كشفت صحيفة "Wall Street Journal" الأمريكية، الثلاثاء 27 فبراير/شباط 2024، عن اتفاق بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والاحتلال الإسرائيلي بوساطة أممية، يسمح بإشراف عناصر من الشرطة في قطاع غزة على دخول المساعدات إلى غزة، لكن بشروط.
إذ يواجه مئات آلاف المدنيين الفلسطينيين في غزة، وخاصة في شمال القطاع، خطر الجوع والعطش، ولا سيما الأطفال، حيث تتواصل الحرب الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي تسببت في استشهاد نحو 30 ألف فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال.
الصحيفة الأمريكية أشارت إلى انخفاض ملحوظ في كمية المساعدات الإنسانية المقدمة إلى قطاع غزة في الأسابيع الأخيرة، بسبب هجمات الاحتلال الإسرائيلي ضد عناصر الشرطة في قطاع غزة.
تفاصيل الاتفاق بين حماس والاحتلال
كما أضافت أنه في غضون ذلك، ناقش المسؤولون في واشنطن والقاهرة حلاً محتملاً للمسألة، والذي بموجبه سيعمل أفراد الشرطة دون الزي الرسمي، فيما سيكتفي أفراد الشرطة بحمل الهراوات، مقابل وعد بأن الاحتلال الإسرائيلي لن يلحق بهم أي ضرر، حسب ما أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال".
وبينما ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن حماس والاحتلال لم يوافقا على هذا المقترح، أكدت مصادر فلسطينية لـ"عربي بوست" أنه تم فعلاً الاتفاق على المقترح الذي توسط فيه المبعوث الأممي منسق الأونروا جيمي ماكغولدريك، المكلف بالمساعدات الإنسانية.
كما أضاف المصدر أن حماس اشترطت الحصول على موافقة مكتوبة من المسؤولين في الاحتلال تؤكد أنهم لن يتعرضوا لعناصر الشرطة في قطاع غزة أثناء تأمينهم دخول المساعدات إلى غزة، وهو ما تم فعلاً، حيث أرسلت وزارة دفاع الاحتلال وثيقة رسمية بشأن ذلك.
تجدر الإشارة إلى أنه بعد سلسلة من الاغتيالات ضد ضباط الشرطة في قطاع غزة، وخاصة في رفح، تخلى العديد من رجال الشرطة عن مهمتهم على جانب غزة من معبر كرم أبو سالم، ولا يقومون بتأمين دخول المساعدات إلى غزة.
الاحتلال منع دخول المساعدات إلى غزة/ رويترز
كما قال منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة جيمي ماكغولدريك: "تم إطلاق النار على السائقين، وهوجموا بالفؤوس والسكاكين، وتم تحطيم نوافذهم". وقال مسؤولون إنسانيون إن الشرطة توقفت أيضاً عن تأمين قوافل المساعدات.
من جهته، قال ديفيد سترافيلد، المبعوث الخاص لإدارة بايدن للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة: "مع رحيل مرافقة الشرطة، سيكون من المستحيل تقريباً على الأمم المتحدة أو أي شخص آخر إيصال المساعدات إلى غزة بسبب العصابات الإجرامية". وأضاف أن هذا يغذي حلقة مفرغة تعزز النشاط الإجرامي في القطاع.
وفقاً لمبعوث بايدن، قُتل مؤخراً ما لا يقل عن 9 من ضباط الشرطة في قطاع غزة الذين شاركوا في حماية القوافل ودخول المساعدات إلى غزة، بما في ذلك قائد كبير.
كما قال ماكغولدريك: "العديد من هذه الشاحنات، حتى قبل أن تصل إلى 200 متر، يتم إيقافها بواسطة السيارات، ثم تتم مهاجمتها وسرقتها". وأضاف: "إذا حالفنا الحظ فإن بعض الشحنات تصل إلى وجهتها في المستودعات".
منع دخول المساعدات إلى غزة
الأسبوع الماضي، قال مدير الإعلام الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، إن سكان القطاع دخلوا مرحلة المجاعة، حيث إنه منذ 10 أيام وحتى الآن لم تدخل إلى كل القطاع سوى 9 شاحنات مساعدات، بينما تحذر منظمات من أن تتسبب المجاعة في قطاع غزة بوفيات.
كما أشار المسؤول الحكومي في تصريحات نقلتها وسائل إعلام فلسطينية، إلى أن 700 ألف شخص على الأقل يعانون مجاعةً قد تؤدي إلى وفاتهم، بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي منع إيصال المساعدات إلى كل مناطق القطاع، خاصةً في الشمال، الذي يعيش وضعاً مأساوياً.
حيث أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الثلاثاء 20 فبراير/شباط، أن إسرائيل لم تسمح بأكثر من نصف المساعدات المقررة هذا العام إلى شمالي قطاع غزة. وفق ما جاء في منشور عبر حسابها على منصة "إكس"، حول منع أنشطة الإغاثة لقطاع غزة المحاصر من قِبل إسرائيل.
كما قالت المنظمة: "السلطات الإسرائيلية منعت منذ مطلع العام الحالي وحتى الآن 51% من المهمات التي خططت لها الأونروا وشركاؤها في المجال الإنساني، لتقديم المساعدات وإجراء التقييمات لمناطق شمالي غزة".
فيما أكدت الأونروا أن المجاعة في قطاع غزة، وصلت إلى حالة حرجة للغاية. وفي 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أعلنت "الأونروا"، أن السكان في شمال قطاع غزة أصبحوا "على حافة المجاعة".
إذ تظاهر عشرات الفلسطينيين في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، مساء الثلاثاء، للمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على القطاع ودخول المساعدات إلى غزة.
جاب المتظاهرون الغاضبون شوارع مخيم جباليا، وأطلقوا هتافات تطالب بوقف الحرب وإدخال المساعدات للقطاع، منها "بدنا ناكل"، و"بدنا نعيش"، و"الشعب يريد كيس طحين".
كما قرع الفلسطينيون أواني وطناجر فارغة، في إشارة إلى شحّ الطعام والمياه في القطاع، نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وانتشار المجاعة في قطاع غزة.