هنية : ندير معركة معقدة مع "اسرائيل " وحرب 2021 كانت بروفة للتحرير الشامل

اسماعيل هنية

قال رئيس المكتب السياسي لحركة  (حماس) إسماعيل هنية إنّ حركته تدير معركة معقّدة مع العدو الإسرائيلي، وإنّها تخضع كل معركة للتقييم لمعرفة أين أخطأت وأين أصابت وما هي الاحتياجات الاستراتيجية اللازمة للمواجهة.

وكشف هنية، خلال استضافته في برنامج "المقابلة" الذي بثّته فضائية الجزيرة مساء الأحد، أنّ قيادة حماس أجرت تقييمًا للحرب الإسرائيلية الأولى التي جرت على قطاع غزة أواخر عام 2008.

وقال "هذه الحرب أعطتنا مؤشرًا أنّ طبيعية المواجهة مع الاحتلال تختلف عمّا سبق، وتقييم الحرب كان أنّنا بحاجة إلى قرارات ذات صبغة استراتيجية".

وأضاف "اتخذنا قرارًا بضرورة امتلاك سلاح الردع المتمثّل بالصواريخ، وسلاح استراتيجي المتمثّل بالأنفاق، وسلاح للتصدي للدبابات والآليات العسكرية التي تتوغّل في قطاع غزة".

وكشف أنّ هذه "الخطة الدفاعية قد تمّ اعتمادها من قيادة حركة حماس في الداخل والخارج"، مبيّنًا أنّه جرى توفير التمويل اللازم لهذه الخطة عبر الحصول على 70 مليون دولار من إيران، إلى جانب ما كان يصل الحركة من دعم الشعوب العربية والإسلامية.

وتابع "هذه الخطة نقلت إمكانيات المقاومة وقدراتها وهذا ما ظهر في معركة 2012 بعد اغتيال القائد أحمد الجعبري الذي كان يسلتزم ردًّا يوازي هذا الاغتيال وقرّرنا قصف "تل أبيب".

وقال رئيس المكتب السياسي لحماس إنّ "حرب 2009 كانت معركة الصمود، وحرب 2012 كانت معركة التحدي، حرب 2014 كانت معركة كسر هيبة جيش الاحتلال بأن يضع مقاتل قسامي قدمه فوق رأس الجندي الإسرائيلي، وحرب 2021 كانت "بروفة" للتحرير الشامل".

ورأى أنّ الاستراتيجية الأمريكية الحالية تعمد إلى "تهدئة الجبهات في المنطقة"، لكنّه لم يستبعد انفجار الأوضاع بفعل الانتهاكات التي يرتكبها جيش الاحتلال ومستوطنوه في الضفة والقدس، إلى جانب استمرار الحصار على قطاع غزة.

وشدّد على أنّ القطاع ثبّت بعد معركة "سيف القدس" قواعد اشتباك أنّ المقاومة في غزة لن تكون بمعزل عن التطورات في العناوين الوطنية الفلسطينية المتمثّلة في القدس والأسرى والاستيطان واللاجئين.

العلاقة مع إيران

وأكّد هنية على أنّ المقاومة ضد الاحتلال تتمّ وفق الأجندة الفلسطينية، مشدّدًا على أنّ حماس "لا تخوض حربًا بالوكالة عن أحد".

وأضاف "الإخوة في إيران لا يطلبون من حماس أو المقاومة الفلسطينية خوض حرب بالوكالة عنهم، ونحن قرارنا مستقل".

وحول الدعم الذي تحظى به حماس من إيران، قال رئيس الحركة إنّ الإيرانيين يقدّمون الدعم من بعد ديني وعقائدي متعلّق بفلسطين والقدس، والبعد الثاني أنّ العدو الإسرائيلي هو عدو مشترك، ودعم حركات المقاومة التي تضعفه وتشغله هو في الآخر مصلحة عسكرية.

وأضاف "البعد الثالث أنّ أي دولة لها مصالح سياسية وإيران تريد الظهور في العالم الإسلامي السُنّي بأنّها تدعم المقاومة في فلسطين والقضية الفلسطينية".

ونفي وجود تيارات في حماس، موضحًا أنّ للحركة ثوابت واستراتيجية وهوية هي محلّ إجماع بين كل القيادات في الداخل والخارج، وأنّ طبيعة العلاقة مع إيران هي نتاج قرار مؤسسي.

العلاقة مع مصر والسعودية

وبيّن هنية أنّ حماس تتبنى استراتيجية الانفتاح على الجميع، ولها علاقة قوية جدًّا ومهمة مع مصر، وكذلك لديها علاقات تاريخية مع المملكة العربية السعودية.

وأضاف "التغيير الذي طرأ في العلاقة مع السعودية لم يكن من طرفنا بل من طرف إخوتنا في المملكة، فقد فوجئنا باعتقال مجموعة من الإخوة من بينهم الدكتور محمد الخضري سفير الحركة في السعودية منذ 20 عامًا".

وتابع "هناك وساطات مع المملكة، ونحن نتخاطب مع الإخوة في المملكة بدون وساطات، وقد أرسلت رسائل كثيرة جدًّا لخادم الحرمين الشريفيين ولولي العهد الأمير محمد بن سلمان".

وواصل "تحدثنا مع الأمم المتحدة ودول وشخصيات داخل المملكة السعودية من أجل طوي هذه الصفحة".