جنرال اسرائيلي كبير : لا مناص من شن عملية برية واسعة النطاق في غزة

اسرائيل وقطاع غزة

نقلاً عن محافل أمنيّةٍ وعسكريّة رفيعةٍ في كيان الاحتلال، كشف المحلل العسكري في موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، أمير بوحبوط ، كشف النقاب عن تأهب في المؤسسة الأمنية قبيل أيام من مواعيد رمزية للإسرائيليين والفلسطينيين، وعلى خلفية ما أسماه “التحريض المتطرف” في وسائل التواصل الاجتماعيّ، بحسب تعبيره.

وتابع الخبير العسكريّ الإسرائيليّ قائلاً، نقلاً عن ذات المصادر إنّ “شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان)  تعمل وفقًا للحساسية المتزايدة، في حين يعزّز الجيش الإسرائيليّ الجهوزية في الميدان في عدة بؤر وعلى طول الحدود على خلفية مخاوف من تدهور أمني، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ التشديد في التأهّب والاستعداد هو على قطاع غزة، وبحسبه، “يُشكّل خط التماس على طول الضفة الغربيّة، وعلى حدود لبنان وسوريّة”، كما نقل عن مصادره.

إسرائيل تُطمئن نفسها: أعداء إسرائيل ليسوا في وارد المواجهة

وادعى مصدر أمني رفيع في تل أبيب، كما أفاد الموقع العبريّ، أنّه “ليس لدى أحد من أعداء إسرائيل حافزية كبيرة للدخول في مواجهة واسعة معها، لكن هناك دائمًا نوايا وقدرات في المنطقة”، على حد قوله.

 ومضى قائلاً إنّه “يكفي أنْ يحاول عدد من المنفذين المنفردين أو التنظيمات المحلية في المناطق (الفلسطينية)، أو خلايا “إرهابية” فلسطينية في لبنان أو في سوريّة تنفيذ عمليات، عندها من المتوقع أنْ ننجّر إلى ردٍّ عسكريٍّ وبعد ذلك إلى حادثة واسعة، يجب علينا أنْ نكون مستعدين ومتأهبين لكل السيناريوهات، بما في ذلك في قطاع غزة”، وفقًا لتعبيره.

 وبحسب المصدر، فقد قام جيش الاحتلال بتجنيد كتائب احتياط في الضفة الغربية حتى شهر آب للسماح للقوات النظامية بالتدرب وأن يكونوا مستعدين لتدهور أمني إذا حصل.

 في غضون ذلك، تطرّق مصدر أمني آخر إلى المناورة الأركانية الأكبر التي تُنفذ في العقدين الأخيرين، وشدّد على أنّ الحديث يدور عن مناورة قيادات هذا الأسبوع، وبدءًا من الأسبوع المقبل ستناور قوات كبيرة في الميدان، فيما سيقرّر رئيس الأركان حجم المناورة وفقًا لتقديرات الوضع الأمنيّ، وفق ما أكّده المصدر.

فقدان الثقة.. الجمهور الإسرائيليّ في واد والقيادة في وادٍ آخر

على صلةٍ بما سلف، كشف الإعلاميّ الإسرائيليّ، يوني بن مناحيم، وهو ضابط سابق في جهاز الأمن العّام (الشباك) كشف النقاب عن أنّ “الضعف الإسرائيليّ أمام المقاومة الفلسطينيّة تجلّى في عدة مظاهر من بينها الخوف الكبير لدى المؤسسة الإسرائيليّة من وقوع مزيد من الهجمات في الأسابيع المقبلة، وفقدان الإحساس بالأمن الشخصيّ للإسرائيليين، وفقدان الثقة التدريجيّ في قيادتهم، وتراجعها في قوة الجيش والأمن، وعدم وجود إستراتيجيّة واضحة للحرب على المقاومة، والمخاوف من انهيار السلطة والفوضى الأمنية في الضفة الغربية”، على حدّ تعبيره.
العمليات قد تُقوّض التطبيع مع الدول العربيّة

ومن خلال متابعة التصريحات والتحليلات في تل أبيب، يبدو واضحًا إنّ الإسرائيليين يخشَوْن من أنّ استمرار العمليات الفدائية سيؤدّي لتقويض عملية التطبيع مع الدول العربية، لأنّها، أيْ هذه الدول، ستُدرِك أنّ القضية الفلسطينيّة ليست ميتةً، بل هي قلب الصراع الدائر، على حدّ تعبيرهم.

جنرال: هناك حاجةً ماسّةً لترميم قوة الردع الإسرائيليّة أمام حماس والمقاومة بغزة

جدير بالذكر أنّ الجنرال الإسرائيليّ المُتقاعِد، أهارون ليبران، كان قد قال لصحيفة (يسرائيل هايوم) إنّ هناك حاجةً ماسّةً لترميم قوة الردع الإسرائيليّة، بعد الجولات القتاليّة التي خاضها جيش الاحتلال ضدّ التنظيمات الفلسطينيّة في القطاع.

 وأضاف ليبران: “رغم أن القوّة العسكريّة مُتواضعة لدى حماس، فإنّ لديها إمكانية وقدرة حقيقيّة على تهديد إسرائيل من خلال قذائفها الصاروخية، بما في ذلك مطار بن غوريون، وإشعال الحدود مع قطاع غزة، مُضيفًا أنّه أصبح واضحًا أنّ قوّة الردع الإسرائيليّة أمام حماس تراجعت وتآكلت لسببين اثنين: قوة وقف حماس وسكان غزة، فالفلسطينيون المحاصرون المنهكون في غزة ملتفون حول حماس، ولديهم تعبئة دينية وأيديولوجية، ورغبة جامحة بالقضاء على إسرائيل

 مما يُخفِف عنهم تلقي المزيد من الخسائر وسقوط الضحايا في إطار صراعهم مع إسرائيل، وفي الوقت عينه، أضاف، فإنّ إسرائيل كما يبدو ليست معنية بترميم قوّة الردع، لأنّ قيادتيها السياسية العسكرية ليستا معنيتين بفقدان جنودهم في المعركة، وتخشى من التورّط في عمليّةٍ عسكريّةٍ بريّةٍ واسعةٍ في قلب غزّة.

تهديدات إسرائيليّة جوفاء

وشدّدّ الجنرال على أنّه عندما يواصل أركان الدولة على إصدار تهديداتٍ مُتلاحقةٍ بشأن تنفيذ عمليّةٍ عسكريّةٍ في غزّة، ثم لا ينفذونها، فإنّ التهديد يظهر أجوفًا، بلْ ويُحفِز حماس لخوض جولةٍ أخرى من الإضرار بإسرائيل.
 وأكّد أنّ قوّة الردع هي وسامٌ حصريٌّ للجيش الإسرائيليّ، لكنّ الوضع الحالي قُبالة غزّة بات لا يُحتمل، ممّا يطرح السؤال حول كيفية ترميم الردع المتآكل، وأولها من خلال القضاء على سلطة حماس في غزة، رغم ما يقال عن أنّ استمرار حكمها سيبقي على الانقسام الفلسطينيّ.

لا مفّر من عمليةٍ بريّةٍ ضدّ غزّة

وخلُص الجنرال الإسرائيليّ إلى القول إنّ العملية الجويّة ضدّ حماس في غزّة لا تكفي وحدها، ولن يكون مناص من تنفيذ عمليّةٍ ميدانيّةٍ بريّةٍ واسعةٍ في المناطق التي توجد فيها الحركة، وإذا أرادت إسرائيل عدم الاستماع لمزيد من صفارات الإنذار، والسحب السوداء من الإطارات المشتعلة، فلا مناص من التفكير بقوّةٍ وبصوتٍ عالٍ لترميم الردع الإسرائيليّ، على حدّ تعبيره.