استشهد عشرات الجرحى جراء القصف الإسرائيلي على محيط “مجمع الشفاء الطبي” لعجز طواقم الإسعاف عن الوصول إليهم، بحسب شهود عيان.
واعتقل الجيش الإسرائيلي عشرات من سكان المنازل المحاذية لمستشفى الشفاء بينهم سيدة مسنة تتجاوز 94 عاما.
وأفاد شهود عيان باستشهاد 3 مرضى في “مستشفى الشفاء” غرب غزة بسبب حصاره من الجيش الإسرائيلي ومنع وصول الأدوية إليه.
وأضافوا أن قوات الاحتلال دمرت وحرقت عشرات المنازل في محيط المجمع.
وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أعلن أنه تلقى إفادات مروعة عن موت بطيء يواجهه عشرات المرضى والجرحى الفلسطينيين في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة الذي يتعرض لعملية عسكرية شاملة من الجيش الإسرائيلي.
وأظهرت الإفادات احتجاز قوات الجيش جميع الأطباء والممرضين في مكان مجهول داخل مجمع الشفاء ومنعهم من ممارسة عملهم، في وقت تُرك المرضى والجرحى دون أي رعاية صحية أو أدوية، ما أدى إلى وفاة ثلاثة منهم على الأقل.
وحذر الأورومتوسطي من أن الجيش الإسرائيلي حول مجمع الشفاء إلى مقتلة علنية وسط عمليات إعدام ميداني، وفرض أحكاما بالموت البطيء على المرضى والجرحى بداخله، سواء بمنع أي رعاية طبية وأدوية عنهم أو بتجويعهم وتعطيشهم.
وذكر الأورومتوسطي أن “الجرائم الإسرائيلية المستمرة داخل مجمع الشفاء الطبي أدت إلى مقتل 200 فلسطيني على الأقل حتى وقت صدور البيان (الخميس)، العديد منهم تعرضوا لعمليات قتل عمد وإعدام خارج نطاق القانون والقضاء بعد اعتقالهم، وذلك على بوابة للفحص الإلكتروني أقامها الجيش وخلف مشرحة المجمع (ثلاجات الموتى)”.
وتلقى الأورومتوسطي إفادات بإجلاء القوات الإسرائيلية عشرات المرضى من بعض المباني في مجمع الشفاء، فيما لم تُجل بعض الحالات الصعبة وكبار السن ممن يهدد الموت مصيرهم، وسط مخاوف من أن المجمع بأكمله قد يتم قصفه على إثر تفجير مبنى الجراحات في المجمع الذي كان مكونًا من عدة طوابق وتم نسفه بالكامل، إلى جانب إحراق مبان ومنازل محيطة بالمجمع.
والأربعاء، طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف المذبحة المستمرة التي يقترفها الجيش الإسرائيلي في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه في غزة.
ووثق المرصد الأورومتوسطي شهادات لمحتجزين مفرج عنهم وشهود عيان تفيد بتنفيذ قوات الجيش الإسرائيلي جرائم قتل وإعدامات غير قانونية بحق مدنيين فلسطينيين نازحين داخل مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، في إطار عملياته العسكرية المستمرة في المجمع لليوم الثالث على التوالي.
وأبرز الأورومتوسطي شهادة “م. خ” (طلب عدم الإفصاح عن هويته)، الذي احتجز لأكثر من تسع ساعات قبل إخلاء سبيله، والذي أكد أن الجنود كانوا يقتادون محتجزين خلف منطقة ثلاجات الموتى في المستشفى، قبل أن تُسمع أصوات أعيرة نارية ويعود الجنود دون المحتجزين.
وقال: “احتجزني الجنود وقيدوا يدي في ساحة المستشفى بعد تعريتي لأكثر من تسع ساعات. خلالها لاحظت تقريبا في أربع مرات أن الجنود اقتادوا مجموعات من المعتقلين أقلها ثلاثة أشخاص وأكثرها عشرة أشخاص، باتجاه مباني المشفى، خصوصًا جهة مبنى الثلاجات الذي كانت توضع به الجثامين سابقًا، وكانت تسمع أصوات أعيرة نارية (طلقان طلقان) ومن ثم يعود الجنود دونهم، ليأخذوا مجموعة جديدة إلى تلك المنطقة”.