رام الله الإخباري
قال ناحوم برنياع الكاتب والصحفي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن ميزة الائتلاف الذي يشكله رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو، متماسك، وموحد في آرائه، ويقف صلباً من خلف زعيم واحد".
وأضاف برنياع خلال مقال نشره أمس الاثنين، "أمامنا كتلة كاملة، متماسكة، متراصة وحزب كبير، وحزب حاكم على رأسها، رئيس الوزراء غير قابل للابتزاز في مثل هذه الكتلة، ولا أحد يمكنه تهديده، إذ أنه حر في تشكيل حكومة أحلامه كما يشاء".
وأشار إلى أنه فور الكشف عن نتائج الانتخابات، "حدد نتنياهو سلم أولويات لنفسه، إذ اختار المسار السريع بترسيم الحكومة في غضون أيام، معتبرها حاجة عليا، وكل ما تبقى من تعيينات، وميزانيات، وقوانين، وخطوط أساس سيلقى به من المركبة، على ألا يتأخر احتلال مكتب رئيس الوزراء للحظة".
وتابع الصحفي: "الشركاء المستقبليون للائتلاف ليسوا أغبياء؛ فقد شنوا الضعف وتصرفوا بما يتناسب مع ذلك"، مردفاً: "السياسيون الحريديون كسروا رؤوسهم كي يجدوا بنوداً ظلم فيها ناخبوهم في الحكومة المنصرفة، حيث كانوا يعرفون أن مهمتهم ستكون صعبة رغم كل الادعاءات بالشرور، والكراهية واللاسامية السلطوية، لكن لم يقع لناخبيهم أي شر".
وأوضح قائلاً: "القليل الذي حاول أفيغادور ليبرمان أن يغيره، هو عرقلة نير اورباخ والآخرين"، مضيفاً: "الإصلاحات التي تصدرها يوعز هيندل ومتان كهانا، علق معظمها في محكمة العدل العليا".
وقال: "عندما لا يكون هناك شيء يستوجب الإصلاح يختلقون مطالب جديدة، مثل: مضاعفة مخصصات لطلاب الدين، ومنح مالية للمؤسسات الحريدية التي ترفض إدخال التعليم الأساس، ودرة التاج – فقرة التغلب التي ستمنع الرقابة القضائية على خطة الائتلاف، بما فيها الخطوة التي ستسوغ الإعفاء من التجنيد نهائياً. أما الفقر، والجهل، والانغلاق، فهذه إنجازات تجلبها الأحزاب لناخبيها".
ولفت إلى أن "السياسيين الحريديين متواضعين مقارنة ببن غفير وسموتريتش، إذ كتبت الكثير عن ترشح بن غفير لوزارة الأمن الداخلي، قبل الانتخابات وبعدها"، واصفاً هذه الخطوة "بالأكثر تسيباً، نظراً لأن الناس يأملون حل مشاكلهم الأمنية، في حين آخرون يأملون في انفجار الشرق الأوسط باستفزازاته".
وأكمل: "وقاحة خصمه وشريكه سموتريتش لا تقل إبهاراً؛ فهو يطالب بأن يعين وزير الدفاع أو وزير المالية، ونتنياهو يسير باتجاهه"، موضحاً أن "الوظيفة التقليدية لوزير الدفاع هو أن يكون جسراً بين الجيش والقيادة السياسية، والأدق، جسر وسور".
وأردف: "عندما تجلس شخصيات مثل بن غفير وسموتريتش والمجرورين وراءهم من الليكود في الكابينت اللاحق، فإن وظيفته أن يكون سوراً، هي المحطة الأخيرة في قسم كبير من الهجمات والعمليات العسكرية خلف الحدود".
واستطرد قائلاً: "سموتريتش، مثل بن غفير، يعرف جهاز الأمن من الجانب المعاكس، كمشبوه بمخالفات إرهاب تملص من المحاكمة والعقاب، ليست هذه هي التجربة اللازمة لوزير دفاع"، متابعاً: "أحد المواضيع المركزية في عمل وزير الدفاع العلاقة مع جهاز الأمن الأمريكي، لكن ماضي سموتريتش هو بداية غير ناجحة، ولا سيما مع إدارة ديمقراطية. هو بداية غير ناجحة أيضاً مع الأوروبيين، والأردن، ومصر".
عملياً، وزير الدفاع هو صاحب السيادة في الضفة. معظم القرارات التي تتعلق بالسكان اليهود ومنظومة العلاقات مع الفلسطينيين تمر عبره. غانتس التقى مع أبو مازن بين الحين والآخر. التنسيق مع السلطة حيوي للأمن.
وبيّن برنياع أن "سموتريتش يمكنه أن يكون وزير أديان لا وزير دفاع، نظراً لأن وزير الدفاع هو صاحب السيادة في الضفة الغربية، معظم القرارات التي تتعلق بالسكان اليهود ومنظومة العلاقات مع الفلسطينيين تمر عبره، لكن سموتريتش لن يلتقي مع رئيس السلطة الفلسطينية، ولن يخلي بؤراً استيطانية، ولن يستخدم الجيش الإسرائيلي ضد مجرمي تدفيع الثمن".
وختم قائلاً: "كل هذه المبررات تتقزم أمام نقطتين، الأولى: في حكومة يمين متطرف لا تسلم الأمن والأمن الداخلي في يدي سياسيين كل ما يعرفاه هو سكب البنزين، والثانية: أن لا تسلم أمن الدولة في يد من لا يعرف قيود القوة، قدر زائد من الطموح، قدر أقل من النضج والتفكر".
يديعوت أحرونوت