رام الله الإخباري
أحدثت مشاركة الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، أمس الجمعة، في مراسم تأبين ضحايا مجزرة كفر قاسم، في ذكراها الـ 65، واعتذاره باسم إسرائيل لذوي الضحايا، أصداء كبيرة عكستها مواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل.
وخلال مراسم تأبين ضحايا مجزرة كفر قاسم، التي نفذها حرس الحدود الإسرائيلي عام 1956 وأدت لاستشهاد 49 فلسطينيا ذكر هرتسوغ: ”أحني رأسي أمام الضحايا الـ 49، وأمام أبناء عائلاتهم وأمام جميع أهل كفر قاسم، وأطلب العفو باسمي وباسم دولة إسرائيل“.
وأضاف الرئيس الإسرائيلي: ”أمد لكم من أعماق قلبي يدا مساندة ومعاونة، متوسلا لله تعالى أن يكون معكم لتجدوا المواساة لألمكم“.
ووقعت المجزرة مساء يوم 29 تشرين الأول/ أكتوبر 1956، بعد أن قررت قيادة جيش الاحتلال فرض حظر التجوال على سكان كفر قاسم وقرى عربية أخرى متاخمة للحدود الأردنية آنذاك.
وحاولت الحكومة الإسرائيلية بعدها طمس معالم المجزرة وإنكارها، واضطرت بعدها لفتح تحقيق، وصدرت أحكام مخففة بحق متورطين، لا تتعدى التوبيخ، بعد محاكمات صورية استمرت 3 سنوات.
ورأى الصحفي الإسرائيلي أريك بيندر، في تغريدة دونها عبر حسابه على تويتر، أن أهم نقطة يمكن اقتباسها من كلمة هرتسوغ، ما يتعلق باعتذاره باسمه وباسم دولة إسرائيل لعائلات الضحايا، ووصفه بـ “ الاقتباس الأدق“.
وغرد الصحفي يسرائيل فيراي، قائلا: ”65 عاما مضت منذ مذبحة كفر قاسم، والتي أطلق خلالها الرصاص على 43 شخصا (الرقم طبقا للتغريدة) منهم 17 طفلا، وبهذه المناسبة أتت مجموعة إسرائيلية لزيارة الموقع وللإعراب عن تضامنها، واستقبلها شباب القرية بالألحان الموسيقية“.
واعتبرت عضوة الكنيست عن حزب ”ميرتس“ تامار زادنبيرغ، أن مجزرة كفر قاسم ”جزء من تاريخ إسرائيل وجرح ينزف حتى الآن بالنسبة للمجتمع العربي“.
وأضافت عبر حسابها على تويتر أن الاعتراف بالمجزرة على المستوى القومي ”ليس خطوة صحيحة فحسب، ولكنه مطلب أساسي“.
وذكر الناشط نتاي ألون، عبر حسابه على تويتر، أنه على قناعة بأن ”إنكار اليمين الإسرائيلي لمجزرة كفر قاسم هو خطوة جديدة نحو انتحار هذا التيار“.
فيما عبر ناشط آخر يدعى دافيد زونشاين، عن رفضه لاعتبار ما حدث في كفر قاسم حدثا عابرا، وكتب عبر حسابه: ”من غير الممكن الحديث عن مجزرة كفر قاسم، في وقت قتلت فيه إسرائيل طوال 65 عاما مضت (منذ المجزرة) أكثر بكثير من 10 آلاف فلسطيني، لا يمكن الحديث عن المذبحة في كفر قاسم كأنها حدث استثنائي وليس ممنهجا“، وأضاف: ”كفر قاسم ليست استثناء، إنها سياسة“.
ورفض ناشط إسرائيلي يميني يدعى يتسحاق ليفي، تقديم اعتذار من الدولة لذوي ضحايا المجزرة، وكتب عبر حسابه على تويتر: ”لماذا كل هذه المطالب المستفزة والوقحة؟، عليهم أولا (العرب) الاعتذار عن مذبحة الخليل 1929، والاعتذار عن مذبحة العائلة في طبريا 1938، عليهم الاعتذار عن الفرهود (أعمال عنف ضد اليهود في بغداد عام 1941) عليهم الاعتذار عن الشغب في أكتوبر 2000، والاعتذار عن إحراق اللد وعكا 2021“.
وذهب مغرد يدعى يوسي غوربيتس، إلى أن ”من يرفضون الاعتراف رسميا بالمجزرة لا ينكرونها حقا، لكنهم ببساطة ليسوا على استعداد للتعامل مع الموضوع من زوايا سلبية، لأن هذا هو النموذج الوحيد الذي تبقى لديهم: مذبحة أراد من نفذوها التسبب في التخلص من الفلسطينيين في إسرائيل“.
تجدر الإشارة إلى أن الأسبوع الماضي شهد إسقاط مشروع قانون، قدمته النائبة عن ”القائمة العربية المشتركة“ عايدة توما سليمان، يقضي بالاعتراف بمذبحة كفر قاسم، إذ صوت ضد القانون 93 من أعضاء الكنيست من المعارضة والائتلاف.
وانتقدت الصحفية والناشطة عانات سارغوستي، عدم تمرير قانون يحتم على الدولة الاعتراف رسميا بالمجزرة، وتساءلت عبر حسابها على تويتر: ”لماذا يخشى السياسيون تدريس المجزرة في المدارس الإسرائيلية؟، ولا سيما وأن القصة الكاملة منشورة ومعروفة للجميع“.
وذهبت ناشطة تدعى رانين باولوس، إلى أن ”الائتلاف الحاكم ومعه نواب عرب يزعمون أنهم صوتوا ضد قانون الاعتراف بمجزرة كفر قاسم لأنه يتحتم أولا أن يتم إعداده من جانب الحكومة، إذن نحن ننتظر، وبالمناسبة لا تنسوا معالجة قانون القومية“.
وذكر ناشط من حزب ”ميرتس“ اليساري يدعى نير كورين، بأن عضو الكنيست يائير غولان كان قد غادر قاعة الكنيست العام الماضي خلال التصويت على قانون يعترف بارتكاب مجزرة كفر قاسم ويطالب بتدريسها في المدارس، ووقتها رد عليه النائب عيساوي فريج: ”أنت لا تفهم ماذا يعني اليسار“.
وأضاف: ”اليوم غادرت كتلة ميرتس بالكامل قاعة الكنيست خلال تصويت مماثل، وبدلا من أن يتكيف غولان مع ميرتس أو يتركه، تحول الحزب بأسره ليصبح غولان“.
وكتبت الناشطة والنائبة اليمينية أوريت ستروك، عبر حسابها على تويتر: ”الآن وبعد أن كسر نواب من الائتلاف قواعد الانضباط وصوتوا لصالح قانون المجزرة في كفر قاسم، لا يوجد شك بأن قانون إلغاء الجنسية للإرهابيين ينبغي أن يمر، لم يتبق سوى 11 أسبوعا قبل أن أطرحه للتصويت من جديد، ووقتها تستطيع صديقتي ايليت شاكيد (وزيرة الداخلية) أن تعتبره مشروع قانون تقدمه الحكومة“.
وغرد عضو الكنيست عوفير كاسيف قائلا: ”مراسم إحياء الذكرى الـ 65 لمجزرة كفر قاسم، حكومة إسرائيل… كفى إنكارا، آن الأوان للاعتراف الحقيقي والكامل بالمسؤولية عن تلك المجزرة“.
ارم نيوز