أعلنت قطر أن الهدنة في قطاع غزة ستبدأ الجمعة الساعة 7 صباحا بالتوقيت المحلي، مع الشروع في الإفراج عن القوائم الأولى من الأسرى والسجناء من الطرفين، ووقف الأعمال “العدائية” لمدة 4 أيام.
وكشف الدكتور ماجد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة القطرية الدوحة، أن الوسطاء استكملوا كافة الاتصالات مع جميع الأطراف وتم تسليم قوائم بأسماء من سيفرج عنهم.
وتحدث الأنصاري عن تفاصيل أولية تتعلق بآليات تنفيذ الاتفاق الذي رعته قطر بمشاركة مصرية أمريكية بين حماس وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، دون أن يفصح عن كافة التفاصيل. وقال الأنصاري: “نتوقع من الطرفين الالتزام ببنود الاتفاق وننظر بإيجابية عالية إلى ذلك”.
وعبرت قطر عن أملها في التزام الجميع بالاتفاق، واحترام تفاصيل، وأكدت على أهمية استكمال المسار الحالي بهدنة دائمة وسلام دائم. ولم يكشف المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية عن معلومات فنية خاصة بتسليم الأسرى والسجناء، مع التأكيد أن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، تسلما أسماء 13 من الأشخاص الذين سيشملهم الاتفاق في يومه الأول وهم من النساء والأطفال.
وقال الأنصاري إن الصليب الأحمر والهلال الأحمر سيكونان جزءاً كاملاً من عملية تسليم الرهائن. وكشف المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية أن الفريق المعني بالتفاوض والوساطة قام بجهد جبار منذ بداية عملية طوفان الأقصى، ولم يتوقف من لحظتها من دون توقف حتى تحقيق هذا الاتفاق الأولي الذي ترغب الدوحة أن يكون أشمل.
وأضاف الأنصاري أن المساعدات ستتدفق على قطاع غزة، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي من الجهد الذي قامت به قطر هو دعم سكان غزة المحاصرين، وإيصال أكبر قدر ممكن من المساعدات. وأضاف أنه سيتم لاحقاً الكشف عن تفاصيل متعلقة بكميات المساعدات التي تدخل القطاع. وتوجه الأنصاري بالتحية للصحافيين الفلسطينيين الذين قال إنهم ينقلون الحقائق من داخل قطاع غزة، ووصف عملهم بالبطولي.
وأعلن الأنصاري عن انتهاء الاتصالات للتو مع جميع الأطراف في إطار الوساطة مع الشركاء الإقليميين والدوليين بشأن الهدنة في غزة .
وتناول الأنصاري تفاصيل المحادثات، موضحا أنه تم استلام قوائم المدنيين الذين سيتم الإفراج عنهم من الجانبين “بعد اتصالات مكثفة تم تسليم القائمة الخاصة بالمدنيين الذين سيتم الإفراج عنهم من غزة إلى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد”.
من جهتها، قالت الحركة في بيان إن الهدنة “تسري لمدة 4 أيام تبدأ من صباح يوم الجمعة، يرافقها وقف جميع الأعمال العسكرية” من الجانبين. وسيتم خلال هذه الفترة “الإفراج عن 50 أسيراً صهيونياً من النساء والأطفال دون الـ 19 عاماً” وبالمقابل يفرج مقابل كل واحد منهم عن “3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال”.
و أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) في بيان إن التهدئة ستسري لمدة 4 أيام “يرافقها وقف جميع الأعمال العسكرية من كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية وكذلك جيش الاحتلال الإسرائيلي طوال فترة التهدئة.
وذكرت القسام أنه سيتم توقف الطيران المعادي عن التحليق بشكل كامل في جنوب قطاع غزة، وفي مدينة غزة والشمال لمدة 6 ساعات يوميا من الساعة 1000 صباحا وحتى 1600 مساء.
وأفادت بأنه سيتم الإفراج عن ثلاثة أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال مقابل كل أسير إسرائيلي واحد، على أن يتم خلال الأربعة أيام الإفراج عن 50 أسيرا إسرائيليا من النساء والأطفال دون الــ19 عاما.
كما أكدت أنه سيتم يوميا إدخال 200 شاحنة من المواد الإغاثية والطبية لكافة مناطق قطاع غزة و4 شاحنات وقود وكذلك غاز الطهي لكافة مناطق قطاع غزة.
وأكدت قطر أن الهدنة التي تم التوصل إليها بين حماس وسلطات الاحتلال الإسرائيلي تسهم في حقن دماء الفلسطينيين، وتسهم في إدخال المساعدات الضرورية للقطاع، وتؤسس لاتفاق شامل ومستدام يوقف آلة الحرب.
وشدد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري على أهمية الهدنة و”التأسيس لاتفاق شامل مستدام يوقف آلة الحرب ونزيف الدماء ويفضي إلى محادثات جادة لعملية سلام شامل وعادل وفقاً لقرارات الشرعية الدولية”. وتوجه وزير الخارجية القطري بالشكر للشركاء الذين ساهموا في التوصل لاتفاق الهدنة الإنسانية وتحديداً مصر والولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد الدكتور محمد الخليفي وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية على أهمية الاتفاق الذي ساهمت فيه الدوحة والقاهرة وواشنطن وأبرز إيجابياته في تصريح نشره على صفحته الرسمية في موقع “إكس”، (تويتر سابقاً). وقال محمد الخليفي أن دولة قطر كرست جهودها منذ اندلاع الحرب في غزة في مجال الوساطة سعياً لتحقيق هدنة إنسانية تساهم في حقن دماء الأشقاء الفلسطينيين. وأضاف أن ما أنجزته الدبلوماسية القطرية اليوم خطوة مهمة تهدف إلى إدخال المساعدات الإنسانية الضرورية وإطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
وشددت قطر على أولوية إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة وإنقاذ سكان القطاع من الوضع الذي يعيشونه، وسرعة تقديم الدعم اللازم للفلسطينيين الذين يواجهون أحلك الظروف والأوضاع في ظل تصعيد العدوان الإسرائيلي.