رام الله الإخباري
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، للمرة الثانية في غضون 24 ساعة في حين شنت طائرات الاحتلال الحربية، ومدفعيته، فجر اليوم الخميس، سلسلة غارات على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، والمناطق الشمالية لمدينة غزة ومحيط المستشفى الإندونيسي، بالتزامن مع إطلاق القنابل الضوئية.
وأفادت مصادر محلية بأن جرافات الاحتلال وآلياته اقتحمت مجمع الشفاء من مدخله الجنوبي، وتم تجريفه بشكل كامل وتوسيعه، وتدمير كافة المركبات المتواجدة في الساحة.
وأضافت أن قوات الاحتلال اقتحمت المجمع، أيضاً، من المدخل الشمالي، وداهمت القبو وقسم الأشعة، حيث تم تحطيم أجهزة الرنين والأشعة، إضافة إلى استجواب بعض النازحين المتواجدين في المكان، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال خرجت من المبنى بعد احتجاز أربعة مواطنين اعتقلت منهم اثنين، لم يتم معرفة مصيرهم، في الوقت الذي تواصل فيه حصار المجمع بالدبابات لليوم السابع على التوالي.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت المجمع، فجر الأربعاء، وداهمت مبنى الجراحة الجديد ومبنى الطوارئ اللذين يتواجد فيهما المرضى والطواقم الطبية، وقامت بتفتيش المباني داخل المجمع، إضافة إلى الأقسام.
وأفادت مصادر طبية، بأن جيش الاحتلال وضع كاميرات تعرّف على الوجه وبوابات إلكترونية بساحة المستشفى، وأجبر نازحين على خلع ملابسهم، واحتجزهم، وأخضع الأطباء والمرضى والنازحين لعمليات تحقيق ميدانية، كما اعتقلت عددا من النازحين وذوي الشهداء والجرحى المتواجدين داخل المجمع، قبل أن تنسحب منه.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال قصفت منزلين في مخيم النصيرات، ما أدى لاستشهاد وإصابة العديد من المواطنين.
وأضافت أن غارات كثيفة تشنها طائرات الاحتلال في بيت لاهيا ومحيط المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، بالتزامن مع إطلاق القنابل الضوئية.
وتواصل مدفعية الاحتلال قصف مناطق متفرقة من أحياء مدينة غزة، خاصة حي الرمال، في ظل محاصرتها المدينة ومنع حركة المواطنين ومركبات الإسعاف.
وقصفت آلة الحرب الإسرائيلية محيط محطة الوسطى للبترول التي تضم عشرات النازحين، ما أدى لاستشهاد وإصابة العديد من المواطنين.
ومجمع الشفاء الطبي تابع لوزارة الصحة الفلسطينية، ويعد أكبر مؤسسة صحية تقدم خدمات طبية في قطاع غزة، تأسس عام 1946، في عهد الانتداب البريطاني في مدينة غزة، وكان في شكله الأولي أكشاكا صغيرة تقدم خدمات الرعاية الطبية إلى المرضى، وتطور مع الوقت فأصبح أكبر مجمع طبي في القطاع، ويعمل فيه 25% من العاملين في المستشفيات بقطاع غزة كله.
يضم المجمع، ثلاثة مستشفيات متخصصة، وهي: مستشفى الجراحة، ومستشفى الأمراض الباطنية، ومستشفى النساء والتوليد، مع قسم حضانة للأطفال الخدج، إضافة إلى قسم الطوارئ ووحدة العناية المركزة والأشعة وبنك الدم والتخطيط، ويحتوي على 500-700 سرير.
آخر ما تبقى لغزة من مشافيها.. “المعمداني” عاجز عن العمليات
وقال مسؤول في المستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة إن الطواقم الطبية في المستشفى أصبحت عاجزة عن إجراء العمليات الجراحية لمعظم المرضى، جراء نقص المستلزمات وقلة الإمكانيات.
وقال أحمد اللوح مدير إدارة العمليات والطوارئ في الخدمات الطبية في المستشفى إنه يتم تقديم الإسعافات الأولية إلى المرضى ويُتركون للانتظار، مشيرا إلى وجود قائمة طويلة جدا من العمليات لبعض المرضى.
وأعرب اللوح عن خشيته من أن الطواقم الطبية لن تتمكن من تقديم الخدمات الصحية إذا استمر الوضع الحالي من حصار وقصف الإسرائيلي.
ولفت إلى أن المستشفى الأهلي المعمداني “هو آخر مستشفى موجود في مدينة غزة والقدرات والإمكانيات الصحية فيه قليلة جدا”.
وأوضح أن مكتبة المستشفى تم تحضيرها وتحويلها إلى غرفة لاستقبال المرضى وغيار الجروح، مؤكدا أن الوضع في المستشفى “كارثي”.
والسبت، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن كل مستشفيات شمال غزة خارج الخدمة، باستثناء مستشفى “المعمداني” وخدماته “محدودة”.
وعن القصف الإسرائيلي الذي يطال المستشفيات بشكل عام في غزة قال اللوح: “نحن كطواقم طبية ما زلنا نتعرض إلى الخطر الشديد، والخطر يقترب منا كل يوم وكل لحظة”.
وطالب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان والصليب الأحمر و”كل من له قلب وضمير في هذا المجتمع” أن يتدخل لوقف هذا “العدوان على شعبنا الفلسطيني”.
وأضاف: “هناك نقص كبير جدا في المستلزمات والأدوية التي يتم إعطاؤها للمرضى هناك استغاثات كبيرة للمجتمع الدولي كي يتدخل لوقف هذا النزيف”.
جيش الاحتلال يطالب بإخلاء منازل في جنوب غزة
وفي سياق متصل، ، دعا الجيش الإسرائيلي سكان شرق خان يونس في جنوب قطاع غزة إلى إخلاء منازلهم.
وجاء في منشور ألقاه الجيش الإسرائيلي: “أعمال حماس والمنظمات (..) تجبر الجيش الإسرائيلي على العمل ضدها في منطقة سكنكم”.
الاناضول