توعّدت جماعة الحوثي اليمنية، بـ"توسيع عملياتها ضد إسرائيل حال تصعيدها الحرب في مدينة رفح (جنوبا) وفي غزة ككل".
جاء ذلك في منشور لعضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين محمد علي الحوثي، نشره عبر منصة "إكس" في وقت متأخر من مساء السبت، في ظل حديث المسؤولين الإسرائيليين وبينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشكل متواصل عن الاستعداد لتنفيذ عملية عسكرية برية بمدينة رفح رغم التحذيرات الدولية من خطورة العملية على حياة مئات آلاف الفلسطينيين الذين نزحوا من شمالي غزة تحت وطأة حرب "إبادة" غير مسبوقة في القطاع.
وكتب الحوثي: "نقول للكيان الإسرائيلي إن أي تصعيد في رفح أو غزة فلتعلموا أن مسارنا التصعيد، وطالما تفاقمت المأساة الإنسانية في غزة، واستمر الظلم، والقتل الجماعي للأهالي في غزة، فستتسع العمليات وفق المعطيات الميدانية".
وأكد الحوثي على أن العمليات "مستمرة طالما استمرّ العدوان والحصار على غزة، حتى إيصال الغذاء والدواء والاحتياجات الإنسانية إلى كل أنحاء القطاع، ووقف الجرائم الرهيبة والشنيعة، وجرائم الإبادة الجماعية لسكان غزة".
والجمعة، أعلنت إسرائيل رسميًا عن الاستعداد للعملية في رفح، و"أمر (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية بتقديم خطة مزدوجة إلى الحكومة لإجلاء السكان وتدمير كتائب حماس"، وفق تعبير مكتبه.
وبحسب هيئة البث الرسمية، "أبلغت إسرائيل عددا من دول المنطقة والولايات المتحدة أنها تستعد لنشاط عسكري في منطقة رفح".
وتشير تقديرات دولية إلى وجود ما بين 1.2 إلى 1.4 مليون فلسطيني في رفح بعد أن أجبر الجيش الإسرائيلي منذ بداية توغّله البري في القطاع في 27 أكتوبر، مئات آلاف الفلسطينيين شمالا على النزوح إلى الجنوب مدّعيًا أنه "منطقة آمنة" وهو ما ثبت عدم صحّته مع سقوط آلاف القتلى والجرحى في الجنوب بينهم نازحون.
وحتى السبت، وصلت العملية البرية إلى خانيونس ولم تمتد إلى رفح وإن كان الجيش الإسرائيلي نفذ غارات جوية وقصفا مدفعيًا واسعا على مواقع في رفح منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي.
وإثر الفظائع المرتكبة بالقطاع تواجه إسرائيل اتهامات بارتكاب "إبادة جماعية" أمام محكمة العدل الدولية، للمرة الأولى في تاريخها، ما قوبل بترحيب إقليمي وعالمي لوضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب، فيما واجه ذلك معارضة أمريكية.
وتضامنا مع غزة التي تواجه حربا إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي، استهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر، عاقدين العزم لمواصلة عملياتهم حتى إنهاء الحرب على القطاع.
ومنذ مطلع العام 2024، يشن التحالف الذي تقوده واشنطن غارات يقول إنها تستهدف "مواقع للحوثيين" في مناطق مختلفة من اليمن، ردا على هجماتها في البحر الأحمر، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر.
ومع تدخل واشنطن ولندن واتخاذ التوترات منحى تصعيديا لافتا في يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت الحوثي أنها باتت تعتبر كافة السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.