عادت الجبهة اللبنانية الجنوبية إلى الاشتعال، اليوم الجمعة، بعد تراجع محدود في حدة المواجهات قبل يوم واحد.
وسبق ذلك إطلالة أمين عام حزب الله حسن نصرالله الذي أكد “أن جبهة جنوب لبنان جبهة إسناد وجزء من المعركة التي تصنع مصير فلسطين ومصير لبنان ومصير المنطقة بعيدًا عن الحسابات الضيقة التي يغرق فيها بعض اللبنانيين”، مستهجناً تحدث هذا أو ذاك عن أن أغلبية الشعب اللبناني ترفض فتح جبهة الإسناد والدعم
لغزة، وقال “نحن نعتبر أننا أكبر قاعدة شعبية في لبنان وأكبر حزب في لبنان ولم نتحدث بهذا المنطق، وليس صحيحًا أن رفض الجبهة هو موقف أغلبية الشعب اللبناني”، مضيفاً “كل واحد يعرف حجمه.. ونحن أكبر حزب ولدينا أكثر أصوات تفضيلية وإذا أردنا قياس العدد يقولون رجعتوا للعد”.
وقال خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للعلامة الشيخ علي كوراني “إن جبهة الجنوب جبهة ضاغطة وقوية ومؤثرة على العدو الصهيوني، وقادة الكيان أتوا إلى الشمال ليفاخروا بإبعاد المقاومة إلى كيلومترات بعيدة وجاء الرد بعملية على قرب أمتار قليلة من الموقع ولو أرادوا الدخول إلى الموقع لدخلوا”. وأشار إلى “أننا نواصل العمل ومعنا هذه البيئة الوفية والصابرة”، مضيفًا “منذ 1948 هناك تحمل لأعباء وعدوان هذا الكيان وما زالت البيئة حاضنة ووفية ومخلصة وببركة صمودها كانت الانتصارات في أيار/مايو عام 2000 وتموز/يوليو 2006”.
وأوضح أن “لا ترسيم للحدود البرية في لبنان، وهناك تطبيق للحدود المرسمة، وهناك أماكن يحتلها العدو يجب أن يخرج منها”.
وحول ملف رئاسة الجمهورية في لبنان، لفت إلى “أن هناك من يقول إن سبب عرقلة الانتخابات الرئاسية هي جبهة إسناد غزة، وهذا غير صحيح، فقبل 7 تشرين الأول/أكتوبر لم تكن هناك جبهة والذي عطّل الانتخابات قبل بدء طوفان الأقصى هي الخلافات الداخلية والتدخل الخارجي الذي يقدّم نفسه بعنوان مساعد فيما البعض منه يضع فيتوات”.
وأكد أن “لا علاقة للمعركة في الجنوب وغزة بانتخابات الرئاسة في لبنان، ولا ربط بين الملفين، ونتائج معركة الجنوب أعلى وأكبر من المكاسب الداخلية والسياسية، كما كان التحرير في عام 2000 والانتصار في عام 2006”.
وختم بالقول “إن جبهة المقاومة أصبحت الآن أوسع من أي زمن مضى، وهذه الجبهة أفقها أفق مشرق ونحن أمام مستقبل واضح، وجبهة العدو باعتراف مسؤولين صهاينة يقولون “إننا نمر في حالة سيئة لم يمر مثلها منذ 79 عاماً”.
وفي الشأن الفلسطيني، لفت نصر الله إلى “أن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ومجانينه يستمرون في حرب الإبادة أمام صمت الدول والحكام، لكن بحمد الله هذه الجرائم توقظ العالم التي تدين العدوان والمجازر واعترافها بدولة فلسطين من بركات طوفان الأقصى”.
تزامناً، وبناء على توجيهات وزارة الخارجية، تقدمت بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك بشكوى أمام مجلس الأمن تتناول استهداف إسرائيل سيارة كان يستقلها مواطن لبناني، ما أدى إلى استشهاده وإصابة ثلاثة طلاب كانوا على متن حافلة مدرسية.