أمريكا تطالب إسرائيل بتحسين الوضع الإنساني بغزة لتفادي القيود على المساعدات العسكرية

vlcsnap-2023-10-21-11h38m13s400.jpg

حذرت الولايات المتحدة إسرائيل من احتمال أن تتأثر المساعدات الأمريكية لها في حال لم يسجّل تحسّن في تأمين دخول المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية الثلاثاء.

وقال المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن “أكدا للحكومة الإسرائيلية وجوب أن تجري تعديلات لنرى مجددا ارتفاع مستوى المساعدات التي تدخل غزة، عن المستويات المتدنية للغاية التي هي عليها اليوم”، وذلك في رسالة وجّهاها الأحد.

وتطرقت الرسالة إلى أن القانون الأمريكي ينصّ على أن “الجهات التي تتلقى المساعدات العسكرية الأمريكية لا تقوم برفض أو إعاقة بشكل تعسفي تقديم المساعدات الإنسانية الأمريكية”.

وأضافت “أملنا هو أن تقوم إسرائيل بالتعديلات التي حددناها وأوصينا بها، وأن تسجّل زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية نتيجة لهذه التعديلات”.

وتأتي الرسالة قبل أسابيع من الانتخابات الأمريكية وبعد عام من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وكان الرئيس جو بايدن أعرب مرارا عن قلقه لنقص المساعدات وارتفاع عدد الضحايا المدنيين جراء هذه الحرب.

والولايات المتحدة هي أبرز الداعمين العسكريين لإسرائيل. ومنذ اندلاع الحرب، علّقت واشنطن مرة واحدة شحنة أسلحة لاسرائيل من ضمن إجمالي مساعدات مقدّرة بمليارات الدولارات.

ونفى ميلر وجود أي صلة بين الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر، والرسالة التي دعت إسرائيل لاتخاذ خطوات خلال 30 يوما، أي بعد موعد التصويت.

وقال ميلر “لم نر أنه من المناسب بعث رسالة والقول يجب أن يحصل ذلك بين ليلة وضحاها”، مشيرا الى أن إسرائيل أجازت دخول مساعدات الإثنين عبر معبر إيريز إلى غزة بعد يوم من الرسالة.

وأضاف “نرغب في أن نرى التعديلات تطبّق فورا لا أن تنتظر 30 يوما”.

أزمة إنسانية خانقة

يأتي ذلك في الوقت الذي توسع فيه القوات الإسرائيلية عملياتها في شمال غزة وسط مخاوف مستمرة بشأن وصول المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء القطاع وتوفير الغذاء والماء والدواء للمدنيين.

وأفادت تقارير بأن إمدادات الغذاء انخفضت بصورة حادة منذ أن فرضت السلطات الإسرائيلية قواعد جمركية جديدة على بعض المساعدات الإنسانية، كما تعمل على نحو منفصل على تقليص عمليات التسليم التجارية.

وأبلغت الولايات المتحدة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قبل أيام بأن إسرائيل بحاجة إلى معالجة “الظروف الكارثية” بين المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر بشكل عاجل، ووقف “المعاناة المتزايدة” بسبب القيود على تسليم المساعدات.

وحددت الرسالة خطوات معينة يتعين على إسرائيل اتخاذها في غضون 30 يوما، منها السماح بدخول 350 شاحنة إلى قطاع غزة يوميا بحد أدنى، وفرض فترات توقف في القتال للسماح بتسليم المساعدات وإلغاء أوامر الإخلاء للمدنيين الفلسطينيين عندما لا تكون هناك حاجة لها.

وأوضحت أن “عدم إظهار التزام مستدام بتنفيذ هذه التدابير والإبقاء عليها قد يكون له آثار على السياسات الأمريكية… والقوانين الأمريكية ذات الصلة”.

واستشهدت رسالة الوزيرين بالمادة 620-آي من قانون المساعدات الخارجية والتي تقيد (تحظر) إرسال مساعدات عسكرية للدول التي تعوق إيصال المساعدات الإنسانية الأمريكية.

كما أشارت الرسالة إلى مذكرة الأمن القومي التي أصدرها الرئيس الأمريكي جو بايدن في فبراير/ شباط والتي تلزم وزارة الخارجية بتقديم تقرير إلى الكونغرس حول ما إن كانت تجد مصداقية في تأكيدات إسرائيل بأن استخدامها للأسلحة الأمريكية لا ينتهك القانون الأمريكي أو الدولي.

وقال مسؤولون أمريكيون في وقت سابق من هذا العام إن إسرائيل ربما انتهكت القانون الإنساني الدولي باستخدام الأسلحة التي أمدتها بها الولايات المتحدة خلال عمليتها العسكرية في غزة.