رام الله الإخباري
قالت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الجمعة، إن هناك تحديات وعقبات كبيرة ستقف في وجه رونين بار الرئيس الجديد لجهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، ومن أهمها الوضع في قطاع غزة، وكذلك ضعف السلطة الفلسطينية، والجريمة المتفشية في أوساط فلسطينيي الداخل.
وتولى بار بالفعل مسؤولية الشاباك يوم الأربعاء الماضي، خلفًا لنداف أرغمان الذي قبل أن تنتهي مهمته أزال “قنبلة موقوتة” واحدة من أجندة خليفته بار، تتمثل في إحباط خلية حماس نهاية الشهر الماضي في الضفة الغربية، باعتقال العشرات منها، وقتل آخرين، كانوا يخططون لهجمات في القدس ومناطق أخرى وضبطت بحوزتهم أسلحة ومتفجرات، وهي أكبر خلية لحماس في الضفة منذ سنوات. بحسب الصحيفة.
ووفقًا للصحيفة في تقرير لمراسلها العسكري عاموس هرئيل، فإن حماس تواصل العمل في المثلث ما بين قطاع غزة والضفة الغربية ومقرها العسكري في تركيا، ويرى يحيى السنوار قائد الحركة بغزة أن الهجمات بالضفة يمكن أن تساعد في تقويض التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، في وقت يستمر فيه وقف إطلاق النار بغزة، بما يسمح لتنظيمه التعافي واستعادة ما خسره في العملية الأخيرة. بحسب التقرير.
وأضاف “عادت قواعد اللعبة إلى 9 مايو/ أيار، عشية العملية الأخيرة، واستردت حماس كل ما حرم منها، باستثناء ثلث المساعدة القطرية الشهرية البالغة 10 ملايين دولار، والتي لم يتم التوصل لحل بشأنها وتتعلق برواتب كبار موظفيها الحكوميين”.
ورجح هرئيل في تقريره، أن تفشل المحاولة الإسرائيلية لربط إعادة إعمار غزة بإحراز تقدم في قضية الأسرى والمفقودين، مشيرًا إلى أن السنوار ملتزم بالإفراج عن أسرى حماس الكبار من أصحاب المحكوميات العالية، حيث أفرج عنه هو نفسه في صفقة شاليط قبل عقد من الزمن، ويبدو أن الفجوة في الموقف بين إسرائيل وحماس لا يمكن سدها حاليًا، والسؤال الذي يفرض نفسه هو إلى متى ستتمكن إسرائيل من إطالة الوضع الحالي دون السماح بإعادة الإعمار ودون أن تقرر حماس التصعيد مجددًا.
وزعم التقرير، أن السلطة الفلسطينية تعاني من حالة ضعف في ظل تفاقم حالة الفوضى في مخيمات اللاجئين شمال الضفة، وخشيتها من التحرك تجاه ما يجري، في وقت يتقدم فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالسن الذي سيبلغ الشهر المقبل 86 عامًا، ومنذ فترة طويلة توقف عن الظهور بنشاط وحيوية كما كان قبل. وفق التقرير.
ولفت التقرير، إلى أن استئناف المحادثات السياسية غير وارد، نظرًا للخلافات داخل تحالف الحكومة الحالية والاهتمام المحدود الذي أبدته الإدارة الأميركية، لكن الحكومة الإسرائيلية تحاول تنفيذ مبادرات اقتصادية للتعاون، لمحاولة تحسين الوضع الاقتصادي بالضفة.
وبحسب التقرير، فإن رئيس الشاباك المنتهية ولايته نداف أرغمان قال في خطاب حفل وداعه منذ أيام، إن غياب الحوار بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية والتحركات التي قام بها “أبو مازن” (في إشارة للتحركات الدولية) أضعفت السلطة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن حماس باتت أكثر قوة والسلطة أكثر ضعفًا، ويجب على إسرائيل إيجاد طريقة للتعاون مع السلطة وتعزيز المشاريع الاقتصادية بمساعدة دولية. وفق ما نقلت هآرتس عنه أرغمان.
ووفقًا للتقرير، فإن إحدى أهم المشاكل أيضًا التي ستواجه بار، مساهمة الشاباك في مكافحة الجريمة والعنف المتفشية في أوساط فلسطينيي الداخل، خاصةً وأن أرغمان المنتهية ولايته، كان مترددًا في تسخير الجهاز لهذه الخطوة خوفًا من أن يضعه هذا النشاط في صراع مباشر مع الفلسطينيين بالداخل.
وأشار إلى أن من القضايا المطروحة على جدول أعماله، ما يتعلق بإحباط التجسس ومحاولات التأثير من قبل دول أجنبية، وخاصةً التجسس التكنولوجي الذي قد يكون مرتبط بالاستثمارات الأجنبية، في إشارة واضحة للصين التي تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل باتجاه الحد من تلك الاستثمارات.
كما أن هناك قضية تتعلق بإحباط الهجمات “الإرهابية” في الخارج – وفق الصحيفة – وهي منطقة تتوزع مسؤولياتها بين الشاباك والموساد، حيث يقدم الشاباك الأمن العام للمؤسسات الإسرائيلية بالخارج، ويقدم المشورة بشأن أمن مؤسسات الجاليات اليهودية المختلفة، مشيرًا التقرير إلى أن هناك مخاوف من زيادة الهجمات من إيران بعد اتهامات لإسرائيل بالوقوف خلف قتل علماء الملف النووي لطهران، وتسجيل بعض محاولات قتل الإسرائيليين في إطار الرد.
وترى الصحيفة أن أهم ما يميز فترة خدمة بار في رئاسة الشاباك، تتمثل في نجاته من العمل تحت قيادة بنيامين نتنياهو ومتطلباته الأمنية الباهظة، مشيرةً إلى أنه على الرغم من الإجماع لدى الجهات السياسية والأمنية بافتقار نفتالي بينيت للخبرة وارتكابه لبعض الأخطاء، لكنه يفضل على نتنياهو الذي كان يخلق جوًا من جنون العظمة.
القدس