مصيرٌ غامض يكتنف الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، خصوصاً بعد فشل الجولة الأخيرة من مفاوضات وقف إطلاق النار التي سبقت الانتخابات الرئاسية الأميركية، في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي. وكشف مصدر قيادي في حركة حماس، لـ"العربي الجديد"، عن توقف التواصل مع القيادة الميدانية في غزة المسؤولة عن تأمين الأسرى منذ نحو شهر، مشيراً إلى أن التوصل إلى اتفاق وفق شروط المقاومة، هو السبيل الوحيد للحفاظ على حياة الأسرى المتبقين، في ظلّ العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لـ"حماس"، أبو عبيدة، عن إصدار تعليمات جديدة لحرّاس الأسرى بشأن التعامل معهم حال اقتراب القوات الإسرائيلية من مواقع الاحتجاز. جاء ذلك تعليقاً على مقتل ستة أسرى إسرائيليين خلال مواجهة بين قوة إسرائيلية ومجموعة حراستهم.
ونفى المصدر القيادي مزاعم فقدان القيادة السياسية لـ"حماس" السيطرة على القيادة الميدانية في غزة، مؤكداً أن القرارات تتخذ بالتنسيق بين المستويات القيادية المختلفة. وأضاف أن كتائب القسام قدّمت البيعة للقيادة الجديدة عقب استشهاد رئيس المكتب السياسي، يحيى السنوار. وأوضح أن وقف الاتصال مع مسؤولي ملف الأسرى داخل قطاع غزة سببه إجراءات تأمينية مشددة لضمان الحفاظ على الورقة التفاوضية المهمة.
وكشف المصدر أن رفض "حماس" تقديم أي معلومات عن أوضاع الأسرى، خصوصاً الأميركيين منهم، من دون مقابل، دفع الإدارة الأميركية إلى ممارسة ضغوط مكثفة على الوسطاء. وأشار إلى أن واشنطن طلبت قبل الانتخابات الرئاسية معلومات ومقاطع مصورة عن الأسرى الأميركيين، لكن قيادة المقاومة رفضت ذلك، لعدم تقديم الجانب الأميركي أي مؤشرات جدية تجاه وقف العدوان أو التوصل إلى اتفاق يوقف حرب الإبادة في القطاع.
وشدّد المصدر على أن المجلس العسكري لكتائب القسام يدير المعركة بالتنسيق مع الأجنحة العسكرية الأخرى، رغم شراسة القتال، مشيراً إلى استمرار المقاومة في تنفيذ عمليات في شمال القطاع، رغم الحصار والنيران الكثيفة من جيش الاحتلال.
وكشف المصدر أيضاً عن عملية تجنيد جديدة لمقاتلين نفذتها الكتائب أخيراً، وهي الثانية منذ بدء العدوان، لتعزيز صفوفها في مواجهة الاحتلال. وأكد أن القيادة والمقاتلين الذين استطاعوا تأمين المحتجزين الإسرائيليين في غزة ومنع وصول جيش الاحتلال إليهم أو تحريرهم لأكثر من 400 يوم، يمتلكون أدوات إدارة المعركة والتنسيق المتواصل.
في سياق آخر، نفى المصدر مسؤولية الحركة عن إفشال مفاوضات تشكيل لجنة إدارة القطاع، وأكد أن التفاصيل الكاملة للمفاوضات بحوزة الجانب المصري، الذي لم يعلن عنها بعد. واعتبر التسريبات التي تم تداولها، بمثابة محاولة لإثارة الشارع الغزي ضد "حماس"، مشدداً على أن الحركة تعمل ضمن رؤية واضحة للحفاظ على مصالح الشعب الفلسطيني.