ماذا يعني امتلاك الفصائل صواريخ "سام 7"؟ خبيران عسكريان يجيبان

رام الله الإخباري

أجمع مختصون بالشأن العسكري، اليوم الاثنين، على أن الكشف عن امتلاك المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لصواريخ "سام 7"، قد يغير قواعد الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد المختصون في تصريحات منفصلة لـ"الترا فلسطين"، أن توفّره سيُجبر الطائرات الإسرائيلية على اتخاذ إجراءات جديدة والارتفاع إلى ما فوق مدى الاستهداف الذي يصله، مما قد يمنعها من القدرة على استهداف أهدافها بدقة.

وقبل يومين، كشفت وسائل اعلام عبرية، أن طائرات الاحتلال التي أغارت على قطاع غزة بعد منتصف ليل اليوم الثاني من العام الجديد، قد تعرضت إلى اطلاق صواريخ من نوع "سام 7"، الأمر الذي شكل مفاجأة لـ "إسرائيل" خاصة في ظلّ محدودية استخدامه منذ إعلان المقاومة امتلاكه عام 2013.

بدوره، قال نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأسبق في الجيش الأردني قاصد محمود: "إن صاروخ "سام 7 " يعد سلاح دفاع جوي ميداني قصير المدى، ويعمل فوق رؤوس الجنود في الميدان لاصطياد الطائرات التي تحلّق على ارتفاعات تقل عن 5 آلاف متر، بالتالي فإن توفّره يُجبر الطائرات المعادية على الارتفاع إلى ما فوق مدى الاستهداف الذي يصله.

وأوضح القائد العسكري الأردني أنّ هذا الصاروخ يكون أداؤه فعالًا جدًا في مدى يتراوح بين (ألفين إلى ثلاثة آلاف متر)، ويستخدمه شخص واحد عبر حمله على الكتف، كما أنه يستخدم لمرة واحدة.

وبيّن محمود أن الطائرات العمودية تعتبر من الأهداف المناسبة جدًا لمثل هذا السلاح، كما أنّ مجرد امتلاكه يعتبر مفاجأة نوعية وقيمة تضاف لقوة المقاومة وقدرتها على إحداث تغيير، لذلك فإنّ الطائرات العمودية الإسرائيلية ستحسب ألف حساب قبل أن تنطلق إلى أجواء غزة، لأن هذا السلاح يستطيع أن يصطادها، فهو سلاح من الصّعب اكتشافه نظرًا لصغر حجمه، كما أن إطلاقه يتم في وقت لا يتجاوز الثواني المعدودة.

ويشير القائد العسكري الأردنيّ إلى أنّه وعلى الرغم من أنّ صاروخ "سام 7" يضيف قوة جديدة إلى قوة المقاومة، ويفرض على الطيران الإسرائيلي معادلة جديدة في المواجهة والقصف، لكنه غير فعّال مع الطائرات الحديثة، كونها تحلق وتُطلق على أهدافها من ارتفاعات عالية جدًا.

وفي 2011 تحدّثت تقارير صحفية إسرائيلية أنّ صواريخ أرض ـ جو متقدمة من الترسانة الليبية ظهرت في قطاع غزة لدى حركة حماس.

واستخدمت كتائب القسام هذا الصاروخ لأول مرّة في استهداف طائرة حربية إسرائيلية عام 2012 خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبثت فضائية الأقصى في حينها مقطع فيديو للحظة إطلاق ملثم للصاروخ تجاه طائرة إسرائيلية.

وسُجّل أول حضور علني للسلاح في قطاع غزة عام 2013 خلال عرض عسكري نظمته كتائب القسام شرق غزة.

من جانبه أكد اللواء المتقاعد والخبير في الشؤون العسكرية واصف عريقات، أن استخدام المقاومة في قطاع غزة لصاروخ "سام 7" يقيّد حركة الطائرات الإسرائيلية، ويحرم الطيارين من عنصر المناورة والانخفاض باتجاه الأهداف، وذلك على الرغم من أنه سلاح قديم.

وأوضح عريقات أنّ السلاح فعّال في حال استخدامه ضد الطائرات العمودية والمسيّرة، فهو يقلل من حركتها ويضعف من معنويات الطيارين، بعدما كانت الطائرات الإسرائيلية تصول وتجول في سماء قطاع غزة دون حسيب أو رقيب.

وأشار إلى أن أهمية استخدامه تأتي كعنصر ردع في ظل سعي "إسرائيل" للمحافظة على تفوقها الجوي في قطاع غزة، وأكد أن "إسرائيل" ستأخذ بالحسبان هذا التطور لدى المقاومة.

وعن تأثيره على الطائرات الحديثة، قال عريقات إنه ليس المهم التأثير على الطائرات الحديثة بقدر التأثير على صناع القرار الإسرائيليين، بمعنى أن المقاومة الفلسطينية لديها العزم على مقاومة الاحتلال بكافة الأسلحة.

وصاروخ "سام 7" الروسيّ الصنع، دخل الخدمة العسكرية منذ عام 1968، وما يزال مستخدمًا في المنطقة العربية (مصر، سوريا، لبنان، العراق، ليبيا، اليمن والسودان) ​لكن الجيوش النظامية الحديثة لم تعد تستعمله.

وبحسب تقرير لموقع "ميليتري فاكتوري" الأمريكي، فإنّ "سام 7" هو الاسم الأكثر انتشارًا لهذا النوع من الصواريخ التي يطلق عليها "الناتو" اسم "غريل"، وتحمل أيضًا الاسم السوفييتي "ستريلا 2" الذي يعني "السهم".

الترا فلسطين