قالت صحيفة "العربي الجديد" إن القاهرة تسلمت مؤخراً اقتراحاً مقدماً بشأن نشر قوات عربية في محور صلاح الدين "فيلادلفيا" جنوب قطاع غزة، في إطار دور وسيط تقوم به دولة الإمارات حول الترتيبات المتعلق باليوم التالي في قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة في تقرير لها اليوم الخميس، عن مصادر، أن أبو ظبي "أجرت مؤخراً اتصالات مع عدد من الدول العربية، بينها المغرب وموريتانيا وجيبوتي، لاستطلاع موقفها بشأن إمكانية المشاركة في قوة عربية تنتشر في محور نتساريم الذي أقامه جيش الاحتلال في غزة للفصل بين شمال القطاع وجنوبه.
وأوضحت أن هذا الأمر ياتي ضمن عدة طروحات تعمل إسرائيل على صياغتها بما هي بدائل، في حال اضطرت للرضوخ إلى الانسحاب من غزة بشكل كامل في أعقاب التصعيد الإسرائيلي، بعدما تشدد نتنياهو بالبقاء في ممر نتساريم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الموقف المصري بدا أكثر انحيازاً لنشر مراقبين غربيين أو عرب للإشراف على عمل قوات الأمن الفلسطينية في تلك المنطقة.
ولفتت إلى أن القاهرة استشعرت القلق مما وصفته دوائر مصرية بمحاولات "لعزل وفصل مصر بشكل كامل عن قطاع غزة ونزع بعض الأدوار الإقليمية عنها وسحب الملفات المتعلقة بالأمن القومي المصري".
كما اعتبرت القاهرة أن المقترح الخاص بنشر القوات جاء مكملاً لتصور إسرائيلي متمسك ببناء جدار عازل فولاذي تحت الأرض، وآخر شاهق فوق الأرض بتمويل أميركي، مدعوم بتقنيات تكنولوجية متقدمة، من بينها مستشعرات تحت الأرض وكاميرات وأنظمة مراقبة، مرتبطة في تشغيلها بالأقمار الاصطناعية، في تهديد لقدرة مصر على التحكم الكامل في إدارة الحدود، بحسب الصحيفة.
وتابعت الصحيفة أن القاهرة رأت أنها "قدمت تنازلات في وقت سابق خلال محادثات شارك بها مسؤولون أميركيون، عندما وافقت على مضض على تركيب مستشعرات بالجدار الفاصل حالياً على الحدود بين مصر وغزة، أتاحت لإسرائيل تلقّي إشعارات في حال وجود خروقات في المنطقة الحدودية أو محاولات لحفر أنفاق للتهريب".