جيش الاحتلال يعلن انتهاء عدوانه على جنين

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، انتهاء عدوانه على مدينة جنين ومخيمها، وذلك بعد اشتباكات استمرت لمدة ثماني ساعات.

وذكرت إذعة جيش الاحتلال، أنّه "بعد اشتباكات استمرت ثماني ساعات انتهت عملية الإخلاء والإنقاذ المعقدة وغادرت القوات جنين".

وفي وقت سابق قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن عملية سحب 5 آليات عسكرية على الأقل تضررت من جراء استهدافها بالعبوات الناسفة في جنين "استمرت لعدة ساعات، تحت إجراءات أمنية مشددة".

وادعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هِغري، أن عمليات الاحتلال العدوانية في جنين "تحت السيطرة"، مشيرا إلى أنه "تم استدعاء قوات إضافية للمساعدة" في سحب الآليات العالقة في جنين.

وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي إن "القوات الجوية تعمل أيضًا في المنطقة".

وأجرى رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، هرتسي هليفي، تقييما للوضع الميداني، بمشاركة قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، يهودا فوكس، "للتأكد من أن توفر كل الموارد اللازمة" للقوات على الأرض.

وبحسب المتحدث العسكري الإسرائيلي، فإن الاحتلال عزز قواته في المنطقة ودفع بالمزيد من الآليات والعناصر للمساعدة في عملية سحب الآليات العالقة في جنين وتأمينها.

وقال إن ناقلة جند من طراز "بانتير" (فهد) تعطلت بعد تعرضها لانفجار عبوة ناسفة زُرعت في الطريق الذي انسحبت منه قوات الاحتلال التي نفذت عمليات اعتقال في جنين فجر اليوم.

وأسفر ذلك عن أضرار في إطارات المركبة وتعطلها في "نقطة يسيطر عليها (المقاومون في) مخيم اللاجئين".

وأشار إلى أن جيش الاحتلال يتحقق مما إذا كان الجزء السفلي من الآلية كان مصفحا أم لا.

وقال إنه بعد انفجار العبوة الناسفة مباشرة، "بدأ إطلاق النار باتجاه الآلية"، مشيرا إلى أن هناك ما بين 5 إلى 7 آليات عسكرية عالقة في جنين، وقال إن القوات تعمل على سحبها ويتم العمل على إنقاذها بـ"مساعدة مُسيرات هجومية".

وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى تضررت محركات الآليات العسكرية الأخرى العالقة في جنين بنيران الشبان الفلسطينيين الذين حاولوا صد اقتحامات قوات الاحتلال، مما أدى إلى تعطيلها.

وبحسب المتحدث العسكري الإسرائيلي فإنهم "يعملون مع السلطة الفلسطينية لتقليل الاحتكاك بين قوات الأمن والمسلحين الفلسطينيين في المنطقة"، على حد تعبره.

وقال إنه "من السابق لأوانه القول ما إذا كان الحدث سيكون له عواقب في غزة".

وأضاف "لا أعتقد أنه من الصواب الحديث عن عمليات واسعة النطاق"، وذلك في ظل دعوات الوزير بتسلئيل سموتريتش بشن عملية عسكرية واسعة شمالي الضفة.

وتابع "نحن نستعد على الدوام لعمليات في شمال الضفة عند الضرورة. عندما تتوفر لنا معلومات سننفذها، لسنا بحاجة لاحتلال جنين، لدينا حرية عمل في المنطقة واستخبارات جيدة".

عندما تكون هناك معلومات سنفعلها. لسنا بحاجة لاحتلال جنين ، لدينا حرية التصرف في الفضاء والذكاء الجيد. في شمال السامرة هناك احتكاك أكبر بسبب المسلحين والمتفجرات في المنطقة "

وختم بالقول: "سنحقق في الحادث الذي وقع في جنين ونستخلص العبر".

ومرة أخرى قدمت مجموعات المقاومة الفلسطينية في مخيم جنين مشهدا بطوليا عبر تنفيذها كمينا محكما إلى جانب مجموعة من كمائن العبوات الناسفة محلية الصنع، حيث ضربت المقاومة دورية احتلالية مصفحة تمكنت من إخراجها عن الخدمة وإصابة سبعة من جنودها بحسب ما أقر به جيش الاحتلال.

وإلى جانب ذلك قتلت قوات الاحتلال 5 شبان اثنان منهم على الأقل مقاتلان من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي خلال اقتحامها الذي جاء على غير ما خطط به جيش الاحتلال.

والشهداء هم: الشاب خالد عزام عصاعصة (21 عاما) من الحي الشرقي من مدينة جنين، والطفل أحمد يوسف صقر (15 عاما)، وقسام فيصل أبو سرية (29 عاما)، قيس مجدي عادل جبارين (21 عاما)، والشهيد الخامس أحمد دراغمة من محافظة طوباس والأغوار الشمالية.

كما أعلنت وزارة الصحة عن إصابة 91 آخرين منهم 23 بجروح بين خطيرة وحرجة، خلال عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي، المتواصل على مدينة جنين ومخيمها.

وأوضحت وزارة الصحة في بيان صحافي مقتضب، أن مستشفى جنين الحكومي استقبل 63 إصابة بينها 10 بجروح بين خطيرة وحرجة، إحداها لفتاة، ونُقلت إصابة حرجة بالرأس إلى مستشفى الرازي، فيما نُقلت 27 إصابة إلى مستشفى ابن سينا التخصصي، بينها 12 إصابة خطيرة.

وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال تقدر بـ120 آلية عسكرية معززة بطائرات “أباتشي”، قد اقتحمت صباح اليوم مدينة جنين ومخيمها، ونشرت قناصتها فوق بعض المنازل والبنايات المطلة على المخيم، خاصة في حيي الهدف والجابريات.

ودارت مواجهات عنيفة في عدة مناطق من جنين ومخيمها، أطلق جنود الاحتلال خلالها الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز السام، باتجاه الشبان، ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات، بينها حالات حرجة، كما قصفت طائرة حربية من طراز “أباتشي”، لأول مرة منذ عام 2002، أرضا خالية في حي الجابريات من مدينة جنين.

ودمرت جرافة عسكرية تابعة لقوات الاحتلال خط مياه ناقلا في الحي، كما تسببت بانقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من مخيم جنين.

وأوضحت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتقلت الشابين عاصم أبو الهيجا، ومصعب حسن البرمكي، خلال عدوانها المتواصل على مدينة جنين ومخيمها.

وأشارت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى أن مركبة عسكرية تابعة لقوات الاحتلال صدمت مركبة إسعاف للهلال الأحمر بشكل متعمد، ومنعتها من الوصول لنقل مصابين.