تقرير: صدمة وذهول في صفوف قادة الاحتلال بعد "الجحيم" في جنين

رام الله الإخباري

تحولت عملية اعتقال روتينية لجيش الاحتلال في جنين، إلى ورطة وصدمة في الأوساط العسكرية الإسرائيلية، التي تفاجأت بنوع وطبيعة المقاومة التي لم تعهد قوتها من قبل، سوى في أماكن مثل لبنان وغزة التي يسهل وصول المواد المتفجرة النوعية إليها.

الاحتلال، اعترف حتى ساعات عصر اليوم، بإصابة سبعة من جنوده بجروح إثر تفجير آليه مصفحة يطلق عليها "النمر" وهي مخصصة لمواجهة المتفجرات والرصاص، لكن إحدى هذه الآليات تعرض لانفجار عبوة مزروعة على الطريق، مما أدى إلى تدمير جزئها الخلفي، وبلغ عدد الآليات المعطلة والمدمرة بفعل العبوات الناسفة سبع آليات، حسب ضابط في جيش الاحتلال.

واستمرت عملية إخلاء المصابين وسحب الآليات المدمرة تسع ساعات، ووصفت إصابة أحد الجنود بأنها خطيرة، بينما وصفت إصابة البقية ما بين متوسطة إلى طفيفة، كما أصيب كلب بوليسي في تفجير الآلية العسكرية.

وبدأت عملية الاحتلال، في ساعات الفجر، عندما اقتحمت قوات خاصة من "المستعربين" التابعة لـ"حرس الحدود" ووحدة المظليين في جيش الاحتلال، جنين لاعتقال مطلوبين من حماس والجهاد الإسلامي، وأثناء مغادرة القوة حوالي الساعة 7:10 صباحا تعرضت عربة مدرعة تابعة لجيش الاحتلال من طراز "نمر" لتفجير عبوة ناسفة وضعت في الطريق، مما أدى إلى تعقيد العملية.

وأعرب المواطنون في جنين عن بهجتهم بعد أن وقفوا إلى جانب حطام بعض الآليات العسكرية التي تركها جيش الاحتلال خلفه وهو ينسحب بعد ساعات طويلة من الاشتباكات وتفجير العبوات الناسفة.

بدوره أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هجري، أن الآلية المصفحة "النمر" تعطلت في نقطة سيطر المقاومون عليها من جهة مخيم جنين، وبدأوا بإطلاق النار وتفجير العبوات الناسفة، مما تسبب بتعطيل 5-7 آليات وجرى العمل على إخراجها بالاستعانة أيضا بطائرة بدون طيار (مسلحة).

من جانبه قال مسؤول عسكري في القيادة الوسطى لجيش الاحتلال، إن طبيعة الكمين الذي أعده الماومون كان غير مألوف للغاية، وأن العبوات المستخدمة تشبه تلك التي يستخدمها حزب الله في لبنان.

وتابع المسؤول العسكري في حديث لموقع "والا" العبرية، أنه وفقا لتقييم أولي، فإن العبوة تزن حوالي 40 كيلو غرام، مما تسبب بإخراج الآلية المصفحة "النمر" من الخدمة، وهذا أمر غير معتاد وحتى شديد للغاية بالنسبة لهذه المنطقة (الضفة الغربية).

وقال، إن الآلية المتضررة كانت مصممة للتعامل مع المتفجرات وإطلاق النار، لذا فإنه يتم الآن فحص فيما إذا كانت العبوة التي تسببت بالضرر مصنّعة محليا أو تم تهريبها إلى المنطقة.

وأضاف "هذه ليست حالة منفردة، فقد شهدنا الشهر الماضي زيادة حادة في استخدام العبوات الناسفة ضد قواتنا.

وأوضح المسؤول العسكري، أن استخدام هذه العبوة الناسفة القوية يميز حزب الله على الحدود اللبنانية وحركة حماس على حدود قطاع غزة.

وتابع، في ضوء الضرر الكبير الذي لحق، بالآلية المدرعة "النمر"، علينا الآن إعادة حساباتنا في المسار الذي يستخدمة الجيش للدخول إلى جنين "نحن بحاجة إلى فهم كيف تم إنشاء فجوة استخباراتية وتحليل أرضي قبل العملية".

وتابع: "هناك فجوة كبيرة في الآلية، والآن ننتظر إجراء تقييم للوضع من أجل اتخاذ قرار بشأن المركبات المدرعة التي يمكن استخدامها في جنين، وكيف تدخل المنطقة في حالة وجود مثل هذه العبوات التي تهدد القوات- قواعد اللعبة تغيرت".

وأكد الموقع، أن القادة العسكريين في جيش الاحتلال عبّروا عن صدمتهم واندهاشهم مما حدث في جنين، وقالوا: "على مدى الأشهر الستة الماضية، أحبط الجيش الإسرائيلي والشاباك إدخال مواد ذات استخدام مزدوج إلى المنطقة، من أجل منع إنتاج العبوات الناسفة"، ونفذت عمليات مشتركة للجيش والأمن لتعقّب طرق تهريب هذه المواد.

وأضاف، ضباط الاحتلال، أن هذا الحدث نصف مفاجأة لأن الدافع العالي لإنتاج عبوات متفجرة بهذا المستوى موجود منذ عام، وهي عملية خلط مواد ومسحوق، بعضه يعتمد على الأسمدة وغيرها من المواد المستخدمة في الزراعة والصناعة.

معا