديد، آلام عضلية، سعال جاف، وأحيانًا فقدان الشهية والتعب الشديد.
التهاب الحلق: قد يكون مصحوبًا بألم شديد عند البلع، احمرار في الحلق، وحمى خفيفة.
التهاب الجيوب الأنفية: يسبب انسدادًا في الأنف، ألمًا في الوجه، صداعًا، وسعالًا منتجًا للمخاط.
التهاب الشعب الهوائية: يؤدي إلى سعال مستمر، وإنتاج كميات كبيرة من المخاط، وأحيانًا ضيق في التنفس.
الالتهاب الرئوي: حالة خطيرة تسبب صعوبة في التنفس، سعالًا مستمرًا، حمى عالية، وارتفاع في معدل ضربات القلب.
تعزيز المناعة في فصل الشتاء من خلال النظام الغذائي
ما تتناوله يؤثر بشكل مباشر على صحتك العامة، وخاصة قدرة جسمك على مقاومة الأمراض المعدية خلال فصل الشتاء مثل نزلات البرد والإنفلونزا وكوفيد-19.
ويؤكد الدكتور سيمين ميداني، العالم البارز وقائد فريق المناعة الغذائية في مركز جان ماير التابع لوزارة الزراعة الأمريكية لأبحاث التغذية البشرية في الشيخوخة بجامعة تافتس، على أهمية الغذاء في تعزيز استجابة الجهاز المناعي للميكروبات وقدرته على الدفاع ضدها.
هذا وتلعب المغذيات الدقيقة مثل فيتامين C وفيتامين د وفيتامين ب المركب والزنك والسيلينيوم دورًا حيويًا في تقوية دفاعات الجسم. حيث يتفاعل الجهاز المناعي الفطري أولاً كخط دفاع أولي، يليه الجهاز المناعي التكيفي الذي يرسل خلايا القاتل التائية والأجسام المضادة وغيرها من الخلايا المناعية لمكافحة العدوى.
وبناءً عليه، تعتمد قدرتك على تعزيز المناعة من خلال التغذية على عوامل عدة مثل العمر والصحة العامة ومستويات التوتر. فإذا كنت تعاني من زيادة الوزن أو التدخين أو شرب الكحول أو أمراض مزمنة أو الإجهاد المفرط أو قلة النوم فإن التركيز على الغذاء يمكن أن يعزز مناعتك بشكل كبير.
في هذه الحالات، من المهم الحفاظ على وزن صحي، تقليل التوتر، الحصول على قسط كاف من النوم وممارسة الرياضة بانتظام لدعم دفاعات الجسم الطبيعية. بدون هذه الأساسيات الصحية، سيتعين على جسمك بذل جهد أكبر لمحاربة الغزاة، وقد يخسر المعركة.
والسؤال الأهم في هذه الحالة، هل يوجد نظام غذائي محدد لتعزيز المناعة؟ الجواب نعم، ولكن لا داعي لقوائم طويلة من الأطعمة الخارقة. حيث يوضح الدكتور ميداني أنك لن ترى الفوائد المرجوة من تناول كميات كبيرة من غذاء أو عنصر غذائي واحد.
وتعتمد الاستجابة المناعية الخلوية للجسم على التفاعلات المتناغمة بين مختلف الأغذية الدقيقة الموجودة في مجموعة متنوعة من الأطعمة الكاملة. لذلك، فإن أفضل طريقة لتعزيز جهاز المناعة هو تناول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات الطازجة والألوان المختلفة لها مثل الأحمر والأصفر والبرتقالي والأزرق والأخضر يوميًا، بالإضافة إلى بعض الحبوب الكاملة والبروتين الخالي من الدهون وقليل من الزيوت الصحية.
الدرع الغذائي ضد نزلات البرد
مطبخك هو صيدلية طبيعية تكمن فيها قوة مكافحة الأمراض. هل سمعت هذه المقولة من قبل؟ تشير الأبحاث إلى أنه كلما زادت كمية الفواكه والخضروات في طبقك، كان ذلك أفضل. وفيما يلي نستعرض لك الدرع الغذائي الأفضل وفقًا للدكتور ميداني في تعزيز المناعة ضد نزلات البرد.
الفواكه والخضروات والتي سبق لنا ذكرها هي حجر الأساس لبناء حصن منيع ضد الفيروسات. ولذلك عليك أن تستهدف استهلاك خمس حصص يوميًا، سواء كانت طازجة أو مجمدة أو معلبة. الكرفس، على سبيل المثال، يعد خيارًا اقتصاديًا غنيًا بالفوائد. يمكن تناوله مطهوًا أو نيئًا، أو حتى تناول عصيره.
البصل والثوم بدورهما هما الثنائي الديناميكي لمواجهة البرد، فهما غنيان بالمركبات الكبريتية التي تدعم جهاز المناعة. ويمكنك أن تضيف نكهة صحية على أطباقك اليومية من خلال إضافتهما إلى الشوربات، الكاري، أو الأطباق المشوية.
الجوز البرازيلي، رغم صغر حجمه، يحتوي على كنز من السيلينيوم، المعدن السحري لدعم المناعة. كما أنه مصدر جيد للبروتين والألياف.
هل يمكن أن ننسى الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين؟ كيف ذلك والأسماك السابقة تزود الجسم بأحماض أوميجا-3 التي تعمل على تخفيف أعراض الشتاء مثل جفاف البشرة وآلام المفاصل. ولتوفير المال، يمكنك اختيار الأسماك المعلبة.
أخيرًا، لا تنسَ أهمية الماء. فشرب الماء بانتظام يساعد في الحفاظ على رطوبة الجسم، وهو أمر حيوي لمحاربة الجراثيم.
أفضل الأطعمة لتقوية المناعة خلال فصل الشتاء
عند بدء الحديث عن أفضل الأطعمة لتقوية المناعة خلال فصل الشتاء. لا يمكننا أن ننس اليقطين، وهو مصدر غني بالألياف وفيتامين أ، مما يعزز صحة البشرة والأغشية المخاطية. ولكن مع ذلك فإن فطيرة اليقطين الشهية تحتوي على كمية كبيرة من السعرات الحرارية والدهون، لذا استمتع بها باعتدال.
البطاطا الحلوة هي خيار صحي آخر، فهي غنية بالفيتامينات والمعادن مثل فيتامين أ وفيتامين ج والحديد، كما أنها تساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي.
الفاصوليا الخضراء من جهتها غنية بفيتامين C ومضادات الأكسدة. ولكن احذر من أطباق الفاصوليا الخضراء التي تحتوي على الكثير من الزبدة والقشدة، فهي قد تزيد من السعرات الحرارية بشكل كبير.
من ناحية أخرى، يجب الحذر من الأطعمة عالية السعرات الحرارية مثل الحلويات، والتي يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن وتضعف الصحة بشكل عام.
في الختام، وبعد أن تحدثنا عن أفضل الأطعمة لتقوية المناعة خلال فصل الشتاء، لا يمكننا أن ننكر دور نمط الحياة الصحي بشكل عام في الوقاية من الأمراض، ليست الشتوية فحسب بل جميع أنواعها. يشمل ذلك ممارسة التمارين الرياضية والنوم الجيد والتنفس بشكل صحيح والمحافظة على الصحة النفسية.