واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة ومخيم طولكرم، لليوم الثالث على التوالي، وخلفت دمار واسعا في البنية التحتية وممتلكات المواطنين.
وذكرت مراسلتنا، أن قوات الاحتلال قامت بعمليات تفجير داخل حارات المخيم وإحراق للشوادر، مما أدى إلى اشتعال النيران في عدد من منازل المواطنين واحتراقها في حارة السوالمة، وإصابة مواطنين بالاختناق.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني، بإصابة 8 مواطنين بالاختناق نتيجة الحرائق التي تسبب بها الاحتلال في المخيم، وتم تقديم الإسعافات لهم.
وأضافت مراسلتنا، أن جرافات الاحتلال واصلت تجريف وتخريب في البنية التحتية وممتلكات المواطنين في المخيم، ملحقة أضرارا ودمارا شاملا فيها، إذ لم يخلو شارع أو زقاق إلا وطاله التخريب.
ودفعت قوات الاحتلال بالمزيد من آلياتها الى المدينة ومخيمها، من جهة بوابة "نتسانعوز" غرب طولكرم، ونشرت القناصة داخل البنايات المرتفعة الكاشفة للمخيم، وسط استمرار تحليق طائرات الاستطلاع في سماء المنطقة على ارتفاع منخفض.
وداهمت قوات الاحتلال منازل المواطنين في حارة البلاونة، وقامت بتفتيشها وإخضاع سكانها للتحقيق والاستجواب.
وفي مدينة طولكرم، أغلقت جرافات الاحتلال طرقا وشوارعا مؤدية إلى مخيم طولكرم بالسواتر الترابية بعد تجريفها، وتحديدا شارع ديوان آل عواد، وشارع نابلس المحاذي لمدرسة زنوبيا، وشارع مسجد بلال بن رباح، إضافة إلى تجريف وتخريب في شارع ديوان الجلاد في الحي الشرقي وشارع المقبرة الغربية، والشارع المؤدي لمستشفى الشهيد ثابت، وتدمير لبسطات الخضار وممتلكات المواطنين واقتلاع للأشجار.
كما انتشرت آليات الاحتلال في شوارع المدينة وتمركزت في عدد منها، شملت شارع الحدادين وشارع المستشفى الحكومي، والحيين الشرقي والجنوبي ومفرق التربية والتعليم القديم وشارع دوار الجعرون المؤدي إلى ضاحية شويكة، وسط إطلاقها الأعيرة النارية بشكل عشوائي.
كما واصلت حصارها لمستشفيي الإسراء التخصصي والشهيد ثابت ثابت الحكومي، وأعاقت عمل مركبات الإسعاف وتفتيشها واستجواب طواقمها.
وأسفر هذا العدوان عن استشهاد ثلاثة شبان برصاص وقذائف الاحتلال أمس الثلاثاء، بينهم طفل وجميعهم من مخيم طولكرم، وهم محمد عبد الله محمد كنعان (15 عاما)، ورامي حاتم محمد عباس ونور حسن زايط، وقام الاحتلال باختطاف جثمانيهما.
ووصف رئيس اللجنة الشعبية لمخيم طولكرم فيصل سلامة، المخيم بالمنطقة المنكوبة بسبب عدوان الاحتلال المتكرر والحصار المشدد لليوم الثالث، إذ تدمر الاحتلال البنية التحتية وشبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، إضافة إلى أن التخريب طال المنازل والمنشآت، عدا عن الوضع الإنساني والنفسي للمرضى والأطفال والنساء وكبار السن.
وطالب بتوفير الحماية الدولية لأبناء وسكان المخيم، والعمل الفوري على وقف العدوان وحرب الإبادة والتهجير الممنهج والإرهاب المنظم.
وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال صباح اليوم، أربعة مواطنين من بلدتي بلعا شرق طولكرم وكفر جمال جنوبا بعد مداهمة منازلهم، وتفتيشها وتخريب محتوياتها.
وأفادت مصادر محلية باعتقال الشاب محمد جميل صقر من بلعا، ومصعب جمال الشيخ، وأحمد جمال الشيخ، وباهر أبو مصطفى من كفر جمال.
وواصلت قوات الاحتلال إغلاق بوابتي جسر جبارة عند المدخل الجنوبي للمدينة لليوم الثالث على التوالي، ومنعت المركبات من المرور، علما أن هذه الطريق تربط طولكرم بقرى الكفريات ومحافظة قلقيلية.
وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان فجر الأربعاء إلى 34 مواطنا، بينهم 19 في محافظة جنين، و8 في طولكرم، و4 في طوباس، و3 في الخليل، ما يرفع حصيلة الشهداء في الضفة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 685.