رام الله الإخباري
طرح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان خلال لقاء مغلق في نيويورك قبل أيام، بمشاركة ممثلين عن خمسين دولة، مبادرة الدفع باتجاه خيار "حل الدولتين" بين "إسرائيل" والفلسطينيين.
وخلال اللقاء الذي عقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بمناسبة مرور 20 سنة على "مبادرة السلام العربية" التي في إطارها طرحت السعودية صنع السلام مع "إسرائيل" مقابل إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967.
وأعلن بن فرحان، عقد مؤتمر عربي أوروبي بدعوة من المملكة لبحث إعادة إحياء حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.
ووفقا لما نقلت قناة "الإخبارية" السعودية، فإن بن فرحان قال: "استضفنا اليوم بالتشارك مع الاتحاد الأوروبي ومصر والأردن حدثاً مهماً، يهدف لإعادة الحديث عن حل الدولتين؛ لأننا مقتنعون بأنه لا مجال لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة على أساس المرجعيات الدولية المعروفة".
وأشار إلى أن "الاجتماع بحث كيفية إعادة حل الدولتين إلى الواجهة، في ظل استمرار التصعيد بالأراضي الفلسطينية المحتلة".
وتوقفت عملية السلام منذ أبريل 2014؛ من جراء رفض "إسرائيل" وقف الاستيطان وإطلاق قدامى الأسرى، بجانب تنصلها من مبدأ حل الدولتين.
وتقوم رؤية حل الدولتين على تراجع العرب عن مطلب تحرير كامل فلسطين وعن حل الدولة الواحدة، ويقوم على أساس دولتين في فلسطين التاريخية تعيشان جنباً إلى جنب، هما دولة فلسطين على حدود 1967 إلى جانب دولة "إسرائيل"، وهو ما تم إقراره في قرار مجلس الأمن 242 بعد حرب 1967 وسيطرة "إسرائيل" على باقي أراضي فلسطين التاريخية.
وحول الجهود السعودية أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن الرياض أبلغت الولايات المتحدة أن الدفع بحل الدولتين للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني هو عنصر حاسم في اتفاق تطبيع محتمل تتوسط فيه واشنطن بين الرياض ودولة الاحتلال.
وفي هذا الصدد يربط الكاتب والمحلل السياسي، سعيد زيداني، بين التحرك الدبلوماسي السعودي وطرح ملف حل الدولتين من جديد، والحديث الجاري عن "تطبيع سعودي إسرائيلي"، مقابل تقديم مكاسب للفلسطينيين.
ويقول زيداني، في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "مسار التطبيع بين السعودية ودولة الاحتلال لا يتطور، بسبب عدم استعداد "إسرائيل" لتقديم أي تنازل خاصة تجاه القضية الفلسطينية".
ويوضح زيداني أن "دولة الاحتلال الإسرائيلي تريد التطبيع مع السعودية دون تقديم أي حل للقضية الفلسطينية أو التنازل في ملف حل الدولتين، لكونها غير مؤهلة بالوقت الحالي بسبب الحكومة المتطرفة التي يقودها بنيامين نتنياهو".
ويشير إلى أن ما تقدمه "إسرائيل" حول ملف الدولتين لا يرتقي إلى المطالب العربية والسعودية، حيث تريد دولة الاحتلال الموافقة على دولة فلسطينية منزوعة السيادة والسلاح، وهو أمر غير مقبول حتى من قبل الولايات المتحدة.
وجاء الحراك الدبلوماسي السعودي وطرح ملف حل الدولتين من جديد، بعد بروز تصريحات عديدة مؤخراً، خاصة من قبل مسؤولين إسرائيليين، حول وجود سعي لتطبيع العلاقات مع الرياض.
وسبق أن نفت الرياض وجود أي مفاوضات سلام مع "إسرائيل"، حيث أكدت مراراً أن تطبيع العلاقات مع تل أبيب مرهون بتطبيق مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، عام 2002.
وكانت السعودية أول دولة عربية تطرح فكرة للسلام مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، من خلال طرحها مبادرة السلام العربية التي تتضمن بنوداً وشروطاً أساسية لتطبيع الدول العربية علاقاتها مع "إسرائيل".
الخليج اون لاين