اعتبر رئيس دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عَميت ساعر، إن إسرائيل شنت هجمات "غير تناسبية" ضد حماس في قطاع غزة، بعد إطلاق قذيفة صاروخية من القطاع إلى بلدة سديروت في النقب، وأن حماس والجهاد الإسلامي "مرتدعتان"، لكن في حال تصعيد في المسجد الأقصى، في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، وارتقاء شهداء هناك، فإن تطورا كهذا سيؤدي إلى تصعيد عسكري بين إسرائيل وقطاع غزة. وجاءت أقوال ساعر في مقابلة نشرها موقع "واللا" الإلكتروني اليوم، الأربعاء.
وقال ساعر أنه "ردينا بشدة كبيرة، خاصة في الليلة الثانية بعد قذيفة الجهاد الإسلامي الصاروخية التي استهدفت سديروت. وضربنا هدفا لا نستهدفه عادة، وهذا ’هدف حرب’". وأضاف أن الحديث يدور عن "مجمع تحت سطح الأرض وله وظيفة هامة جدا في صنع مقذوفات حماس. وهو ثمين، لا بديل عنه، ولا يوجد مثيلا له في القطاع، وهذا يُحدث استهداف كبير لقدرة حماس بالتصنيع. وهذا حدث من العيار الثقيل.
وهذا جزء من السياسة التي نتبعها منذ فترة. نحن نرد بصورة غير تناسبية".
وبدا أن بين الأسباب التي دفعت هذا الضابط إلى الإدلاء بأقوال كهذه، هي الانتقادات التي توجهها المعارضة اليمينية وجهات مدنية، خاصة في جنوب البلاد، إلى الجيش بعدم منع إطلاق قذائف صاروخية من القطاع.
وتابع ساعر أن "حماس لا تريد الدخول في مواجهة مع إسرائيل، وهذا يظهر في كافة المجسّات الممكنة. وأرى ذلك في ممارساتهم أيضا. والأمر غير المألوف هو أنها تكبح وتنفذ اعتقالات".
وأضاف أن "الجهاد أيضا لا يريد الدخول في معركة. لم يغيّروا إستراتيجيتهم، لكنهم اعتقدوا أنه بإمكانهم إطلاق قذيفة صاروخية هنا وهناك والافتراض أنه رغم أن حماس لا تريد ذلك، وكذلك إسرائيل، فإنه لن يحدث شيئا".
ورجح ساعر أنه قد يتم إطلاق قذائف صاروخية من غزة، "وإذا حدث ذلك سنستمر بالرد، لكني أعتقد الآن أن حماس والجهاد مرتدعتان وغير معنيتين بالدخول إلى معركة. وحماس لا يمكنها الوصول إلى سيطرة كاملة في غزة. وهي تسيطر هناك بشكل كبير جدا، وهناك جهات متمردة على حماس".
وبحسبه، فإن الهجمات الإسرائيلية الأخير في القطاع "مررت الرسالة بشكل جيد. لكن ليس الهجمات فقط، وإنما إغلاق معبر إيرز (بيت حانون) وعبور العمال. وإغلاق عبور العمال يُعطل غزة كلها. وغاية ذلك نقل رسالة إلى الجهاد أيضا بأنه إذا اعتقدوا أنه نشأ هنا حيز بإمكانكم من خلاله إطلاق قذائف صاروخية من دون دفع ثمن، أو أن حماس فقط ستدفع الثمن، فهذا ليس صحيحا. الجميع سيدفع الثمن.
وأعتقد أن هذا خفّض احتمال أن تحاول الجهاد أو حماس المبادرة لإطلاق قذائف صاروخية. هل يوجد احتمال لإطلاق تنظيمات متمردة قذائف صاروخية أخرى؟ بالتأكيد".
واعتبر ساعر "أننا قمنا بالحفاظ على (الهدوء في) شهر رمضان جيدا.
وما زالت عدة أيام أمامنا، ويمكننا أن ندير ذلك جيدا. وسيكون الوضع متوترا جدا. ما زالت ليلة القدر أمامنا، وقبل يوم (ذكرى احتلال) القدس سنضطر إلى ممارسة ما نفعله الآن: إحباط عمليات في الضفة الغربية، دفاع قوي، ردع وتعامل ناعم في غزة، وأن تستمر الشرطة والشاباك بتنفيذ عمل جيد في القدس. هكذا آمل".
وحول احتمالات التصعيد بين إسرائيل والفصائل في غزة، قال ساعر إن "ثمة أمرين بإمكانهما التسبب بتصعيد مقابل قطاع غزة. وإذا تغير الآن الوضع في القدس ووقع حادث خطير: قتلى في جبل الهيكل يوم الجمعة، فإنني أعتقد أن ثمة احتمالا لأن تبادر حماس إلى الحفاظ على العلاقة التي نجحت في إنشائها بين غزة والقدس، وهي لا تريد الوصول إلى هذا الوضع.
وأنا أعلم ذلك لأنه كان هناك حدثا غير مألوفا في جبل الهيكل يوم الجمعة الماضي، حيث دخل أفراد شرطة إلى داخل المسجد، واعتقل 300 شخص، ولم تفعل حماس شيئا.
وفي حال حدوث أمر كهذا (ارتقاء شهداء) فإن حماس ستغير منطقها.
والعامل الآخر هو أنه إذا أطلقت الجهاد قذيفة صاروخية على سديروت وكان هناك جريح أو قتيل (إسرائيلي)، فإننا قد نصل إلى تصعيد. لكن حتى الآن حماس لا تريد المبادرة إلى تصعيد".
وقال ساعر إن الجيش الإسرائيلي توقع إطلاق قذيفة صاروخية من لبنان. "هذا الاحتمال موجود في كل مرة يوجد فيها توتر. وهناك ثلاث جهات بإمكانها إطلاق قذائف صاروخية. حزب الله، وهم غير ضالعين الآن. وهناك خلايا حماس التنظيمية. وأعتقد أنها ليست ضالعة حاليا.
وأعتقد أن الحديث يدور عن ناشطين فلسطينيين سواء كانوا مرتبطين بحماس أو لا، ولديهم قدرات محدودة ويحاولون إشعال الوضع. وأنظر إلى طبيعة إطلاق المقذوفات، وأرى أنه لم يطلقها تنظيم منظم. لكن من ناحيتنا، على الهيئات المسؤولة هناك، مثل يونيفيل والجيش اللبناني، أن تدرك أن عليها أن تحكم سيطرتها أو أن احتمال التصعيد سيتزايد".
وأضاف أن إطلاق القذيفة الصاروخية من جنوب لبنان التي سقطت قرب بلدة شلومي في الجليل الغربي لم يكن بإيعاز من قيادة حماس. "هذا يمكن أن يحدث فقط في حال اشتعال غزة، وعندها سيحركون (في حماس) الشمال".