نيويورك تايمز: بايدن يجهز نفسه لعلاقة "معقدة" مع نتنياهو

رام الله الإخباري

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم الجمعة، عن العلاقة المتوقعة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي المنتخب بنيامين نتنياهو.

وتوقعت الصحيفة، بأن تكون العلاقة بين الرئيسين "معقدة"، حيث أقاما علاقات على مدى العقود الأربعة الماضية تراوحت بين الصداقة والمواجهة.

وأضافت: "عندما وصل بايدن إلى البيت الأبيض، العام الماضي، كان لديه علاقة مضطربة مع نتنياهو، حيث هزم بايدن دونالد ترامب، الذي كان حليفاً قريباً لنتنياهو".

وأكد بايدن على أن أحد أهم أهداف سياسته الخارجية هي استئناف المفاوضات مع إيران بشأن ملفها النووي، الذي عارضه نتنياهو وبذل جهده لتقويضه. وفق الصحيفة

انهارت كل آمال بايدن بتوقيع صفقة نووية مع إيران، وبدأت الأخيرة بتزويد روسيا بالمسيرات القتالية لكي تستخدم في العمليات العسكرية في أوكرانيا، وتظهر استطلاعات الرأي أن الرئيس يواجه عقاباً من الناخب الأمريكي في الانتخابات النصفية، في الأسبوع المقبل، والتي قد تنهي أجندته التشريعية المحلية. بحسب الصحيفة

وأشارت الصحيفة، إلى أنه "لا يزال دونالد ترامب قوة سياسية في أمريكا، وربما عاد للسباق الرئاسي في عام 2024. وأمن نتنياهو عودته إلى السلطة، أمس الخميس، عبر تحالف مع الأحزاب اليمينية المتطرفة، ومصادقة على أسلوبه العدواني الذي كان في قلب خلافاته مع بايدن ورؤساء أمريكا السابقين".

وأضافت: "سيجد الزعيمان نفسيهما في مبارزة حول عدد من القضايا التي وترت العلاقة بينهما. وهي علاقة معقدة تراوحت بين الصداقة والصدام، ولكن دينيس روس، الذي كان يرافق بايدن في رحلاته إلى الشرق الأوسط، يرى أن العلاقة مع بايدن كانت أفضل من علاقة نتنياهو مع باراك أوباما".

وقال دينيس روس: "ينظر بيبي إلى بايدن بطريقة تختلف عن رؤية بيبي لأوباما”، مضيفا: "كان بيبي مقتنعاً أن أوباما يعمل على قطع الطريق عليه، واعتقد أوباما أن بيبي كان يعمل مع الجمهوريين للتخريب عليه". بحسب الصحيفة

وتابع روس الذي أشرف على سياسة الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي في عهد أوباما، أن نتنياهو "نظر لبايدن كشخص يمكنه الخلاف معه، ولكن قلب بايدن ومشاعره كلها مع إسرائيل".
وأوضحت الصحيفة أن "الرئيس يدعم دولة فلسطينية لحل النزاع الطويل مع إسرائيل، ولكن نتنياهو لا يدعم".

ووصف نتنياهو الاتفاقية النووية الموقعة مع إيران عام 2015 بالكارثة على إسرائيل والمنطقة، فيما اعتقد بايدن أنها أفضل طريقة لمنع إيران من تطوير الأسلحة النووية.

ووفق الصحيفة: "اختلف الرئيسان خلال السنوات الماضية، حول بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية، وفي الأشهر الـ 16، التي خرج فيها نتنياهو من السلطة ثم عاد، تغير العالم، فقادة إيران، الذين تشغلهم الاحتجاجات الداخلية، لا رغبة لديهم بالعودة للاتفاقية النووية، التي غادرها ترامب عام 2018 مما أضفى السرور على قلب نتنياهو".

وفي الوقت الحالي تدعم إيران فلاديمير بوتين في حرب أوكرانيا، حيث تبيع له صواريخ وطائرات بدون طيار، ولم يعد الموضوع الفلسطيني حاضراً في الأجندة السياسية بسبب الخلاف داخل القيادة الفلسطينية. بحسب الصحيفة

"ولم يواجه نتنياهو خلال إدارة ترامب ضغوطا لكي يستجيب لإرادة الولايات المتحدة. ولم يعارض ترامب حملة التخريب الإسرائيلية في إيران، أو رفض نتنياهو الموافقة على مفاوضات حل الملف الفلسطيني. ولم تتوتر العلاقات بين الرجلين إلا عندما هنأ نتنياهو بايدن على فوزه، حيث اتهمه ترامب بعدم الولاء. وتردد نتنياهو بتهئنة بايدن لعدة ساعات لخوفه من إغضاب ترامب، ولم ينفعه هذا، حيث انتظر بايدن أسابيع قبل أن يتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي. ولأن وصول بايدن إلى البيت الأبيض تزامن مع قيود كوفيد-19 فلم يلتق الزعيمان قبل الإطاحة بنتنياهو". بحسب الصحيفة

وكنائب للرئيس الأمريكي وجد بايدن نفسه على تضاد مع نتنياهو أو حكومته. فقبل أكثر من عقد، كان بايدن هو أول من اشتكى، أثناء اجتماع بستويويش روم بالبيت الأبيض، من أن إسرائيل في ظل نتنياهو تعجلت بتحديث شيفرة كمبيوتر سرية لتخريب مفاعل التخصيب النووي الإيراني نطنز.

وانتشرت البرمجيات الخبيثة حول العالم، وأدى الكشف عنها لفضح برنامج سري يديره البلدان ويحمل الرمز "الألعاب الأوليمبية".

والمرة الثانية التي اشتكى فيها بايدن كانت عندما اغتالت إسرائيل علماء ذرة إيرانيين، فقد اعتبرت أنها تعيق جهود التوصل إلى اتفاق دبلوماسي يحد من إنتاج المواد النووية. وعادة ما كانت الخلافات بشأن السياسات سببا في إثارة العداء الشخصي بين بايدن ونتنياهو.

ففي أثناء زيارة لإسرائيل عام 2010 أعلنت الحكومة عن بناء وحدات سكنية في القدس الشرقية، وهي منطقة موضوع تفاوض حول حدود الدولة الفلسطينية.

وجاء الإعلان بعد حديث بايدن، قبل ذلك بساعات، عن أهمية العلاقات الأمنية بين البلدين، وكان مفاجئا لبايدن وعبر عن غضبه. وفي تلك الليلة أخّر بايدن وصوله لمأدبة عشاء مع نتنياهو وزوجته 90 دقيقة، في توبيخ دبلوماسي قصد منه التعبير عن عدم رضاه.

وبعد الإطاحة به في 2021 هاجم نتنياهو بايدن في آخر خطاب له، قارن فيه التردد في مواجهة برنامج إيران بفشل رئيس أمريكي سابق التحرك سريعا ومواجهة هتلر في الحرب العالمية الثانية.

وقال: "في 1944، وفي ذروة الهولوكوست، رفض الرئيس الأمريكي فرانكلين ديلانو روزفلت ضرب سكة حديدة كانت تقود إلى معسكرات الإبادة ورفض قصف غرف الغاز، وهو ما كان سينقذ حياة الملايين". وفق الصحيفة

وتعود العلاقة بين بايدن ونتنياهو إلى عقود، عندما كان الأول عضواً في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، والثاني نائباً للسفير الإسرائيلي في واشنطن.

نيويورك تايمز