صرح مصدر فلسطيني سيادي كبير، أن ما يتم الترويج له حول تقديم طلب من شخصيات قيادية رسمية إلى دولة الاحتلال بعدم إطلاق سراح القائد مروان البرغوثي لا أساس له إطلاقا، وأن هذا الخبر مجر فبركات واهية وشعوذة من بعض وسائل الإعلام المشبوه.
وأكد المصدر أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، عملوا وما زالوا يعملون من أجل إطلاق سراح جميع الأسرى والأسيرات وعلى رأسهم مروان البرغوثي والرفيق أحمد سعدات والأسرى كافة.
وطالب المصدر الكبير وسائل الإعلام توخي الحذر بالتعاطي مع الأخبار المدسوسة التي تثير الفتن وتُحرف البوصلة عن الجهود المبذولة لوقف العدوان على شعبنا.
جاء ذلك، ردا على ما كشفه موقع "Middle East Eye" البريطاني الأحد 5 مايو/أيار 2024، عن أن مسؤولين كباراً في السلطة الفلسطينية قد طلبوا من "إسرائيل" وأمريكا استبعاد القيادي في حركة فتح، مروان البرغوثي، من أي صفقة تبادل محتملة للأسرى بين الاحتلال وحركة حماس.
وأضاف المصدر: "إن كبار قادة السلطة الفلسطينية يعتقدون أن إطلاق سراح البرغوثي سيهدد قيادة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس".
بحسب المصدر، فإن الولايات المتحدة، وهي أحد الوسطاء الثلاثة المشاركين في المفاوضات غير المباشرة لوقف إطلاق النار في غزة، وافقت على إزالة اسم البرغوثي من أي قوائم محتملة من المتوقع أن تقدمها حماس.
ويعد البرغوثي، الذي تعتقله "إسرائيل" منذ عام 2002، أحد أكثر شخصيات حركة فتح شعبية في الضفة الغربية وغزة، حيث أظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية مؤخراً أن البرغوثي (البالغ من العمر 64 عاماً) سيفوز بشكل حاسم ضد عباس البالغ من العمر 88 عاماً في أي انتخابات قد تجري مستقبلاً.
ويقضي البرغوثي حالياً حكما بالسجن المؤبد؛ بسبب مشاركته في أعمال مقاومة مسلحة ضد الاحتلال خلال الانتفاضة الثانية التي بدأت عام 2000.
بالإضافة إلى ذلك، أفاد البرغوثي أن الظروف في جناح العزل، والتي كان يعرفها بالفعل من ماضيه كسجين، قد ساءت. ووفقاً له، كانت نوافذ الزنازين مغلقة من الداخل والخارج، وكانت الغرفة مظلمة في معظم الأوقات، ما يجعل من الصعب حتى الذهاب إلى المرحاض.
ووفقاً لمنظمات حقوق الإنسان، فإن ما لا يقل عن 9500 فلسطيني محتجزون حالياً في السجون الإسرائيلية، في حين أن 5000 فلسطيني آخرين محتجزون في غزة، ويتم نقلهم إلى أماكن غير معلنة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، اتُّهمت سلطات السجون الإسرائيلية بتصعيد الإجراءات العقابية ضد الأسرى الفلسطينيين، بما في ذلك التعذيب والضرب والحرمان من الطعام، وقد استشهد ما لا يقل عن 10 فلسطينيين في أثناء الاحتجاز في ظل تلك الظروف.
حيث قدَّم البرغوثي التماساً في يناير/ كانون الأول 2024، إلى المحكمة عبر محاميه يطالب فيه بإبعاده عن جناح العزل الذي نُقِلَ إليه قبل شهر، مشيراً إلى أن الضباط قاموا بتقييد يديه وقدميه وأجبروه على المشي منحنياً، كما قام مدير السجن بعد ذلك بضربه وتهديده بقوله: "سأمزقك"، ومن هناك نقله إلى الزنزانة في سجن أيالون لمدة 5 أيام.
ويشن جيش الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، حرباً مدمرة على غزة، خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ما استدعى محاكمة "تل أبيب" أمام محكمة العدل الدولية بدعوى "إبادة جماعية".