كتائب الاقصى في مخيم جنين : لن نتراجع لا حديث مع الاحتلال سوى بالرصاص

كتائب الاقصى في جنين

رام الله الإخباري

قال عشرات المسلحين الفلسطينيين الذين يجوبون شوارع وأزقة مخيم جنين، إنهم يستعدون لصد أي عدوان إسرائيلي محتمل.

وشكّلت الفصائل الفلسطينية "غرفة العمليات المشتركة" في المخيم، وتضم للمرة الأولى منذ سنوات، الأجنحة العسكرية المحسوبة على حركات فتح وحماس والجهاد الإسلامي، في ظل تخوف من اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي للمخيم بحثا عن اثنين من الأسرى الستة، وجميعهم من محافظة جنين، الذين فروا من سجن الجلبوع، الأسبوع الماضي.

وأُعيد اعتقال أربعة منهم مساء الجمعة وفجرالسبت الماضيين، فيما تنفذ قوات الاحتلال عمليات تفتيش واسعة عنهما.

وكانت قد دارت في مخيم جنين معركة في بداية انتفاضة القدس والأقصى، واقتحمت قوات الاحتلال في نيسان/أبريل العام 2002 المخيم، واستشهد خلال 10 أيام ما لا يقل عن 52 فلسطينيا نصفهم تقريبا من المدنيين، ودمر قرابة 150 بناية كليا، والعشرات جزئيا، وشرّد حوالي 435 عائلة. كما قُتل خلال هذه الاشتباكات 23 جنديا إسرائيليا على يد المقاومين الفلسطينيين.

ويتجول في المخيم في هذه الأثناء مسلحون، يخفون وجوههم بأقنعة تحمل شعارات الفصائل التي ينتمون لها. ورغم الانقسام السياسي بين حركتي فتح وحماس، غير أن بندقية المقاومة في مخيم جنين، وحدتهما.

وقال مقاوم مقنع يضع شعار "كتائب شهداء الأقصى"، المحسوبة على حركة فتح، إنه "لا مجال للحديث (مع إسرائيل) سوى بالرصاص". وأضاف حاملا على كتفه بندقية من نوع M16، وعلى خاصرته مسدسا "مستعدون للقتال، لن نتراجع".

وتواجد إلى جانبه مسلحون يضعون على أقنعتهم شارة كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس.

بدوره، قال مسلح مقنع ينتمي الى سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنه "تم إعلان النفير العام في المخيم، وكافة الفصائل على استعداد للقتال، وسيرى الجيش الإسرائيلي ما لا يتوقعه في حال فكر ودخل المخيم"، مضيفا أن "عشرات المقاتلين على استعداد لصد أي اعتداء. مخيم جنين غزة الثانية".

ويرى مراقبون أن ظروف مخيم جنين، تتشابه، إلى حد كبير، مع الأوضاع في قطاع غزة، الذي يعجز الجيش الإسرائيلي عن اجتياحه.

وأشار المقاتل في سرايا القدس إلى عناصر المقاومة في المخيم، قائلا إن "الشباب تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 30 عاما، من أسر مناضلة، منهم من فقد والده أو شقيقه شهيدا، ومنهم ابن أسير".

وأضاف أنه "نتمنى أن يدخل الجيش الإسرائيلي إلى المخيم، ونعده أنه سيندم على تلك اللحظة". ولفت إلى أن مقاومين من مناطق مختلفة من الضفة الغربية، وصلوا مخيم جنين "استعدادا لأي معركة".

الشرطة الإسرائيلية تفتش سيارات بحثا عن الأسيرين انفيعات وكممجي، الأحد الماضي (أ.ب.)

وتابع: "صحيح أن السلطات الإسرائيلية أعادت اعتقال أربعة من المعتقلين الفارين، وبينهم القيادي زكريا الزبيدي ابن مخيم جنين، لكنّ المخيم يتمنى أن يستطيع الأسيران الفاران مناضل يعقوب انفيعات، وأيهم فؤاد كممجي الوصول للمخيم. سنحمي الأسرى بأجسادنا وأطفالنا، وبكل ما نملك".

ويتوقع أهالي في المخيم أن يقدم الاحتلال على عملية عسكرية في المخيم، بالرغم من أنها لم تعلن ذلك.

توتر كبير

عقب إعادة اعتقال الأسرى الأربعة، ينظم أهالي المخيم مسيرات ووقفات، ويرشقون حاجز الجلمة العسكري القريب من جنين بالحجارة والعبوات الحارقة. واستهدف شبان هذا الحاجز للاحتلال بالرصاص الحي، وألقى آخرون عبوة متفجرة محلية الصنع على الحاجز، دون أي يتسبب بوقوع إصابات./"

وقبل فرار الأسرى الستة من السجن، استشهد أربعة مقاومين خلال اقتحام قوات الاحتلال للمخيم، في 16 آب/أغسطس الماضي. ومنذئذ، يشهد المخيم حالة غضب واستنفار، واستعداد لصد أي اقتحام.

وزاد التوتر في المخيم مع إعادة اعتقال الأسير زكريا الزبيدي، وتعرضه للتعذيب خلال التحقيق.

ولم يستبعد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، شن عملية عسكرية في جنين أو قطاع غزة.

وقال للقناة 12 التلفزيونية، أمس، إن "الخطط موجودة، إذا تكررت الأحداث، فسنشن عملية كلما احتجنا إلى ذلك. وإذا زاد حجم الهجمات التي تنطلق من مدينة جنين بشكل عام، أو مخيم اللاجئين (مخيم جنين) بشكل خاص، فقد يكون من المحتم إجراء عملية تطهير في هذه المنطقة".

 

الاناضول