تتزامن الذكرى السابعة بعد المئة لوعد بلفور المشؤوم مع حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال على قطاع غزة، مُوقعةً ما يزيد عن مئة وخمسين ألف شهيد وجريح، ومُتسببةً بدمار شبه كامل لقطاع غزة، ما أدى إلى تحويل أكثر من مليوني مواطن فلسطيني إلى نازحين ومشردين، باحثين عن النجاة بأرواحهم، وعن ما يُبقيهم على قيد الحياة من الطعام والماء.
هذا العدوان الإسرائيلي غير المسبوق في همجيته حاولت دولة الاحتلال تبريره بذريعة هجوم السابع من أكتوبر2023، في محاولة بائسة لترويج سردية أن الصراع بدأ منذ ذلك الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية في ذلك اليوم وليس قبل 76 عاماً. وقد تبنى الكثير من الدول المنافقة في العالم، لا سيما دول الاستعمار القديم، هذه السردية، متجاهلةً حقيقة القهر والظلم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني منذ قرابة قرن من الزمن، لا سيما أبناء قطاع غزة الذين يعيشون حياة من البؤس والمعاناة منذ سبعة عشر عاماً بسبب الحصار المطبق عليهم.
وتأتي ذكرى وعد بلفور لتذكر العالم أن الصراع بدأ في فلسطين بدأ منذ إعطاء هذا الوعد من قبل "من لا يملك إلى من لا يستحق"، تتويجاً للأطماع الاستعمارية التي أسست لإقامة كيان استعماري عنصري على أرض فلسطين، على حساب الشعب الفلسطيني وأرضه ووجوده.
القضية الفلسطينية جذر للصراع الإقليم
وقال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور سليمان أبو ستة، في حديثه لـ"ے"، بمناسبة الذكرى السنوية لوعد بلفور: إن القضية الفلسطينية عادت إلى جذورها الأساسية المتمثلة في الصراع المباشر مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار أبو ستة إلى أن الأثمان الباهظة التي يدفعها الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل ما وصفه بـ"حرب الإبادة الإجرامية" في غزة، أصبحت تسلط الضوء على استمرار القضية الفلسطينية كجذر للصراع الإقليمي، إذ لا يمكن تحقيق الأمن في هذه المنطقة الحيوية من دون وقف اعتداءات الاحتلال.
وأضاف أبو ستة: "إن الأحداث الأخيرة، التي بدأت في غزة في السابع من أكتوبر، تجاوزت حدود القطاع وانتقلت إلى لبنان، ما يُقرّب المنطقة من حرب إقليمية مفتوحة، قد تؤدي إلى تعطيل حركة الملاحة وتهدد مصالح حيوية للغرب مثل نقل النفط".
وأشار إلى أن هذه الأوضاع دفعت الولايات المتحدة إلى إعادة توجيه تركيزها نحو الشرق الأوسط على حساب ملفات دولية كبرى مثل قضيتي تايوان وأوكرانيا.
وأضاف: في ظل استمرار المجازر التي يرتكبها الاحتلال في غزة، لم تتمكن إسرائيل حتى الآن من حسم الصراع، بل وجدت نفسها في مواجهة حرب استنزاف طويلة، سواء في غزة أو لبنان، فقد خسرت، وفق تقديرات حديثة، عشرين جندياً في غزة، معظمهم من ألوية النخبة، إلى جانب ستين جندياً في مواجهات أُخرى.
الهدف تغيير البنية السياسية والجغرافية لقطاع غزة
وفي سياق آخر، لفت أبو ستة إلى التحديات الكبرى التي تواجه الشعب الفلسطيني حالياً، إذ يسعى الاحتلال إلى تغيير البنية السياسية والجغرافية لقطاع غزة، ما يتجلى في ظروف معيشية قاسية يواجهها المواطنون هناك.
وقال: "إن الشعب الفلسطيني، بالرغم من صموده، وعمليات المقاومة النوعية التي تنفذ بين الحين والآخر، لا يزال يعاني من نقص في الدعم الفعال لمواجهة الإبادة المستمرة".
وأوضح أن هذا الواقع يطرح تساؤلات حاسمة حول قدرة الفلسطينيين على الدفاع عن أنفسهم، خاصة إذا اتجهت حكومة الاحتلال، بقيادة التيارات اليمينية المتطرفة كسموتريتش وبن غفير، إلى توسيع دائرة العنف نحو الضفة والداخل.
كما أشار أبو ستة إلى أن ذكرى وعد بلفور تأتي هذا العام في ظل حالة من العجز العربي الرسمي في مواجهة الإبادة الجارية ضد الفلسطينيين، ما قد يشعل غضباً شعبياً عربياً، قد يتطور إلى حراك على غرار الربيع العربي.
المنطقة تتجه نحو حرب طويلة
وأضاف: "إن المؤشرات الحالية تدل على تصاعد الغضب الشعبي العربي تجاه هذه الأوضاع، كما شهدنا في احتجاجات محدودة في الأردن، ولكنها قد تكون مؤشراً لغضب أوسع قادم".
أما عن مآلات الصراع، فيرى أبو ستة أن المنطقة تتجه نحو حرب طويلة قد تمتد إلى الضفة الغربية والقدس والداخل الفلسطيني، نتيجة إصرار حكومة نتنياهو على "حسم الصراع" مع محور المقاومة. وقد صرح نتنياهو بأن هدفه هو "تغيير شكل المنطقة والقضاء على حماس"، وهو أمر يبدو صعب التحقق في ظل معطيات المواجهة الحالية.
وأكد أبو ستة ضرورة أن يسارع الفلسطينيون إلى استعادة قوتهم وتعزيز وحدتهم والانخراط في مواجهة شاملة مع الاحتلال، للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه عبر تعزيز الفعل المقاوم في كل مكان، لأن الأثمان المتزايدة سيدفعها الفلسطينيون في كل الأحوال، سواء بادروا للمواجهة أم ظلوا في خانة الانتظار.
التداعيات الكارثية لوعد بلفور
بدوره، أكد حاتم عبد القادر، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات، في تصريح لـ"ے"، أن "الذكرى الـ107 لوعد بلفور تعيد التذكير بـالتداعيات الكارثية التي لا تزال تؤثر على الشعب الفلسطيني".
وأشار عبد القادر إلى أن وعد بلفور، الذي منحت بريطانيا بموجبه الأرض الفلسطينية للحركة الصهيونية، يمثّل بداية النكبات التي تعرض لها الفلسطينيون، حيث شهدت الأجيال الفلسطينية المتعاقبة مآسي متواصلة من تهجير وقتل وتدمير.
وأوضح عبد القادر أن ما يواجهه الشعب الفلسطيني اليوم، في ظل حرب الإبادة الجماعية في غزة، يأتي بدعم وغطاء من الدول الغربية، وفي مقدمتها بريطانيا، التي يرى أنها تتحمل مسؤولية قانونية وتاريخية وأخلاقية عن المعاناة الفلسطينية المستمرة منذ أكثر من مئة عام.
وأضاف قائلاً: "وعد بلفور هو الحجر الأساس الذي مكّن إسرائيل من ارتكاب المجازر والانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته، وساهم في اقتلاعه من أرضه والقضاء على حقه بالوجود".
على بريطانيا الاعتراف بمسؤوليتها عن هذه "الجريمة التاريخية"
وطالب عبد القادر بريطانيا بالاعتراف الكامل بهذه "الجريمة التاريخية"، مشدداً على ضرورة اعتذارها للشعب الفلسطيني عما لحق به من أضرار مادية ومعنوية نتيجة هذا الوعد المشؤوم.
وأكد أن واجب بريطانيا يمتد أيضاً إلى دعم حقوق الفلسطينيين عبر الاعتراف بدولة فلسطين والعمل على استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة على أرضه.
وفي حديثه عن الظروف الكارثية التي يمر بها الفلسطينيون في الوقت الراهن، أشار عبد القادر إلى أن مرور 107 سنوات على وعد بلفور في ظل الأوضاع الراهنة لن يدفع الشعب الفلسطيني للتسليم أو رفع الراية البيضاء أمام الاحتلال الإسرائيلي.
وقال: "بالرغم من الأوقات العصيبة والتحديات الكبيرة، لدينا العزيمة والإرادة للتمسك بحقوقنا الوطنية المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس".
وشدد عبد القادر على أن الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية لن تثني الفلسطينيين عن مواصلة النضال لاستعادة كامل حقوقهم.
حرب إقليمية تقودها أمريكا وإسرائيل ضد العرب والمسلمين
من جهته، قال الخبير الاستراتيجي المصري د.رفعت سيد أحمد: إن هذه الذكرى تأتي في خضم حرب جديدة تحمل طابعاً مختلفاً في ضوء التصعيد الحالي في غزة.
وأضاف: إن هذه الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين تتجاوز كونها صراعاً محلياً، بل هي "حرب إقليمية" تقودها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد الشعوب العربية والدول الإسلامية.
وأوضح أن الصراع اليوم لا يقتصر على المواجهة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بل إن الولايات المتحدة هي الطرف الرئيسي في هذه الحرب، حيث تمارس الضغوط وتستخدم تقنياتها الحديثة لضرب المقاومة اللبنانية والفلسطينية، وتحديدًا عبر استهداف مواقع حزب الله وقياداته. في نظره، إن هذه "الجولة أمريكية عربية" وليست مواجهة إسرائيلية عربية فحسب.
وأشار إلى أن العالم يشهد فاشية جديدة تقودها إسرائيل، حيث تُفرض خيارات صعبة على الشعب الفلسطيني: "إما أن يعيش مذلولاً، أو مُهجراً، أو مقتولاً". كما عبّر عن قلقه من الانهيار الشامل للنظام العالمي، معتبراً أن هذا النظام أصبح منحازاً بالكامل لصالح إسرائيل بفضل التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من ذلك، يرى أحمد بصيصاً من الأمل في المستقبل. فهو يؤكد أن المقاومة ما زالت صامدة، وأنها ستنتصر إذا استطاعت منع إسرائيل من تحقيق أهدافها الاستراتيجية، مثل التهجير والتقسيم.
كما يرى في استمرار حزب الله، بالرغم من الضربات التي تعرض لها، انتصاراً للمقاومة ككل، إلى جانب استمرار الشعب الفلسطيني في مقاومته التي أدخلت الإسرائيليين إلى الملاجئ.
ودعا أحمد الشعوب العربية وجيوشها إلى التحرك لدعم الفلسطينيين، مؤكداً أن الصبر والثبات هما مفتاح النصر المقبل، وأن الفشل في تحقيق الأهداف الإسرائيلية يُعد هزيمة بحد ذاته.
النظام الدولي العالمي مختل المعايير منذ البداية
ويرى المؤرخ وأستاذ العلوم السياسية البروفيسور صالح عبد الجواد أن المشكلة هي أن النظام الدولي العالمي مختل المعايير منذ البداية، ولم تكن في أي فترة على الإطلاق سيادة لقيم العدل والديمقراطية في العالم.
وأشار إلى أن "الإعلام الموجه، الذي تمتلك ناصيته الرأسمالية الغربية الاستعمارية، نجح في التأثير علينا وخداعنا بأن هناك نوعاً من العدل".
وأكد عبد الجواد أن وعد بلفور نفسه والذي صدر قبل 107 أعوام هو دليل على انعدام العدل في الماضي، إذ إن بريطانيا، الدولة التي لا تملك أي حق في فلسطين، وهبت فلسطين لليهود دون حق.
وأشار إلى أن ما حدث في الماضي من ظلم تاريخي يتكرر اليوم وإن كان بشكل أفظع، نتيجة أن النظام العالمي بعد العام 1990 أصبح أُحادي القطبية.
وشدد على أن "ما يحدث اليوم من دعم أمريكي ودولي لإسرائيل لا يتعلق فقط بالمصالح السياسية، وإنما في نجاح إسرائيل، من وجهة نظره، في اختراق العالم والتأثير على قيادات الكثير من الدول بما في ذلك للأسف الشديد دولة عظمى مثل الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا أو ألمانيا".
وأكد عبد الجواد أن الأمل الحقيقي أن يقوم جزء من النظام الدولي الذي هو الآن في طور التشكل بالاستجابة لمعاناة الشعب الفلسطيني، مشدداً على ضرورة الاعتماد على الجهود الذاتية للشعب الفلسطيني، وهو ما يحدث عملياً.
تشكيل المصالح الاقتصادية وتوزيع النفوذ
بدوره، قال جودت مناع، منسق الحملة الدولية للدفاع عن القدس: كانت لوعد بلفور تداعيات بدأت بشن قوات الاستعمار البريطاني حملة اعتقالات واسعة بين الشعب الفلسطينيي، وفرض حظر على اقتنائهم السلاح، ومن الطبيعي أن يبادر الشعب الفلسطيني بمقاومة الجيش البريطاني للدفاع عن الوطن.
وأوضح أن الوعد لم يصدر صدفة، بل سبقته أحداث تركت بصمات على الدول الأوروبية نتيجة تشكيل المصالح الاقتصادية، وتوزيع النفوذ للدول الرئيسية في أنحاء العالم.
وقال: "في خضم الصراع على النفوذ بين الدول الأوروبية أطلت الحركة الصهيونية بممارسات انصبت في ألمانيا، وكان لها أثر على طبيعة الحياة الألمانية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وصار لليهود نفوذ دفع باتجاه تعاظم المناهضة لليهود التي امتدت إلى دول أوروبية حيث عاشت ألمانيا أحداثاً مُريبة استبقت الحرب العالمية الثانية، وعلى إثرها وقعت (الهولوكوست).
وأشار إلى أنه "لا يمكن الفصل بين الأطماع الصهيونية والرغبات البريطانية والأوربية في التخلص من اليهود ونقلهم للاستيطان في فلسطين، وسوف تظل هذه الشراكة عنصراً مهماً في عملية توطين اليهود واحتلال فلسطين من النهر إلى البحر بعد عدوان الخامس من حزيران".
وذكر مناع أنه "مع مرور الزمن استنهض الشعب الفلسطيني قواه، فقادت منظمة التحرير الفلسطينية نضاله المشروع، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة التي أقرت وجوب قيام دولة فلسطينية على جزء من أرض فلسطين، تزامناً مع قرار التقسيم".
مقاومة تُوّجت بمعركة طوفان الأقصى
وأكد مناع أن الاعتداءات المستمرة على المصلين واقتحامات المسجد الأقصى المبارك والاعتداءات اليومية على المقدسات الإسلامية والمسيحية لم تترك مجالاً لدى الشعب الفلسطيني فأعد العدة للدفاع عن وطنه، وتُوجت هذه المقاومة بمعركة طوفان الأقصى، وقاد ذلك إلى حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني بعد حملة دعائية مغرضة مضمونها الكذب لتبرير شن أوسع حرب على الشعب الفلسطيني.
وبينما تستمر حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، يرى مناع تعاظم عدد الضحايا الفلسطينيين ونتج عنها تدمير قطاع غزة، وتهجير مواطنيه إلى أماكن بلا مأوى بعد حظر الماء والنفظ والغذاء والدواء عن مليوني فلسطيني ونصف المليون.
وأوضح أن "الحرب كشفت غياب الأخلاق السياسية لحلفاء تل أبيب الذين زوّدوا جيش الاحتلال بكميات أسلحة ضخمة أدت إلى تدمير غير مسبوق وسقوط عدد كبير من الضحايا لم يسبقه مثيل".
وقا: بالرغم من تلاعب الرئيس الأمريكي بايدن في الكلمات ليظهر عواطف مخادعة عند تظاهره بالضغط على إسرائيل بأن تسمح بعبور المواد التموينية لمواطني القطاع وأن لا تقصف الأماكن المأهولة بالسكان، وهو ما لم يحصل، بل العكس صحيح.
كما انتقد مناع مواقف بعض الدول الأوروبية، مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، التي دعمت العدوان الإسرائيلي واعتبرته دفاعاً عن النفس، متجاهلة حقيقة أن هذه الأراضي محتلة وأن ما تدّعيه إسرائيل هو افتراء على الشعب الفلسطيني.
ورأى أن هذا التراجع الأخلاقي الغربي سبق تجربته في النزاع الأوكراني-الروسي، حيث فرضت الدول الأوروبية العقوبات على روسيا، مهددةً بذلك استقرار منطقة الشرق الأوسط.
وأشار مناع إلى أن التحالفات الجديدة التي تقودها روسيا بالتعاون مع الصين وإيران وتركيا ودول "بريكس" سيقود إلى تغيير حتمي في إدارة الصراعات الدولية، وسيعيد تقسيم النفوذ بين القوى المتعاظمة في عالمنا المعاصر.
الوعد المشؤوم يُلقي بظلاله الثقيلة على الشعب الفلسطيني
من جهته، أكد الكاتب وعضو المجلس الوطني د. عبد الرحيم جاموس أن هذا الوعد المشؤوم، الذي منح بموجبه وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور أرض فلسطين للحركة الصهيونية، ما زال يُلقي بظلاله الثقيلة على الشعب الفلسطيني، الذي يواجه اليوم أسوأ عدوان منذ النكبة الكبرى، خاصة في قطاع غزة.
ووصف جاموس ما يواجهه الفلسطينيون اليوم بجرائم إبادة وتطهير عرقي تُرتكب بمرأى ومسمع العالم الذي يعجز عن فرض وقف إطلاق النار أو إنهاء العدوان.
وأضاف جاموس: "إن سياسة بريطانيا وأمريكا الاستعمارية قديمة ومتجددة، فهي بدأت بوعد بلفور عام 1917، واستمرت في مواقف لاحقة تدعم التفوق الإسرائيلي في المنطقة، مروراً برؤساء أمريكيين كدونالد ترامب وجو بايدن".
واعتبر جاموس أن الاستعمار البريطاني ثم الأمريكي يمثل نهجاً ثابتاً يتغير في أساليبه بينما تبقى أهدافه واحدة، وهي تدمير الحقوق الفلسطينية.
وأشار جاموس إلى أن وعد بلفور كان بمثابة وعد من "لا يملك لمن لا يستحق"، مهد لتأسيس المستعمرة الإسرائيلية التي تمثل آخر احتلال استعماري مدعوم من بريطانيا وأمريكا.
الولايات المتحدة تكمل النهج الاستعماري
واضاف: "إن بريطانيا لا تعتذر عن فعلتها، بل تفتخر به وتحتفي بذكرى وعد بلفور سنوياً. كذلك تتولى الولايات المتحدة اليوم تكملة هذا النهج الاستعماري من خلال دعم إسرائيل بلا حدود، متحدية بذلك أبسط مبادئ القانون الدولي".
وطالب جاموس بريطانيا بالاعتذار الرسمي للشعب الفلسطيني عن الجرائم التاريخية التي نتجت عن وعد بلفور، والعمل على دعم حقوق الفلسطينيين بالعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة.
كما شدد على ضرورة تقديم شكاوى قانونية ضد بريطانيا وإسرائيل لمحاسبتهما على الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، داعياً لرفع القضايا في المحافل القضائية الدولية والمطالبة بحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بجميع الوسائل الممكنة.
وأكد جاموس أن الشعب الفلسطيني، بصموده ومقاومته، لن يتخلى عن حقوقه المشروعة، وأنه سيظل يطالب بالعدالة والحرية، متوكلاً على عدالة قضيته وسعيه الدؤوب لاستعادة حقوقه المسلوبة.