سان جرمان الأقرب ليكون الخطة "باء" لميسي بعد فشل الخطة "ألف"

ميسي وباريس سان جيرمان

كانت الخطة "ألف" أن يبقى في برشلونة الإسباني، الفريق الذي تأسس فيه وأطلقه الى النجومية، لكن بعدما ارتأى النادي الكاتالوني أن ليس باستطاعته تحمل العبء المالي لفاتورة الإبقاء على النجم الأرجنتيني، توقع عالم كرة القدم السبت أن يكون ليونيل ميسي على وشك الشروع في الخطة "باء" المتمثلة بالتوقيع مع باريس سان جرمان الفرنسي.

كان المشجعون الفرنسيون ووسائل الإعلام على السواء مغتبطين لفكرة تأثير وصول أفضل لاعب في العالم ست مرات الى العاصمة الباريسية للدفاع عن ألوان سان جرمان، لما سيكون لذلك التأثير الكبير على شعبية الدوري بأكمله.

لكن في الوقت الذي تنتظر فيه فرنسا التطورات بفارغ الصبر، أعلن برشلونة السبت أن ميسي سيعقد مؤتمراً صحافياً ظهر الأحد في وقت كان مدربه الهولندي رونالد كومان يكافح لاستيعاب فكرة الفراق.

وغرد كومان، الرجل الذي قاد كلاعب برشلونة الى أول ألقابه في دوري أبطال أوروبا عام 1992، قائلاً "لا يزال من الصعب استيعاب أنك لن تلعب بعد الآن مع برشلونة. شكراً على كل ما فعلته من أجل نادينا ليو. لقد استمتعت حقاً بالموسم الكامل الذي عملناه فيه معاً. أنا معجب بأخلاقياتك في العمل ورغبتك في الفوز".

ورغم التقارير التي تتحدث عن صفقة انتقال ميسي الى سان جرمان قد حُسِمت، أصرت صحيفة "سبورت" الكاتالونية على أنه "في الوقت الحالي، ليس هناك أي عرض لميسي من أي نادٍ"، بما في ذلك سان جرمان.

بعد 17 عاماً في برشلونة، حيث حصد 10 ألقاب في الدوري و4 في دوري أبطال أوروبا بين ألقاب عدة أخرى، سيصل ابن الـ34 عاماً الى سان جرمان في محاولة جديدة من النادي الباريسي من أجل تحقيق حلم الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه.

لم يخفِ النجم البرازيلي نيمار، زميله السابق في برشلونة، رغبته في لم الشمل بين النجمين منذ رحيله عن "كامب نو" قبل أربعة أعوام، ويبدو أنه سيتمكن أخيراً من تحقيق رغبته.

ووجود مدرب أرجنتيني مع الفريق الباريسي بشخص ماوريسيو بوكيتينو، يشكل عامل جذب إضافي بالنسبة لميسي الذي سيجد نفسه في بيئة جديدة للمرة الأولى منذ أن وقع على منديل مع النادي الكاتالوني وهو في الثالثة عشرة من عمره.

بعد كل التجاذبات التي حصلت العام الماضي حين عبر ميسي عن رغبة بالرحيل عن العملاق الكاتالوني نتيجة علاقته المتوترة مع الرئيس السابق جوزيب ماريا بارتوميو، بقي الأرجنتيني في "كامب نو" لأن النادي لم يلتزم ببند في العقد يسمح له بالرحيل إذا أراد ذلك.

لكن الرئيس الجديد-القديم حوان لابورتا وخلافاً لرغبته الشخصية ورغبة اللاعب، وجد نفسه مضطراً الى القول وداعاً بسبب قيود سقوف الرواتب المفروضة من قبل رابطة الدوري الإسباني.

"زواج الحب والعقل" 

ومع تأكيد مدرب برشلونة السابق ومانشستر سيتي الإنكليزي الحالي بيب غوارديولا أن ميسي ليس ضمن إمكانيات النادي لاسيما بعد الصفقة الهائلة التي أبرمها أخيراً بالتعاقد مع نجم أستون فيلا جاك غريليش، يبقى سان جرمان النادي الوحيد القادر على تلبية المتطلبات المالية لصفقة من هذا النوع (كان يتقاضى الأرجنتيني صافياً قرابة 70 مليون يورو سنوياً بحسب التقارير).

وبالنسبة لصحيفة "لو باريزيان" فإن "ميسي الى باريس، نعم"، بحسب ما عنونت، واصفة الصفقة بين الطرفين بـ"زواج الحب والعقل".

وأشارت صحيفة "ليكيب" الرياضية الى أن ميسي سيحصل على "عقد قياسي" مدته ثلاث سنوات مع "راتب سنوي صافٍ قدره 40 مليون يورو"، لكن يبدو حتى الآن أنه لم يتم توقيع أي شيء.

ورحبت أندية أخرى بفكرة التحاق ميسي بالدوري الفرنسي لما لذلك من تأثير على شعبية "ليغ 1"، وقال المدرب الكرواتي لموناكو نيكو كوفاتش الجمعة "سيكون ذلك جيداً للبطولة الفرنسية. إنه الأفضل في العالم".

أما مدرب سان جرمان السابق ونانت الحالي أنطوان كومبواريه، فقال بدوره "سيكون ذلك ضربة (إيجابية) هائلة للدوري وباريس سان جرمان أيضاً".

لكنه اعتبر أن القصة ما زالت تستند الى "شائعات".

الأرقام لا تكذب 

وقال لابورتا الجمعة إنه غير مستعد "لتعريض النادي للخطر" من خلال تجديد عقد ميسي لاسيما أن برشلونة يعاني من مشاكل مالية ضخمة.

وأشار الى أن ميسي "لديه عروض أخرى وهناك حد زمني لأن الدوري الإسباني يبدأ قريباً 15 آب ويحتاج الى وقت لتقييم خياراته الأخرى".

وذكرت صحيفة "لو باريزيان" أن والد ميسي وممثله خورخي تواصل مع سان جرمان بعدما أصبح واضحاً بأن اللاعب لن يبقى في كاتالونيا.

من جهته، اكتفى بوكيتينو في تعليقه على الموضوع بالقول "رئيسنا (القطري ناصر الخليفي) يبحث في سبل تحسين الفريق".

لابورتا كان واضحاً حين قال "كنا مستعدين" لتحمل العبء المالي لتجديد عقد ميسي الذي انتهى هذا الصيف، لكن "عندما أدركنا بالتفصيل وضع النادي" بعد التدقيق، "لم نرغب في تعريض المؤسسة لمزيد من الخطر".

وكان لابورتا الذي انتخب مجدداً لرئاسة برشلونة في آذار الماضي على خلفية الوعد الذي أطلقه بإبقاء ميسي في برشلونة، اتهم أيضاً نظام اللعب المالي النظيف الذي وضعته رابطة الدوري الإسباني بمنعه من الوفاء بوعده.

وقال "أنا حزين، لكنني أعتقد أننا فعلنا ما هو أفضل لمصالح" النادي.

وتمنى لابورتا الذي يعتبر من المقربين من ميسي مذ ان شغل منصب الرئيس في ولاية أولى امتدت من 2003 حتى 2010، "الأفضل" للمهاجم الذي يغادر بعدما أحرز 35 لقباً، منها أربعة في مسابقة دوري أبطال أوروبا.

وأكد أن ميسي "ليس سعيداً. أراد... كانت لدينا جميعاً النية والرغبة أن يبقى. لكنه واجه، كما نحن، حقيقة لا يمكننا تبديلها. يعرف أنني أتمنى له الأفضل، ولعائلته، أينما ذهب".

وكان ميسي توصل الى اتفاق مبدئي مع برشلونة للبقاء ضمن صفوفه في عقد جديد لمدة 5 أعوام مع القبول بتخفيض راتبه بنسبة 50 في المئة سنوياً.

الأرقام لا تكذب بالتأكيد، فبرشلونة مثقل بديون إجمالية تقدر بـ1.2 مليار يورو، مع واجب سداد أكثر من نصفها في المدى القصير.

ودفع النادي الكاتالوني غالياً ثمن تعاقدات فاشلة مع لاعبين مقابل مبالغ باهظة، منها البرازيلي فيليبي كوتينيو والمهاجم الفرنسي عثمان ديمبيليه في صفقتين كلفتا خزينة النادي قرابة 300 مليون يورو مجتمعتين.