قالت هيئة شؤون الاسرى والمحررين، إن الأسرى المرضى في سجون الاحتلال يتعرضون لجريمة طبية ممنهجة هادفة الى قتلهم ببطء، و ازدادت حدتها منذ السابع من أكتوبر الماضي، فعلاوة على معاناتهم الجسدية والنفسية من المرض، فهم محاصرون بالجوع والعطش والحرمان من العلاج، الى جانب تعرضهم للتنكيل والتعذيب بشكل متعمد دون مراعاة لوضعهم الصحي واصاباتهم، بل أصبحوا محط تركيز واستهداف بصورة خاصة.
وهذا ما أكده محامي الهيئة بعد زيارته الأخيرة لما يسمى مستشفى الرملة، وبالتحديد عندما لم يتمكن من رؤية الأسير المريض معتصم رداد (42 عاما) من مدينة طولكرم، حيث اعتذر رداد عن لقاء المحامي لعدم مقدرته على الحركة ومغادرة السرير نظرا لصعوبة وضعه الصحي.
و يقول المحامي: ” آخر مرة قابلت فيها الأسير كانت بتاريخ 25/02/2024، في حين قامت ادارة السجون خلال هذه الفترة بنقل الأسير من سجن عوفر الى مستشفى الرملة، ومن مستشفى الرملة الى مستشفى مدني، ثم تم اعادته الى مستشفى الرملة مرة أخرى، وبكل مرة يتم عرقلة الزيارة دون إبداء اسباب، وبناء على ذلك قمت بتقديم شكوى لمدير سجن الرملة، بعدها سمح لي بزيارة الأسير، لكن للأسف لم أتمكن من رؤيته “.
وفيما يتعلق بوضع الأسير الصحي، فهو من أصعب الحالات المرضية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، اذ يعاني من التهابات خطيرة في الأمعاء، و نزيف دائما تسبب له في هبوط حاد في الدم، ويتعرض لحالات اغماء متواصلة، الى جانب ارتفاع في ضغط الدم و ضيق تنفس و عدم انتظام دقات القلب، اضافة الى آلام شديدة في الظهر و المفاصل .
ونظرا لما سبق، فرداد يتلقى ابرة شهرية، تتطلب نقله بشكل مستمر من سجن عوفر الى مستشفى الرملة، لكن الأسير أصبح يفضل التوقف عن العلاج بسبب ما يعانيه من آلام مضاعفة اثناء نقله بالبوسطة، وما يتعرض له من معاملة سيئة جدا من قبل قوات (الناحشون).
كما أن نقل الأسير بعد الحرب من مستشفى الرملة الى سجن عوفر، أدى الى تدهور خطير على صحته، فقد تم احتجازه في زنزانة تفتقد لأدنى مقومات الحياة الآدمية، وتم ايقاف العديد من الأدوية التي كان يتلقاها في عيادة الرملة، اضافة الى سوء الطعام وشح الملابس والاغطية، مما زاد من صعوبة الأمر، بالوقت ذاته رفضت ادارة سجن عوفر اعادته مباشرة الى عيادة الرملة، وانتظرت وصوله لمرحلة الخطر الشديد للقيام بذلك.